واشنطن تقدم ذخائر وعتادا للجيش اللبناني لـ«تأمين الحدود»

الادعاء على 43 سوريا في أحداث عرسال.. والحكومة تقر «الهبة السعودية»

TT

أعلن السفير الأميركي في بيروت ديفيد هيل، أمس، عن قرار أميركي بتأمين ذخيرة إضافية وعتاد للجيش اللبناني لتأمين الحدود بعد معركته مع مسلحين في بلدة عرسال حاولوا السيطرة على البلدة مطلع الشهر الحالي واختطفوا عددا من العسكريين. وتأتي المساعدات الأميركية المرتقبة بعد هبة المليار دولار السعودية التي يشرف رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري على صرفها لدعم الجيش والأجهزة الأمنية في مواجهة الإرهاب، والتي وافق عليها مجلس الوزراء اللبناني لتأخذ طريقها إلى التنفيذ الفعلي.

وكشف هيل، بعد لقائه رئيس الحكومة تمام سلام، عن أن الولايات المتحدة الأميركية «ستقدم قريبا ذخيرة إضافية وعتادا لعمليات الجيش اللبناني القتالية، الهجومية منها والدفاعية»، لافتا إلى أن هذه المساعدات «سوف تعزز قدرة الجيش اللبناني على تأمين حدود لبنان، وحماية الناس فيه، ومحاربة الجماعات المتطرفة العنيفة».

وأوضح هيل أن المساعدات الأميركية «سوف تبدأ بالوصول خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وتستمر خلال الأشهر المقبلة»، لافتا إلى أن «هذه الشحنات جزء من شراكة عسكرية أميركية - لبنانية طويلة الأمد، وقد تجاوزت قيمة المساعدات الأميركية منذ عام 2006 أكثر من مليار دولار». وتابع مجلس الوزراء اللبناني يوم أمس موضوع الهبة السعودية لدعم الجيش، ولفت وزير الداخلية نهاد المشنوق إلى أن «أموال الهبة ستودع في (المصرف المركزي) وتصرف لدعم الجيش والقوى الأمنية بشفافية تامة وفق صيغة يعدّها قانونيون».

وشدد سفير المملكة العربية السعودية لدى لبنان، علي عواض عسيري، على حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على إبعاد الهبة عن «البيروقراطية» وتأمين ما يطلبه الجيش اللبناني لمكافحة الإرهاب من خلال أسلحة محددة له. وقال عسيري بعد لقاء وداعي جمعه بنقيب الصحافة إلياس عون، إن «الهبة ستذهب إلى أجهزة عسكرية أمنية لحماية لبنان، وهي ستطال (قوى الأمن الداخلي) وبعيدا عن أي بيروقراطية». وعد أن «هناك هبات في الماضي تأخرت لأنها دخلت في آلية التنفيذ، وهذا ما يحصل في دول العالم، ولكن عندما يحصل الشراء مباشرة ومن قبل الجهات المعنية فتكون الشفافية عالية». أمنيا، واصل الجيش اللبناني أمس مداهماته بحثا عن مسلحين وإرهابيين تغلغلوا في مخيمات النازحين السوريين المنتشرة على الأراضي اللبنانية كافة، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن الجيش داهم مشروع «الصديق» في المنية شمال البلاد الذي يؤوي عددا من عائلات النازحين السوريين وأوقف عددا من الشبان.

وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي، أن «لا مساومة على كرامة الجيش وعسكرييه كافة، وأن قضايا الشهداء والجرحى والمفقودين العسكريين ستبقى في طليعة اهتمامات المؤسسة العسكرية».

وبالتزامن، ادعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي صقر صقر، على 43 سوريا بينهم عشرة موقوفون، وأحدهم الموقوف عماد جمعة الذي اندلعت أحداث عرسال إثر توقيفه. وأشار صقر إلى أن المدعى عليهم هم من قادة الألوية وأمراء الجبهات ورؤساء كتائب لا سيما في بلدة القلمون السورية، وهو اتهمهم بـ«الانتماء إلى تنظيمات إرهابية مسلحة، والقيام بأعمال إرهابية، والسعي للسيطرة على مناطق لبنانية لإقامة إمارتهم، ولقتل عسكريين ومدنيين، ومحاولة قتل عسكريين وتخريب آليات عسكرية وإلحاق الأضرار بالممتلكات والأبنية الخاصة والعامة».

ولا يزال مصير 20 عسكريا لبنانيا مجهولا، بحسب قائد الجيش جان قهوجي، الذي لم يستبعد أن يكون بعضهم قد قتل على أيدي المجموعات المسلحة.

وأشار تلفزيون «المؤسسة اللبنانية للإرسال» إلى أن مجموعة «أبو حسن الفلسطيني» الذي قتل خلال معارك عرسال هي التي تحتجز 7 جنود من الجيش، وأنها هي التي صورت شريط الفيديو الذي سلمته «هيئة العلماء» المسلمين للحكومة اللبنانية يوم الأربعاء الماضي، يظهر فيه 7 عسكريين يتكلم كل منهم 15 ثانية. وأشار التلفزيون اللبناني إلى أن «(هيئة العلماء المسلمين) تبلغت من الوسيط انزعاج (جبهة النصرة) من قرار القاضي صقر صقر الادعاء على سوريين وعلى عماد جمعة وقد توقف المفاوضات».