خادم الحرمين يدعم المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بـ 100 مليون دولار

السفير السعودي في واشنطن سلم شيك التبرع للأمين العام للأمم المتحدة

TT

دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز المركز الدولي لمكافحة الإرهاب بـتبرع مالي قدره 100 مليون دولار، وقام بتسليم شيك التبرع للأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون بمقر الأمم المتحدة في نيويورك أمس، السفير عادل بن أحمد الجبير سفير السعودية لدى الولايات المتحدة الأميركية بحضور عبد الله بن يحيى المعلمي مندوب المملكة العربية السعودية لدى الأمم المتحدة.

من جانبه ثمن الأمين العام للأمم المتحدة لخادم الحرمين الشريفين وللمملكة العربية السعودية هذا التبرع السخي للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب.

وقال في مؤتمر صحافي مشترك مع السفير السعودي في واشنطن وسفير المملكة لدى المنظمة الدولية: «تشرفت بلقاء الملك عبد الله الشهر الماضي في مدينة جدة وشكرته شخصيا على قيادته في هذه القضية وقضايا أخرى كثيرة، والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب، هو من بنات أفكار الملك عبد الله وصدر ذلك عام 2005 وأطلق عام 2011، ويقع المركز في مقر مجموعة العمل في الدائرة السياسية بالأمم المتحدة ويرأسه الأستاذ عبد الله يحيى المعلمي».

وأضاف الأمين العام «إن المركز دعم نحو 100 مشروع لمكافحة الإرهاب في العالم غطت أربع ركائز أساسية لاستراتيجية الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب وقد أثنت الجمعية العامة للأمم المتحدة على هذا العمل وشجعت الدول الأعضاء على توفير المزيد من الدعم، وقد استجابت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا لهذا النداء وأحث الدول الأعضاء الأخرى لاقتفاء الأثر واتباع المملكة العربية السعودية بدعم المركز».

وقال: «إن هذه المساهمة جاءت في وقتها وستحدث فرقا على صعيد مكافحة الإرهاب إقليميا وعالميا، والإرهاب ظهر بشكل قوي في عدد من البلدان والمناطق في العالم وأتوقع من المركز الدولي لمكافحة الإرهاب القيام بدور بارز بالتعاون مع الكيانات الأخرى ضمن مؤسسات الأمن لحشد الدعم لجهود مكافحة الإرهاب في العالم»، مشيرا إلى أن التضامن الدولي تم من خلال الدعم السخي من قبل المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين الشريفين بـ500 مليون دولار للشعب العراقي «ونتطلع لمواصلة التعاون بشكل وثيق ومثمر».

من جهته، أوضح السفير عادل الجبير أن المساهمة تنبع من رؤية خادم الحرمين الشريفين بأن الإرهاب «هو شر يقلقنا كثيرا، وبالتالي يجب توحيد جهود الدول والشعوب لمواجهة هذا الخطر الذي يهدد الإنسانية، فالإرهاب لا يعرف دينا ولا طائفة وليس لديه إنسانية أو عدالة، إنه ينتهك كل الديانات في العالم وهذا الشر يجب القضاء عليه من خلال الجهود الدولية القوية».

وأضاف الجبير «أن المملكة العربية السعودية كانت في مقدمة الدول لمكافحة الإرهاب لأنه للأسف واجهنا الإرهاب، وأعتقد أن الدول التي لم تتأذ بالإرهاب قد تتباطأ في التعامل مع الإرهاب بطريقة جدية والتاريخ الحديث أظهر أن الإرهاب في نهاية المطاف يطالنا جميعا ويجب أن نكون مستعدين لمواجهته، ونعتقد أن الأمم المتحدة قد تؤدي دورا قويا وفعالا في حشد القوة والدعم في العالم لمواجهة هذا الشر، ونحن نعتقد أن المركز يمكن أن يقوم بدور كبير تحت قيادة الأمم المتحدة لمواجهة الإرهاب من قبل الدول المختلفة وكذلك من أجل أن تكون تلك الدول التي لها القدرة على المساهمة للقيام بذلك كما فعلت المملكة العربية السعودية».

وأوضح أن فكرة المركز طرحت للعالم من خادم الحرمين الشريفين قبل عشر سنوات وتم تبنيها بالإجماع من المؤتمر الدولي لمكافحة الإرهاب الذي عقد في الرياض عام 2005، كما تبني بالإجماع من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 2006، وساهمت السعودية بعشرة ملايين دولار لإطلاق المركز ووقعت اتفاقا في هذا الشأن مع الأمم المتحدة عام 2011 «واليوم خادم الحرمين الشريفين أمر بتقديم مائة مليون دولار للمركز لدعم جهوده والعمل الذي يقوم به بغية مكافحة هذا الشر الذي أضر بالعالم».

واستطرد الجبير «نحن نؤمن بأنه يجب أن نعمل معا جميعا لمواجهة هذا الخطر فالكرة الأرضية التي نعيش فيها صغيرة وإذا تأذت منطقة فإن بقية المناطق سوف تشعر بالحمى وهذا يتطابق مع قضايا البيئة والأمراض وغير ذلك من القضايا، إذن علينا التعامل لمواجهة الإرهاب للتغلب عليه، ولذلك فإن خادم الحرمين الشريفين يأمل في أن تسير بقية الدول على نهج المملكة العربية السعودية من خلال تقديم الدعم والمساندة لهذا الجهد النبيل».

وأوضح عبد الله بن يحيى المعلمي مندوب السعودية الدائم لدى الأمم المتحدة رئيس الهيئة الاستشارية للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب أن هذه المناسبة تعد مهمة في تاريخ الأمم المتحدة وفي تاريخ العمل الدولي المشترك لمكافحة الإرهاب.

وقال: «تم توقيع اتفاقية تأسيس المركز في عام 2011، وبدأ نشاطه الفعلي في عام 2012، وبعد نحو سنتين من إنشائه تأتي هذه المبادرة من خادم الحرمين الشريفين لتعزز الثقة في دور مركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب ولتعزز الالتزام القوي الذي تشعر به المملكة تجاه العمل الدولي والذي تمثله الأمم المتحدة».

وأضاف المعلمي «المركز يتميز بأنه المؤسسة الوحيدة التي تحظى بالشرعية الدولية متمثلة في القرارات الصادرة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، والقرارات تضع الاستراتيجية الكونية لمكافحة الإرهاب وتؤيد تأسيس المركز الدولي لمكافحة الإرهاب، وتعبر عن الشكر والتقدير للمملكة العربية السعودية لدورها في هذه المبادرة».

وأكد أن المركز يتميز بميزة أخرى هي شموليته وتحت مظلة الأمم المتحدة ويغطي كل أنحاء العالم، مبينا أن المركز نفذ في السنتين الماضيتين نحو ثلاثين مشروعا في أفريقيا وآسيا وأميركا اللاتينية ومواقع أخرى في العالم.

وقال: «التبرع الكريم الذي تقدم به خادم الحرمين الشريفين سيساعد المركز في السنوات القليلة القادمة على توسيع نطاق عمله وعلى تكثيف جهوده ومساعدة الدول الراغبة في بناء طاقاتها وقدراتها لمحاربة الإرهاب، ونحن نتوقع إن شاء الله أن يكون هذا الأمر هو المنهاج الذي نسير عليه».