كلينتون: مرسي لم يكن مهيأ ليكون رئيساً لمصر

انتقدت السياسة الخارجية لأوباما.. وحملت حماس مسؤولية الحرب

هيلاري كلينتون
TT

تأكيدا لرغبتها في أن تترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة وتدخل البيت الأبيض مكان الرئيس باراك أوباما، الذي كان حرمها الفرصة، عندما فضله عليها «الحزب الديمقراطي» في انتخابات عام 2008 - شنت هيلاري كلينتون هجوما عنيفا على منافسها، ورئيسها لأربع سنوات عندما كانت وزيرة خارجيته.

لم يقتصر هجومها على أوباما على ما سمته «فشله في تأسيس معارضة سورية مقاتلة وفعالة» ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بل شمل الهجوم كل سياسات أوباما الخارجية.

وقالت: «الشعوب العظيمة تحتاج إلى مبادئ منتظمة. وليست سياسة (لا تفعل أشياء غبية حتى لا تنتقد)».

وأضافت، في مقابلة مع مجلة «أتلانتك» المستقلة: «عندما لا تعد متحمسا، ولا تتقدم، وعندما تبقى في مكانك، بل تتراجع، لن تقدر على اتخاذ قرارات أفضل من تلك التي اتخذتها عندما كنت قويا، وتدفع بنفسك في إيجابية إلى الأمام».

ولاحظت مصادر صحافية في واشنطن توقيت موافقة كلينتون على إجراء هذه المقابلة، وذلك في ظروف تردد أوباما في مواجهة توسعات تنظيم «داعش» في سوريا والعراق، وإيفاده وزير خارجيته جون كيري مرتين إلى أفغانستان خلال ثلاثة أسابيع للتوفيق بين القادة المتصارعين قبيل انسحاب القوات الأميركية، وتعنت الرئيس الروسي فلاديمير رغم قرارات المقاطعة التي أعلنها أوباما.

سجلت كلينتون المقابلة قبل قرار أوباما بقصف جزئي لمواقع «داعش» في العراق. ورغم أن قادة ديمقراطيين دافعوا عن رفض أوباما مواجهة شاملة مع «داعش»، أوضحت كلينتون في الماضي أنها كانت تحبذ بقاء قوات أميركية في العراق بعد الانسحاب لاستعمالها في مثل ظروف «داعش» هذه، وهو الرأي الذي عارضه أوباما.

وحطمت تصريحات كلينتون ما ظل يحدث منذ 19 شهرا، عندما غادرت هيلاري كلينتون وزارة الخارجية، وظلت هي، وأوباما، وموظفوهما، ومستشاروهما، يحاولون المحافظة على قشرة وحدة صعبة في ظل علاقات متوترة. ولم يكن دور زوج كلينتون، الرئيس الأسبق بيل كلينتون، مساعدا في المحافظة على هذه الوحدة الافتراضية.

وعن سوريا، لم تحمل كلينتون أوباما مسؤولة فشل الإطاحة بنظام الأسد، لكنها قالت إنه تردد، وفي النهاية، رفض أن يدعم المعارضة السورية دعما عسكريا يجعلها فعالة.

وبدت كلينتون أكثر إيجابية في آرائها في السياسة الخارجية. وأعادت إلى الأذهان الاختلاف الواضح بينها وبين أوباما في نهج السياسة الخارجية، بداية من المنافسات بينهما قبيل انتخابات عام 2008، وقبل سنوات من بداية الثورة في سوريا، عندما كانت خطبها أكثر تشددا من خطب أوباما.

وفي المقابلة، قالت كلينتون إنها كانت تحبذ إرسال أسلحة إلى المتمردين السوريين المعتدلين. وكانت تحبذ ترك قوة عسكرية كبيرة في العراق، بعد الانسحاب. وكانت تحبذ الانتظار لفترة أطول قبل سحب الدعم الأميركي للرئيس المصري السابق حسني مبارك خلال المظاهرات في القاهرة، مع بداية ثورة 25 يناير عام 2011.

وعن إيران، قالت كلينتون إنها كانت دائما في معسكر الذين يعتقدون أن إيران ليس لديها حق تخصيب اليورانيوم. رغم أن كلينتون كانت، في عام 2010، قالت، في مقابلة مع «بي بي سي» إن إيران يمكن أن تحصل على حق التخصيب من الاتفاقية النووية المتوقعة بين إيران ودول «5+1».

