كلينتون تنفي انتقاد أوباما.. والبيت الأبيض يدعو للنظر إلى المستقبل

انقسام في رؤية وزيرة الخارجية السابقة والرئيس الأميركي حول الشرق الأوسط

TT

نفت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون أمس أن تكون هاجمت سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما الخارجية في سوريا والعراق مشددة على أنها تتطلع للقائه خلال حفل عشاء كان من المرتقب أن تحضره مساء أمس. واتصلت كلينتون بالرئيس الأميركي مساء أول من أمس لشرح وجهة نظرها، في مؤشر على صدى الانتقادات التي وجهتها كلينتون لسياسة أوباما في مقابلة صحافية نشرت يوم الأحد الماضي. وبدوره، حاول البيت الأبيض التقليل من أهمية الخلافات في وجهات النظر بين أوباما وكلينتون. وقال ناطق باسم البيت الأبيض اريك شولتز أمس بأن الرئيس الأميركي ممتن لاتصال كلينتون، وأن أوباما «يتطلع إلى المستقبل» في علاقته مع كلينتون.

وكانت كلينتون انتقدت في مقابلة الأحد سياسة أوباما عادة أن تصاعد قوة المتطرفين الإسلاميين في العراق وسوريا سببها فشل إدارته. وفسرت هذه التصريحات على أن كلينتون تحاول أن تنأى بنفسها عن أوباما في إطار تحضيراتها المحتملة لخوض الانتخابات الرئاسية في العام 2016.

ولكن متحدثا باسم كلينتون أفاد مساء أول من أمس أن وزيرة الخارجية السابقة اتصلت بأوباما لتصفية الأجواء مشددة على أنها لم تنتقد قيادته. وقال نيك ميريل الناطق باسم كلينتون بأن وزيرة الخارجية السابقة «اتصلت بالرئيس أوباما لكي تؤكد له أن لا شيء مما قالته يهدف إلى مهاجمته أو انتقاد سياساته وقيادته». وأضاف ميريل أن كلينتون وأوباما «لديهما بعض الخلافات النزيهة» حول بعض القضايا وبينها سوريا. وأضاف أن «البعض يعمد حاليا إلى تضخيم هذه الخلافات لكن ذلك لا يؤثر على توافقهما التام على معظم القضايا». وتابع أن كلينتون «تتطلع لتبديد أي لغط حين تلتقي الرئيس مساء» الأربعاء خلال حفل عشاء في مارثاز فينيارد حيث يمضي الرئيس الأميركي إجازته.

ومن جهته، أعلن مسؤول في البيت الأبيض لوكالة الصحافة الفرنسية أن «الرئيس والسيدة الأولى قبلا دعوة إلى منزل فيرنون جوردان» المستشار السابق للرئيس السابق بيل كلينتون. وأضاف: «إنهما مسروران بهذه الدعوة وبالذهاب للقاء وزيرة الخارجية الأميركية السابقة».

وفي مقابلة نشرتها الأحد أسبوعية «ذي أتلانتيك» عدت كلينتون أن أوباما ترك في سوريا فراغا «ملأه الجهاديون» وذلك نتيجة عدم تقديم المساعدة العسكرية للمعارضة.

وكلينتون التي تعد إلى حد كبير مرشحة غير معلنة لانتخابات 2016. كانت من مؤيدي تسليح المعارضة السورية حين كانت تتولى حقيبة الخارجية خلال الولاية الأولى لأوباما. وقالت كلينتون في المقابلة بأن «عدم المساعدة في بناء قوة مقاتلة ذات مصداقية تضم الذين كانوا وراء المظاهرات المعارضة للرئيس (السوري) بشار الأسد، حيث كان هناك إسلاميون وعلمانيون، خلق فراغا ملأه اليوم الجهاديون».

وجرت هذه المقابلة قبل أن يعلن الرئيس الأميركي عن توجيه ضربات جوية لمواقع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق.

كما أخذت كلينتون التي خسرت الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي عام 2008 أمام أوباما، على الرئيس الأميركي عدم وضع استراتيجية فعلية لمواجهة تهديد المقاتلين الإسلاميين.

وقالت: إن «الأمم الكبرى في حاجة لمبادئ قيادية والدعوة لعدم القيام بتصرفات غبية ليس مبدأ قياديا» في إشارة إلى أحد شعارات أوباما.

وقالت كلينتون التي يبدو أن تصريحاتها ومواقفها تتفق مع مواقف وتصريحات بعض النواب الجمهوريين البارزين مثل جون ماكين وليندسي غراهام «من الأسباب التي تثير قلقي بشأن ما يحدث في الشرق الأوسط حاليا هو قدرة الجماعات الجهادية على التغلغل وهو ما قد يضر بأوروبا وبالولايات المتحدة».

وبشأن تهديد المتطرفين الإسلاميين لمحت كلينتون إلى أن أميركا تنجح عندما يكون لديها خطة عامة مع هدف واضح ضاربة كمثال على ذلك انهيار الاتحاد السوفياتي وهزيمة الشيوعية.

وشدد الناطق باسمها أول من أمس على أن كلينتون «أشادت على الدوام بإنجازات رئاسة أوباما ويشرفها أنها كانت جزءا منها بصفتها وزيرة للخارجية».