طرفا النزاع في جنوب السودان يحملان الوسطاء تأخير التوصل إلى اتفاق سلام

مشار يحتج إلى سفير الصين لدى الأمم المتحدة ببيع بلاده أسلحة لجوبا

TT

حمل طرفا النزاع في جنوب السودان وسطاء الإيقاد تأخير التوصل إلى اتفاق سلام بالمنهج الذي تتبعه، وأبلغ كل من الرئيس سلفا كير ميارديت ونائبه السابق رياك مشار وفد المجلس التزامهما واستعدادهما للتوصل إلى اتفاق سلام بينهما في أسرع وقت، بينما نقل مشار خلال اتصال وفد المجلس معه عبر دائرة مغلقة أن الصين ساهمت بشكل مباشر في استمرار النزاع ببيع أسلحة إلى جوبا من عائدات النفط، وقد أبدى وفد مجلس الأمن الدولي من جوبا تشاؤمه من إمكانية أن يتوصل طرفا الصراع في جنوب السودان من توقيع اتفاق سلام سريع لإنهاء الحرب الدائرة لأكثر من (8) أشهر، وهدد المجلس بفرض عقوبات عليهما في حال استمر القتال بين أطراف النزاع، وعبر عن قلقه حول الأوضاع الإنسانية في البلد الذي أصبح مهددا بمجاعة لم يشهدها العالم.

وقال السكرتير الصحافي لرئيس جنوب السودان تينج ويك لـ«الشرق الأوسط» بأن رئيس بلاده سلفا كير ميارديت أكد خلال محادثاته مع وفد مجلس الأمن الدولي في جوبا أنه على استعداد وملتزم بتوقيع اتفاق سلام مع نائبه السابق رياك مشار في أسرع وقت ممكن في حال وجود ذات الرغبة من مشار ومجموعته، وأضاف: «لا يمكن أن توقع الحكومة على ورقة بيضاء ومن طرفها فقط دون الطرف الآخر»، وقال: «الرئيس سلفا قال لوفد المجلس نحن جاهزون لتوقيع اتفاق مع المتمردين وأننا نريد السلام»، مؤكدا أن وفدي الحكومة والمتمردين يريدان الدخول في محادثات مباشرة وأن فريق الوساطة هو الذي عمل على تأخير عملية السلام بإدخال مجموعة الـ(11) من قيادات حزب الحركة الشعبية السابقين ومنظمات المجتمع المدني، وقال: «إن إدخال الوساطة أطراف أخرى في المفاوضات وراء تأخير المحادثات وكان مطلبنا منذ يناير (كانون الثاني) الماضي بإبعاد هذه الأطراف وجعل التفاوض مباشرة مع الأطراف المتحاربة»، وتابع: «مجموعة مشار هي التي كانت تصر على إشراكهم والآن عادت واتفقت مع رؤيتنا ووفدنا لديه التفويض الكامل من قبل الرئيس لتوقيع اتفاق سلام».

من جانبه قال رئيس وفد الحركة الشعبية المعارضة الدكتور ضيو مطوك لـ«الشرق الأوسط» بأن رئيس الحركة الدكتور رياك مشار أبلغ مجلس الأمن الدولي خلال اتصال أجراه وفد المجلس الذي يزور المنطقة أن طرفي النزاع يمكنهما التوصل إلى اتفاق سلام سريع في حال إن تركت وساطة الإيقاد لهما الدخول في مفاوضات مباشرة، وأضاف: «لقد قال مشار بوضوح خلال الاتصال عبر دائرة مغلقة بأننا ملتزمون بتوقيع اتفاق سلام سريع مع حكومة سلفا كير التي تحتاج إلى إرادة سياسية»، وقال: «لقد نقلنا رغبتنا المتكررة إلى مجلس الأمن الدولي بأن يترك لنا الأمر أن نجلس في محادثات مباشرة مع الوفد الحكومي ولكن آلية الإيقاد لا ترغب في ذلك وهذا يؤخر من عملية السلام»، داعيا مجلس الأمن إلى مخاطبة وسطاء الإيقاد لتغيير منهج المفاوضات، وتابع: «نحن ما زلنا في المفاوضات وما نحتاجه أن الحوار المباشر مع الطرف الآخر لأن القضايا واضحة والحلول أيضا معروفة».

وقال مطوك بأن مشار تحدث بصراحة مع سفير الصين في الأمم المتحدة الذي كان ضمن وفد مجلس الأمن الدولي بأن بكين قامت ببيع أسلحة لحكومة جنوب السودان من عائدات مبيعات النفط، وأضاف: «على مجلس الأمن الدولي الضغط على الصين بحظر بيع أسلحة إلى سلفا كير الذي يستخدم عائدات النفط لتسليح قواته وخوض حرب جديدة ضد شعبنا»، وعد أن قلق المجتمع الدولي حول الأوضاع الإنسانية سببه تأخر تمويل المساعدات التي طالبت بها الأمم المتحدة والكثير من المنظمات الدولية إلى جانب تفكير جوبا في شراء الأسلحة بدلا من توفير هذه الأموال إلى المساعدات الإنسانية، وأضاف: «إذا كانت المبالغ التي رصدت حتى الآن 700 مليون دولار والمطلوب مليار دولار فهذا يقع على عاتق المجتمع الدولي وليس طرفي النزاع»، لكنه عاد وقال: «حكومة سلفا كير اشترت أسلحة بما يصل نحو مليار دولار كان على المجتمع الدولي الضغط لوقف تلك الصفقة التي كان يمكن أن توجه لتحسين الأوضاع الإنسانية»، وتابع: «لذلك نحن نطالب بأن تخصص عائدات النفط وفق إجراءات حتى لا يتم استخدامها في الحرب».

وكان السفير البريطاني في الأمم المتحدة مارك لايل غرانيت قد قال أمس من جوبا الذي يرأس وفد مجلس الأمن الدولي الذي زار جنوب السودان بأن موقف طرفي النزاع في جنوب السودان متباعد وأن ذلك يثير أملا ضئيلا في إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام سريع ينهي الحرب الدائرة منذ ديسمبر (كانون الأول) الماضي، مشيرا إلى أن وفد المجلس أجرى لقاء مع رئيس جنوب السودان سلفا كير ميارديت واتصالا عبر (الفيديو كونفرس) مع نائبه السابق زعيم التمرد رياك مشار، وقال: «لم نسمع من كير ومشار شيئا يجعلنا أن نأمل في توقيع اتفاق سلام خلال المحادثات الجارية في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا».

وكانت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور قد قالت للصحافيين والتي كانت ضمن وفد مجلس الأمن الدولي الذي زار جوبا «سمعنا عن تقارير مقلقة بأنه يجري جلب المزيد من الأسلحة إلى هذا البلد لتهيئة المسرح... لجولة أخرى من المعارك عندما يبدأ موسم الجفاف»، وعبرت عن انزعاج المجلس، وقالت: «يجب أن يتعامل الطرفان بجدية مع جولة المحادثات التي تجرى الآن في أديس أبابا ويجب أن يكون هناك إحساس بالحاجة الملحة».