روحاني للوكالة الدولية للطاقة الذرية: قدرتنا الصاروخية غير قابلة للتفاوض

المدير العام للمنظمة يزور طهران للمرة الثانية منذ انتخاب الرئيس الإيراني

الرئيس الإيراني روحاني لدى استقباله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في طهران أمس (أ.ب)
TT

أکد الرئيس الإيراني حسن روحاني أمس أن بلاده متمسكة بقدرتها الصاروخية، قائلا لدى استقباله المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو إن المنظمة الدولية «جب أن تلعب دورا أکثر فاعلة ف معالجة الموضوع النوو الإيراني».

والتقى أمانو صباح أمس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قبل لقائه بروحاني. وكان من المفترض أن يجري محادثات مع رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي أيضا. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية عن ظريف تأكيده على «تصميم جمهورية إيران الإسلامية على التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية في الموضوع النووي».

وخلال لقائه مع الرئيس روحاني، أعرب رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية عن أمله في أن «يستمر هذا التعاون بروح تتسم بمزيد من الإيجابية». وأضاف أن «هدف الوكالة هو التقدم خطوة خطوة لتسوية المسائل العالقة ولا تريد أن تطول هذه العملية».

وقال أمانو في بيان أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا عقب المحادثات في طهران آخرين «كانت زيارة قصيرة لكن مفيدة». وفي إشارة إلى اتفاقية تعاون أبرمت بين إيران والوكالة الذرية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال أمانو: «سعدت جدا بأن أسمع من أعلى المستويات التزاما راسخا بتنفيذ إطار التعاون وحل كل القضايا الحالية والسابقة عبر الحوار والتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية».

وكرر روحاني القول إن «أسلحة الدمار الشامل لا مكان لها في العقيدة الدفاعية» لإيران، وتمنى أن تضطلع الوكالة الدولية للطاقة الذرية «بدور أكبر» لتأكيد شفافية البرنامج النووي الإيراني. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية «إيرنا» عن روحاني قوله أمس إن «قدرة إيران الصاروخة غر قابلة للتفاوض تحت أي عنوان أو عل أي مستو». وأضافت الوكالة أن روحاني أبلغ أمانو أن «طهران تمتلك موقفا جادا ف مفاوضاتها مع دول 5+1 والوکالة الدولة للطاقة الذرة، ولا ترد أکثر من حقوقها بما ف ذلك حقها ف تخصب الورانوم للأغراض السلمة». وكان ذلك في إشارة من روحاني إلى المفاوضات بين إيران والدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن وألمانيا حول برنامج إيران النووي والتي من المرتقب أن تستأنف مجددا الشهر المقبل.

وتأتي زيارة أمانو قبل انتهاء مُهلة في 25 أغسطس (آب) الحالي لإيران كي تقدم معلومات تتعلق بتحقيق تجريه الوكالة الدولية للاشتباه في وجود أبعاد عسكرية لبرنامجها النووي محل النزاع. وترتبط هذه القضية ارتباطا وثيقا بالمفاوضات النووية رفيعة المستوى مع القوى العالمية الست بهدف حل الأزمة المستمرة منذ عشر سنوات بشأن أنشطة طهران النووية التي يشتبه الغرب في أنها ذات أغراض عسكرية.

ووصل أمانو في وقت متأخر أول من أمس في ثاني زيارة له إلى إيران منذ انتخاب روحاني. وعلى الرغم من رفض طهران لشكوك الغرب حول برنامجها النووي وعدت منذ تولي روحاني رئاسة البلاد في منتصف 2013 بالعمل مع الوكالة لإزالة هذه الشكوك.

والوكالة التابعة للأمم المتحدة وتتخذ من فيينا مقرا لها، مكلفة التحقق من احترام إيران لتجميد نشاطاتها النووية الحساسة بموجب الاتفاق الذي توصلت إليه مع القوى الكبرى. واتفقت إيران ومجموعة خمسة زائد واحد (الولايات المتحدة وروسيا وبريطانيا وفرنسا والصين وألمانيا) في 19 يوليو (تموز) الماضي في فيينا على مهلة أربعة أشهر إضافية حتى 24 نوفمبر المقبل من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي من شأنه أن يضمن الطابع السلمي لبرنامج إيران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية على طهران.

وما زالت هناك خلافات عميقة حول مسائل أساسية تتعلق بحجم البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم ورفع العقوبات الدولية. وفريق المفاوضين الذي يترأسه ظريف، سيواجه أيضا معارضة بعض المتشددين الذين يعدون أنه قدم تنازلات كثيرة للقوى العظمى.

وصرح مصدر دبلوماسي في فيينا لوكالة الصحافة الفرنسية أنه «يمكننا أن نأمل» أن تثمر زيارة أمانو عن «تقدم» في هذه النقطة بالذات. وكان ظريف صرح مؤخرا «حتى إذا توصلنا إلى اتفاق شامل في المفاوضات مع مجموعة 5+1، فسنحتاج إلى بعض الوقت للتفاوض حول التفاصيل». وأضاف «لذلك من غير المرجح أن نتوصل إلى نتيجة نهائية خلال المهلة المحددة بأربعة أشهر».

وكان أمانو زار إيران في نوفمبر 2013 عندما بدأت الوكالة مفاوضات منفصلة تهدف إلى الحصول على أجوبة بشأن أدلة «تتمتع بالمصداقية» كما تقول الوكالة، تثبت أن إيران أجرت أبحاثا لإنتاج قنبلة نووية في 2003 وربما بعد هذا التاريخ.