اقتحام جديد للأقصى.. والفلسطينيون يحذرون من التقسيم الزماني والمكاني

خروقات إسرائيلية لهدنة غزة.. وطواقم الإنقاذ تنتشل مزيدا من الضحايا

TT

اقتحم عضو الكنيست الإسرائيلي المتطرف موشيه فيغلن المسجد الأقصى، أمس، على رأس مجموعة من المتطرفين اليهود، برفقة حراسات معززة ومشددة من الشرطة الإسرائيلية، مما خلف توترا كبيرا في المكان ومناوشات خارج المسجد. وجاء الاقتحام بعد أيام من توعد فيغلن باقتحام المسجد لاختبار جاهزية الشرطة الإسرائيلية في المكان وإلى أي مدى تحرص على «حماية حق غير المسلمين». وفي قطاع غزة صمدت الهدنة في يومها الرابع أمس بينما واصلت طواقم الإنقاذ انتشال مزيد من الضحايا من تحت الأنقاض.

وكانت الشرطة الإسرائيلية أغلقت، أمس، المسجد الأقصى وفرضت حصارا مشددا عليه ومنعت الفلسطينيين دون سن الخمسين من الصلاة فيه في محاولة لتجنب الاحتكاكات مع اليهود.

وعزز الاقتحام من الاتهامات الفلسطينية لإسرائيل بسعيها لفرض تقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا. وتحاول إسرائيل في الفترة الأخيرة تخصيص الأوقات الصباحية لزيارات الأجانب بما في ذلك المتطرفين اليهود.

وطالب محمود الهباش، قاضي قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية والعلاقات الإسلامية، الحكومات والشعوب العربية والإسلامية بـ«التحرك الجاد لإنقاذ المسجد الأقصى من مؤامرات التهويد والتقسيم».

وقال الهباش في بيان إن «سلطات الاحتلال الإسرائيلي تخطط لتقسيم الأقصى زمانيا على غرار ما حدث في الحرم الإبراهيمي الشريف، في ظل تصاعد انتهاكات المستوطنين الإسرائيليين لحرمة المسجد الأقصى، وإغلاق أبوابه أمام المسلمين».

وأكد «أن المسجد وكل الأماكن الدينية الإسلامية والمسيحية، هي حق خالص للعرب والمسلمين، وسنكون في حل من أي اتفاقيات مع إسرائيل، إذا ما أقدمت على أي نوع من أنواع التقسيم».

ودعا الهباش أبناء مدينة القدس وأراضي عام 1948 وكل من يستطيع الوصول للأقصى إلى «شد الرحال إليه للدفاع عنه والصلاة فيه والمرابطة في ساحاته، لإفشال المشروع الإسرائيلي القاضي بتقسيمه»، مشددا على ضرورة العمل الجاد لكسر الحصار الخانق على المدينة المقدسة، من خلال زيارتها من قبل العرب والمسلمين، لحمايتها من عملية التهويد والدفاع عنها.

وطالما خلفت اقتحامات المسجد الأقصى المتكررة، مواجهات عنيفة بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي عام 2000 تسببت زيارة رئيس المعارضة آنذاك آرييل شارون إلى الأقصى انتفاضة طويلة ودموية عرفت بانتفاضة الأقصى أو الانتفاضة الثانية.

وحذر الرئيس الفلسطيني محمد عباس (أبو مازن) قبل ساعات من الاقتحام من مساعي إسرائيلية من أجل التقسيم الزماني للحرم القدسي الشريف. وقال: «القدس تهود وتحتل ومحتلة وتعاني، كل هذا صحيح، ولكن هناك مساعي إسرائيلية من أجل التقسيم الزماني للحرم الشريف، نقول لإسرائيل ونقول للعالم هذا خط أحمر لا يمكن أن نقبل به، مهما كانت الظروف، ونحن لن نقبل أن تبقى القدس محتلة، وأن تهود وغير ذلك، لكن الآن عندما يقولون يريدون أن يقسموا القدس زمانيا وربما مكانيا، هذه قضية لن نقبل بها أبدا».

وفي غزة، صمدت الهدنة في يومها الرابع أمس لكنها سجلت خروقات للمرة الأولى تمثلت في إطلاق نار على فلسطينيين عند معبر كرم أبو سالم وعلى صياديين في عرض البحر.

وأصيب فلسطيني برصاص الجنود الإسرائيليين المتمركزين في محيط معبر كرم أبو سالم جنوب القطاع. وقال الجيش الإسرائيلي إنه حاول التسلل إلى الموقع وأصابوه بجروح.

كما أطلقت زوارق بحرية إسرائيلية النار تجاه مراكب الصياديين في البحر ومنعتهم من التقدم والبقاء.

وفي حي الشجاعية شرق غزة، انتشلت الطواقم الطبية جثمان رامي قنيطة من تحت أنقاض أحد المنازل. ونقل إلى مستشفى الشفاء لتسليمه لذويه».

ويرفع قنيطة عدد ضحايا لعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 1962 على الأقل وما يزيد على 10 آلاف جريح.