الشعارات المنددة بالأسدتنتشر في الأحياء العلوية بسوريا

قتلى الساحل زادوا عن 900 ضابط ومجند في يوليو

TT

أطلقت مجموعة من الناشطين العلويين في سوريا حملة «صرخة» يدعون فيها الأهالي من الطائفة العلوية للتوقف عن إرسال أبنائهم للقتال إلى جانب النظام، ووقف ما سموه «الموت المجاني» المتواصل بين صفوف شباب الطائفة التي أقحمها النظام في حربه الطائفية، وذلك بعد تلقي تقارير تفيد بمقتل أربعة ضباط من رتبة «عميد» في الجيش، بعضهم قضى بريف دمشق وآخرين في حلب والرقة.

ونشطت هذه الحملة في الأسبوعين الأخيرين، حين توصّل السكان إلى نتيجة بأن «الساحل السوري يدفع القسط الأكبر من قتلى القوات النظامية بتشييع عشرات الشباب المقاتل بشكل يومي»، في حين يعد الساحل الذي تسكنه أغلبية علوية مؤيدة للنظام، الرافد الأساسي للجيش النظامي في أنحاء سوريا. وأفادت تقارير بأن أعداد القتلى من أبناء الساحل في شهر يوليو (تموز) الماضي: زادت عن 900 ضابط ومجند ومقاتل من اللجان الشعبية و«جيش الدفاع الوطني». ونشرت صفحات مؤيدة للنظام في طرطوس، نعايا لأربعة عمداء، بينهم قائد اللواء 68 التابع للفرقة السابعة، العميد الركن مهيل الأحمد من بلدة دريكيش التابعة لمحافظة طرطوس، كما ثلاثة عمداء من بلدة قدموس في طرطوس، هم العميد الركن رامز علي يوسف والعميد محمد محمود حسن والعميد الركن عادل ونوس.

وتعتمد حملة «صرخة» أسلوب النشر عبر المناشير والرسوم المطبوعة، بالإضافة إلى الكتابة على الجدران، وغيرها من الوسائل المتاحة. وتتوجه بشكل رئيس إلى الأهالي من الطائفة العلوية في جميع مناطق تواجدها، حسب ما قالت المسؤولة الإعلامية للحملة أيما سليمان مريود، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، مبيّنة أن الهدف منها: «نشر التوعية بوجوب وقف الحرب الطائفية في سوريا، وعدم الاستمرار بزج أبناء الطائفة العلوية وتقديمهم كقرابين مجانية في الحرب الدائرة». وتعمل الحملة على التصدي للحرب الإعلامية الدعائية للنظام الذي «لا يزال يستغل مواكب الجنازات اليومية لزيادة الشحن الطائفي».

وأشارت سليمان إلى أن الحملة تعمّدت في بداياتها توجيه عبارات مبهمة توحي بعدم الرضى عمّا يجري بعدها أخذت بتوجيه عبارات واضحة ضد النظام، مثل «الكرسي لك والتابوت إلنا»، و«عرس ابني بحياته.. مو بموته»، و«الشارع بدو يعيش»، وغيرها من الشعارات. وأوضحت سليمان أنهم كنشطاء «يطمحون إلى إيقاف الشحن الطائفي من قبل جميع الأطراف المتنازعة في سوريا»، بالإضافة إلى «تشجيع الطائفة العلوية على خلق حركة مدنية تهدف إلى التغيير الديمقراطي والحفاظ على النسيج السوري من التفكك».

وشهدت مناطق واسعة من طرطوس واللاذقية انتشار مناشير ورقية ورسومات مطبوعة وعبارات مكتوبة على الجدران، هاجمت النظام، واتهمت رئيسه بشار الأسد بالمسؤولية المباشرة عن مقتل مئات آلاف السوريين فقط لبقائه في الحكم.

وقال ناشط إعلامي عرّف عنه نفسه باسم سعد، إن ردود الفعل الغاضبة في الشارع العلوي «تزداد بشكل ملحوظ»، إذ «تحولت الكثير من المشاركات في تشييع قتلى الجيش إلى مظاهرات»، مذكّرا بما حصل في عين عروس، وفي القرداحة أثناء تشييع جنازة عدد من الجنود. وقال: إن الناس آنذاك هتفوا: «بشار بالقصر والعلوي بالقبر».

ولفت سعد إلى أن «مجموعة من النشطاء العلويين ما زالوا معتقلين في سجون النظام، ومن ضمنهم أعضاء مؤسسين لحزب «سوريا» الجديد في طرطوس، مشيرا إلى أن اعتقالهم «جرى قبل أشهر، ولا يعرف عنهم أي شيء حتى الآن». وكان للمعارك الأخيرة التي جرت في الفرقة 17 واللواء 93 في الرقة دور بارز في زيادة ردود الفعل الغاضبة بين صفوف أهالي الجنود الذين قتلوا في تلك المعارك. واتهم عدد من الموالين النظام بأنه تخلى عن الجنود المحاصرين وتعامل مع المعركة باستهتار ما أدى إلى مقتل الكثير من الجنود والضباط الذين «ذبحوا بدم بارد وخرجت صور رؤوسهم المقطوعة» على يد تنظيم «داعش» الذي أعلن سيطرته بسهولة على تلك المقرات. وكان المرصد السوري أفاد بأن عدد قتلى القوات النظام سجل أعلى نسبة مئوية شهرية خلال شهر يوليو الماضي منذ بدء النزاع السوري، مشيرا إلى توثيقه مقتل 2013 شخصا من القوات النظامية والميليشيات المقاتلة ضمن صفوف النظام.

وكان مركز الدراسات «GBC NEWZ» قد ذكر في تقرير صدر عنه مؤخرا، أن عدد القتلى من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة بلغ 40 ألفا من أصل 60 ألف قتيل خسرهم الجيش السوري منذ بدء الأزمة، أغلبهم من الطائفة العلويّة.