فشل تهدئة في داعل بين النظام والمعارضة.. قادها وفد من البعثيين

السكان «لم يروا ضررا» في رفع العلم السوري على المباني.. والمسلحون أرادوا «توازنا عسكريا»

TT

فشلت محاولات التهدئة في مدينة داعل بمحافظة درعا (جنوب سوريا) قادها عناصر من حزب البعث الحاكم للتوسط بين المعارضة والنظام من أجل وقف المعارك التي تدور رحاها هناك. واستأنف طيران النظام السوري، أمس، قصفه داعل بالبراميل المتفجرة بعد انهيار الهدنة العسكرية. وكان وفد شكله عناصر من البعثيين في المدينة لقيادة وساطة وعقد لهذا الغرض لقاءات سرية مع مسؤولين في قيادة الحزب وآخرين من القيادات المحلية لبحث إمكانية وقف المعارك، ودراسة فرص الوصول إلى حل في المدينة.

وقال ناشطون سوريون لـ«الشرق الأوسط» إن الهدنة «فشلت»، على ضوء رؤية قيادات في المعارضة أن «الحديث عن مصالحة وطنية يسعى إليها البعثيون سابق لأوانه»، في حين «يسعى المقاتلون إلى تحقيق نوعٍ من التوازن العسكري مع القوات النظامية على الأرض».

وأفاد الناشط من داخل درعا عادل العمري لـ«الشرق الأوسط» بأن لقاء عقد أخيرا بين وفد البعثيين من داعل ومحافظ درعا محمد خالد الهنوس، في عيد الفطر الماضي: «رُوّج بعده في أوساط السكان ضرورة عقد مصالحة مع النظام، وتصويرها على أنها الحل الوحيد الذي سينهي معاناة الأهالي داخل المدينة». وسُرب عن لقاء الوفد، كما قال العمري، «أن المحافظ منح الوفد مهلة أسبوعا لإقناع أهالي داعل بقبول المصالحة، وإلا سيعاود النظام قصف المدينة، بعد انقضاء المهلة يوم الجمعة الماضي».

وأوضح العمري أن «السكان الصامدين في داعل تداولوا بكثرة الحديث عن المصالحة، وخصوصا بعد أن تعرضت المدينة خلال شهر رمضان لـ140 برميلا متفجرا».

ورجح أن يكون النظام أوعز إلى خلاياه النائمة من أعضاء حزب البعث «بدفع الناس للضغط على الفصائل المقاتلة لقبول التفاوض مع النظام»، ولفت إلى «لهجة جديدة بين السكان بدأت تعلو، مفادها أنه لا ضرر من القبول برفع علم النظام على مبنى مديرية الناحية إذا كان ذلك سيوقف قصف البراميل على المدينة».

في المقابل، لم تعلن فصائل المعارضة المسلحة داخل داعل أي رفض أو قبول للمصالحة، مبينة أن «الحديث عنها سابق لأوانه»، كون قيادات النظام «لم تكلّف جهة بعينها للتواصل معها لبحث الأمر»، بحسب ما قال العمري.

وتسعى الفصائل المقاتلة داخل درعا للتفكير في كيفية تحقيق نوعٍ من «التوازن العسكري» على الأرض، واستكمال تحقيق الهدف المفترض من معركة «قطع الوتين» التي انطلقت في 20 يوليو (تموز) الماضي، ولم تتمكن خلالها من تحقيق غاياتها منها حتى الآن، وتحديدا لجهة قطع طرق الإمداد عن قوات النظام داخل مدينة درعا ومناطق أخرى، من خلال سيطرتها على المناطق الواقعة على الطرق الواصلة إلى درعا المدينة.

وفي حال تحقق الهدف من معركة «قطع الوتين»، فإن ذلك سيتيح لقوات المعارضة «امتلاك ورقة ضغط مهمة، وإجبار النظام على وقف القصف ضد مدن وقرى درعا، مقابل السماح له بإدخال المواد الغذائية وغيرها، بدلا من الانصياع لمطالب النظام الذي سيفرض على قوات المعارضة شروطا قاسية، لن تقبل بها الفصائل، بحجة التخفيف من معاناة المدنيين»، كما قال مصدر معارض في داعل لـ«الشرق الأوسط».

وترجمت القوات النظامية سقوط الهدنة بتجدد القصف الجوي على داعل صباح أمس؛ إذ استهدفت مقاتلات النظام المدينة ببرميلين متفجرين، كما شهدت مدينة نوى سقوط برميلين على الحي الشرقي فيها، فيما قضى خمسة مدنيين في منطقة طفس جراء إلقاء برميل متفجر عليها، بالإضافة لاستهداف مدينة إنخل ببرميل واحد.