حكومة الثني تعلن سيطرتها على كافة موانئ ليبيا

ميليشيات طرابلس تواصل حربها.. وبعثة الأمم المتحدة تلمح إلى صعوبات الوساطة

TT

ضربت الميليشيات المتحاربة للسيطرة على مطار العاصمة الليبية طرابلس، بعرض الحائط قرارات مجلس النواب الليبي بحل الميليشيات الموجودة في البلاد ودعوته الأمم المتحدة إلى حماية المدنيين، واستمرت في المقابل في تبادل الاشتباكات العنيفة بينها باستخدام مختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة من دون ظهور أي بارقة أمل على إمكانية إنهاء أسوأ اقتتال بين فصائل متناحرة منذ الإطاحة بمعمر القذافي عام 2011.

وسقط صاروخ على منزل بحي أم درمان بمنطقة أبو سليم، لكن دون سقوط ضحايا، فيما نقلت الصفحة الرسمية لوزارة الصحة الليبية على موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» عن مدير مستشفى طرابلس المركزي، أن انفجارا نتج عن قذيفة سقطت مساء أول من أمس داخل ساحة المستشفى، قد أحدث حالة من الهلع بين النزلاء والعاملين. ووصف رامي كعال الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية الليبية لـ«الشرق الأوسط» الوضع الأمني في طرابلس بأنه «كالمعتاد»، في إشارة إلى استمرار الاشتباكات التي شهدتها عدة مناطق من أحياء العاصمة طرابلس. وأعربت حكومات الولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وبريطانيا في بيان مشترك صدر أمس وهو الثاني من نوعه في غضون الشهر الحالي، عن قلقها البالغ من القتال الدائر وأعمال العنف في مدينتي طرابلس وبنغازي وغيرهما، لافتة إلى تزايد الخسائر البشرية بين المدنيين والنقص في المواد الطبية وانتقال آلاف الأسر بسبب العنف وتدمير المباني والبنية التحتية وتوقف النشاط الاقتصادي. وعد البيان، أن «العنف يجب ألا يكون وسيلة لتسوية اختلافات آيديولوجية أو تحقيق مكاسب سياسية»، مشيرا إلى أن حكومات الدول الخمس تطالب مجددا بوقف إطلاق النار وأن تبدأ جميع أطراف النزاع حوارا سياسيا والاعتراف بسلطة مجلس النواب الليبي الجديد. في غضون ذلك، توجهت بعثة الأمم المتحدة التي تقود جهود وساطة بين طرفي النزاع في العاصمة,إلى مدينة مصراتة في غرب البلاد، حيث عقدت سلسلة من اللقاءات مع كبار لمسؤولين هناك في محاولة لإقناعهم بوقف القتال الدائر منذ شهر في طرابلس. وبحث وفد البعثة مع المجلس البلدي لمصراتة الأوضاع الراهنة في ليبيا، وإمكانية وضع الحلول المناسبة للخروج من هذه الأزمة، والعمل على بناء المؤسسات الدستورية. وقالت البعثة في بيان لـ«الشرق الأوسط»، إنها تواصل مساعيها من أجل الوصول إلى وقف إطلاق النار والشروع في حوار بين الأطراف من أجل تثبيته بالوسائل السياسية.

وأوضحت أن عملها يأتي في إطار التفويض المعطى لها بتقديم المشورة والمساعدة والمساهمة في توفير الشروط للوصول إلى الحلول السياسية، لكنها وفي مؤشر على الصعوبات التي تواجهها، قالت في المقابل: «ها هي ترى أنه لا يمكن فرض هذه الحلول بالقوة». وعقدت البعثة أول من أمس اجتماعا مع لجنة الأزمة الوزارية التابعة للحكومة الانتقالية التي يقودها عبد الله الثني، حيث أكد المجتمعون وفقا لبيان وزعته الحكومة، على دعم المبادرة المقدمة من بعثة الأمم المتحدة وأن تتولى الحكومة تقديم المساندة اللازمة لتنفيذها. ويشتبك فصيلان متناحران من قوات الزنتان ومصراتة التي تتخذ مواقع في مطار طرابلس الدولي وحوله وتتبادل نوبات من القصف المدفعي والصواريخ يوميا، منذ أكثر من شهر في معارك عنيفة حولت جنوب العاصمة الليبية طرابلس إلى ساحة قتال مما دفع الأمم المتحدة والحكومات الغربية إلى إغلاق بعثاتها وإجلاء الدبلوماسيين. وفى محاولة للضغط على هذه الميليشيات أعلنت الحكومة أنها بصدد طلب تدخل المحكمة الجنائية الدولية لملاحقة المسؤولين عن استمرار القتال، فيما قرر البرلمان حل الميليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة وفي مقدمتها قوات درع ليبيا المرتبطة بمدينة مصراتة وكتائب القعقاع والصواعق المرتبطة بمدينة الزنتان.

وقاتل الطرفان جنبا إلى جنب في وقت ما ضد قوات القذافي، لكن تنافسهما بلغ حد الانخراط في معارك شوارع للسيطرة على المطار الشهر الماضي، مما أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص.

إلى ذلك، أكدت الحكومة الانتقالية أن كل الموانئ الليبية تعتبر تحت سيطرة وسيادة الدولة الليبية وتشتغل تحت إدارة السلطات الرسمية للموانئ، مشيرة إلى أن ميناء بنغازي التجاري والنفطي يعمل بصورة طبيعية في الوقت الحالي ويقوم بكافة نشاطاته على أكمل وجه بما في ذلك عمليات تفريغ المنتجات النفطية. وأعلنت بشكل رسمي، أن «كل أنواع السفن والناقلات مسموح لها بالدخول ومغادرة ميناء بنغازي استنادا إلى الالتزامات التعاقدية مع القنوات الرسمية والشرعية بالدولة الليبية مثل المؤسسة الوطنية للنفط وشركة البريقة لتسويق النفط».

من جهته، قال مسؤول بالمؤسسة الوطنية للنفط، إن بلاده تتوقع بدء تصدير النفط من ميناء السدر الضخم في غضون «أيام قليلة» بعد أن ظل المرفأ مغلقا لنحو عام بسبب الاحتجاجات.

ومن شأن استئناف الصادرات من السدر أن يعطي دفعة كبيرة لليبيا عضو منظمة أوبك. وغادرت ناقلة ميناء رأس لانوف هذا الأسبوع في أول شحنة من هناك منذ انتهاء حصار مرافئ تصدير النفط الرئيسة. وقال المسؤول إن إنتاج النفط الليبي يبلغ 400 ألف برميل يوميا انخفاضا من 450 ألف برميل يوميا قبل أسبوع بسبب أعمال صيانة في حقل الجرف البحري.