تمديد الهدنة من دون شروط.. وسلاح المقاومة لم يعد مطروحا للنقاش

3 أيام من المشاورات في عمان ولبنان وقطر وغزة قبل استئناف المفاوضات

خليل الحية عضو المكتب السياسي لحماس في مؤتمر صحافي في غزة أمس (أ.ف.ب)
TT

أكد مصدر مسؤول في الوفد الفلسطيني الموحد لمحادثات وقف إطلاق النار، أن مسألة نزع سلاح المقاومة في غزة لم تعد مطروحة على طاولة البحث نهائيا، وإنما يتركز النقاش حول وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط» فإن تمديد الهدنة لـ5 أيام أخرى جرى من دون قيد أو شرط ومن دون مقابل كذلك، وإنما لقناعة الوفد بأن اتفاقا مشرفا يمكن أن يتحقق في الجولة القادمة. ولم يتطرق المصدر إلى تفاصيل النقاش لكنه قال: إن بعض الملفات أنجزت مثل تحويل الأموال لموظفي حماس، في حين بقيت ملفات مهمة تراوح مكانها مثل ملفات الميناء والمطار وإعمار غزة، وجرت حلحلة في ملفات أخرى مثل ملفات الصيد البحري وفتح المعابر والمنطقة العازلة.

وغادر الوفد الفلسطيني، القاهرة أمس عائدا إلى عمان وغزة وقطر ولبنان، إثر توقيع اتفاق لهدنة جديدة تستمر 5 أيام، بعد فشل الوصول إلى حل متفق عليه.

وكان رئيس الوفد الفلسطيني عزام الأحمد أعلن عن هدنة 5 أيام على أمل التوصل إلى إنجاز الاتفاق.

وأجرى أعضاء الوفد مشاورات إضافية أمس، كل مع قيادته، حيث التقى رئيس الوفد عزام الأحد ومدير المخابرات ماجد فرج بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان في حين التقى عزت الرشق وعماد العلمي برئيس مكتب حماس السياسي خالد مشعل في قطر، والتقى خليل الحية وزياد الظاظا بقيادة حماس في غزة، كما ذهب زياد النخالة وخالد البطش المسؤولان في الجهاد، إلى لبنان من أجل مشاورات مع أمين عام الحركة عبد الله شلح.

ويفترض أن تستأنف مفاوضات وقف النار الأحد في القاهرة.

وقال خليل الحية، عضو الوفد الفلسطيني في مؤتمر صحافي عقده في غزة بأنه يوجد تقدم في المفاوضات بما يسمح بالتوصل لاتفاق نهائي، مشددا على أن الوفد يملك مرونة كافية من أجل الوصول إلى الاتفاق الذي يريده، لكنه ربط ذلك بضرورة «أن يوقف الاحتلال التلاعب بالكلمات» مضيفا: «خصمنا هذه عادته، التلاعب بالكلمات والمماطلة، لكننا لن نوقع على اتفاق لا يلبي ما يطمح له شعبنا». وأوضح الحية «خضنا مفاوضات لمدة 13 يوما. أدرنا مفاوضات عسيرة وجادة، لكننا مصممون أن نلزم العدو بأن يدفع لنا حقوقنا».

وتابع: «وضعنا كل النقاط على الطاولة، لكن العدو يتلاعب وأستطيع القول: نستطيع أن نبرم اتفاقا، ولهذا أعطينا فرصة جديدة للتهدئة، بهدف إجراء مزيد من المشاورات ومن أجل توجيه كل الضغوط نحو العدو لإجباره على الالتزام بمطالبنا».

وأردف «سنبقى أمناء، وسنواصل الحوار».

وأكد الحية أن الحوار يتركز على «وقف العدوان وإنهاء الحصار إلى الأبد وأن يلتزم الاحتلال برفع يده عن حقوق الشعب الفلسطيني في المياه والملاحة».

وبشأن مطلبي المطار والميناء، قال الحية «المطار كان موجودا ودمره الاحتلال، وبخصوص الميناء هناك بروتوكول تم التوقيع عليه سابقا مع السلطة، نحن مصرون ومصممون على أن هذه حقوق طبيعية سرقها الاحتلال ونريد أن نستعيدها».

وحول معبر رفح، أوضح الحية: «معبر رفح هو شأن فلسطيني مصري خالص لا دخل للاحتلال به، وما فهمناه من المصريين أنهم سيجرون تسهيلات في المعبر بما يحقق الحد الأدنى من طموحات شعبنا الفلسطيني».

وهدد الحية بالعودة إلى مربع المواجهة إذا لم تتحقق الشروط الفلسطينية، قائلا: إنهم لا يتمنون المواجهة ولكنها فرضت عليهم وإنهم مستعدون للعودة مرة ثانية إذا ما فرضت من جديد.

وفي إسرائيل فوجئ وزراء ومسؤولون بالاتفاق على تهدئة ثانية، وشنوا هجوما كبيرا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

وقال أعضاء في المجلس الوزاري المصغّر (الكابنيت) بأنهم علموا عن تمديد الهدنة في قطاع غزة لمدة 5 أيام إضافية من التصريحات التي أدلى بها المسؤولون الفلسطينيون لوسائل الإعلام.

وصرح أكثر من وزير لموقع «واللا» الإخباري الإسرائيلي، أنه «كان من الأجدر برئيس الحكومة (بنيامين نتنياهو) أن يضعنا بصورة الوضع حول الهدنة الجديدة قبل إعلان الوفد الفلسطيني عن ذلك». وعد الوزراء أنه «من غير المنطقي على الإطلاق أن يستقي الوزراء الإسرائيليون والجمهور الإسرائيلي معلوماته من مصادر فلسطينية رغم أنهم خولوا نتنياهو ووزير الدفاع باتخاذ القرارات». وأضافوا «كان من المناسب أن يتم إطلاعنا على القرارات في الوقت المناسب واللازم».

وقال وزراء آخرون لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، بأنهم كانوا يطلعون على آخر التطورات بشأن المحادثات في القاهرة، من بيانات حركة حماس، وليس من رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.

وبحسب الوزراء فإنهم انتظروا ساعات طويلة للحصول على آخر المستجدات من رئيس الحكومة.

وكان يعتقد في إسرائيل أنهم أمام اتفاق وشيك حينما أعلن عن هدنة جديدة. وحاول نتنياهو على مدار يومين قبل إعلان الهدنة حشد الموافقة لاتفاق وقف إطلاق نار في غزة. واتهم مسؤول سياسي إسرائيلي في القدس رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل «بإفشال المساعي التي بذلت للتوصل إلى اتفاق طويل الأمد لوقف إطلاق النار في قطاع غزة».

وقال المسؤول: «إن الوفد الإسرائيلي الذي عاد من القاهرة أبلغ رئيس الوزراء ووزير الدفاع بأنه كان قاب قوسين أو أدنى من التوصل إلى اتفاق مع الجانب الفلسطيني إلا أن مشعل تدخل وعرقل المفاوضات».

ونقلت القناة الإسرائيلية الثانية عن المسؤول الذي لم تسمه، قوله: إن مشعل، كان وما زال العامل المعطل الذي أحبط التسوية في القاهرة بسبب ادعاءات مختلفة.