وعن إسرائيل، وقفت كلينتون في المقابلة الصحافية وقفة قوية مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. رغم أنها، عندما كانت وزيرة للخارجية، تشددت مع إسرائيل عدة مرات. ومرة وبخت نتنياهو بسبب استمراره بناء المستوطنات. وعن غزة، أيضا، وقفت مع نتنياهو، وقالت: «لست متأكدة من إمكانية تقسيم اللوم... بسبب ضباب الحرب».

وشنت هجوما عنيفا على حماس، وقالت إنها تتحمل مسؤولية الحرب، وإن إسرائيل لا يمكن ألا ترد على الصواريخ، بل لمحت كلينتون إلى أنها ربما لم تعد تؤيد حل الدولتين، وقالت إنها إذا كانت رئيسة وزراء إسرائيل كانت ستكون حريصة على «ضمان أمن إسرائيل بأي طريقة».

وعن الإخوان المسلمين، سئلت كلينتون في المقابلة عن ما جاء في كتابها الأخير بأن الرئيس السابق محمد مرسي طلب منها ألا تقلق على الجهاديين في سيناء، لأنه «مع وجود حكومة من الإخوان المسلمين في الحكم، لن يشعر الجهاديون بالحاجة لمواصلة حملتهم».

وفي المقابلة، قالت: «أرى أن مرسي كان ساذجا. اعتقد مرسي أنه، مع شرعية حكومة إسلامية منتخبة، سيرى المجاهدون، وأي شخص آخر من الإخوان المسلمين، أنهم سيكونون جزءا من العملية السياسية».

وشككت كلينتون في رأي مرسي هذا في المقابلة. وأيضا، في الكتاب.

وكتبت: «يدور نقاش حول العالم بين التابعين لأسامة بن لادن، والإخوان المسلمين. يؤمن أتباع بن لادن بأنه لا تمكن هزيمة الكفار والمدنسين من خلال السياسة، بل من خلال المقاومة العنيفة».

وتابعت: «لذلك، عندما أخبرت مرسي بأننا نجمع معلومات استخباراتية كثيرة عن الجماعات الجهادية التي تجد ملاذات آمنة داخل سيناء، وأن هذا سيشكل تهديدا، ليس لإسرائيل فقط وإنما لمصر أيضا، تجاهل مرسى هذا الأمر». وأضافت: «بعد ذلك بوقت قصير، قتل الجهاديون مجموعة كبيرة من الجنود المصريين».

وكتبت كلينتون أن الإخوان المسلمين كانت لديهم فرصة استثنائية للتدليل على إمكانية أن تتحمل حركة إسلامية مسؤولية الحكم. لكنهم كانوا غير مستعدين، وكانوا عاجزين عن تحقيق الانتقال من حركة إلى حكومة».

وأضافت: «سنرى كيف سيقومون بالرد على الحملة القمعية التي يتعرضون لها في مصر». وخلال سنوات الرئيس الأسبق حسني مبارك، قالت: «الإخوان المسلمين أنفسهم، رغم علاقاتهم المقربة بحماس، لم يبرهنوا، لأنهم كانوا تحت رقابة مشددة من قبل مبارك، على رغبتهم في المشاركة في صراع عنيف لتحقيق أهدافهم».

وكتبت: «الآن، يوجد موقف عن فشلهم في الحكم بطريقة من شأنها كسب ثقة الناخبين المصريين كلهم. لكن، لم يظهر موقف عن ما إذا سيتحولون إلى مجموعة مقاومة جهادية عنيفة». وكتبت: «أعتقد أنه يجب أن نسأل أنفسنا: هل كان قادة مختلفون يقدرن على إحداث اختلاف في حكم الإخوان المسلمين لمصر؟ لن نعرف، ولن نقدر على معرفة الإجابة عن هذا السؤال».

ثم انتقدت مرسي شخصيا، وقالت: «نعرف أن مرسي كان غير مهيأ ليكون رئيسا لمصر. لم تكن لديه خبرة سياسية. كان مهندسا، وكان متشبثا بآيديولوجية السيطرة من أعلى إلى أسفل».