المقدسي يهاجم «داعش» ويحمله مسؤولية تشويه الدين الإسلامي

منظر التيار السلفي الجهادي ندد بعرض صور النحر والذبح

TT

هاجم منظر التيار السلفي الجهادي عصام البرقاوي، الملقب بأبي محمد المقدسي، تنظيم «داعش»، محمّلا إياه مسؤولية تشويه الدين الإسلامي عبر ممارساته الدموية واتهمه «بتشويه صورة الجهاد والإسلام من خلال عرض مشاهد الذبح وقطع الرؤوس»، مؤكدا أن «الناس باتوا يكرهون الخلافة والدولة الإسلامية بسبب أفعال التنظيم».

وكان المقدسي الذي أفرج عنه من سجنه بالأردن في أبريل (نيسان) الماضي أصدر رسائل عدة خلال الفترة الماضية أدان فيها تنظيم داعش، ورفض الاعتراف بـ«دولة الخلافة» التي أعلن عنها.

وسبق للمقدسي أن دعا عناصر داعش في رسائل سابقة إلى تحكيم الشرع والعقل والعودة للجادة، كما طلب من مقاتلي داعش «مغادرة تنظيم داعش الدموي تجاه جبهة النصرة»، محملا قيادة «دولة الخلافة» مسؤولية الكوارث التي تقع باسم الشريعة الإسلامية.

وقال المقدسي، في كلمة ألقاها في حفل زفاف أحد أعضاء التنظيم يوم الجمعة الماضي وتناقلتها أمس المنتديات التي دأبت على نشر البيانات الخاصة بالتنظيمات الجهادية، إنه باتت هناك «خشية على دعوة الإسلام من حماقات البعض، ومواصلتهم لذبح شبان بالعشرات». وأضاف: «صبغ الجهاد بالذبح لا نرضاه. النبي كان يعفو ويتألف قلوب الناس، فمتى نلتفت لمثل هذا ونغلب ما غلبه النبي من الرحمة؟».

وتابع المقدسي بالقول: «هذه الدعوة تحتاج إلى من ينزل إلى الناس ويدلهم ويعلمهم حقيقة الدين، الذي أريد له أن يشوه وأن يصبغ بالدماء وبالذبح والنحر. لقد صبغ هذا الدين بغير صبغته الحقيقية». وأشار إلى أن «النبي محمد عليه السلام لم يقل الذبح إلا مرة واحدة لقريش، وحياته كلها كانت رحمة للعالمين، وبعد أن تمكن من قريش قال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء».

وتحدث المقدسي عما أصاب التيار السلفي جراء ممارسات داعش بالقول: «الذبح بات ينسب إلى هذا التيار وكأنه من خصوصياته، وأن يصبغ هذا التيار بمقاطع الفيديو كل يوم. شباب بريعان الشباب يُنحرون.. وكأن من يفعل ذلك يعطي أعداء هذا الدين مستمسكات ليزيدوا من تشويه الدين».

وندد المقدسي بـ«عرض صور العشرات والمئات ينحرون ويطلق الرصاص على رؤوسهم وتفلق رؤوسهم ويخرج ما فيها من المخ»، مستطردا بالقول: «هذا الدين جاء لإخراج الإبداع والرحمة من رؤوس الناس. هؤلاء الشباب الذين يُنحرون لو جرى تعليمهم أليس أحسن من قتلهم؟ هناك مقاطع يقولون فيها للمسلح: علمني، ولكن بدلا من التعليم يُخرج لهم المسدس».

وأردف المقدسي بالقول: «هذا السلوك سبب تشرذما»، متسائلا: «كيف يحب الناس المقاتلين وهم يشوهون ويوصفون بأنهم ذباحون وسفاكون للدماء؟ هذا يصد الناس عن الإسلام والخلافة والدولة التي يتمناها كل مسلم. وإن الجميع يريدون الخروج من جور تلك الحكومات وينساقو مع شرع الله، ولكن هذه الممارسات تكرّه الناس بالشريعة وبالدولة، لا والله دولتنا رحمة للناس كافة، وخلافتنا لنخرج الناس من جور الطواغيت إلى العدل».

وزاد: «الذين يمارسون هذه الأفعال يعطون أعداء التيار مستمسكات ليزيدوا من تشويههم هذا الدين الذي يتعرض لحرب معلنة على كافة الأصعدة».

وكرر هجومه على تنظيم داعش عندما قال: «ليست هذه الدولة التي ندعو إليها من سنين، دولتنا رحمة للناس كافة، وخلافتنا سوف تأتي لتخرج الناس من ظلمات الطواغيت إلى رحمة الإسلام وعدله».

كما انتقد المقدسي قيام جماعات إسلامية متعددة باتخاذ الراية الإسلامية شعارا لها، مبينا أن ذلك تسبب بتحويل «راية التوحيد إلى سبب للفرقة». ومضى يقول: «مهما شوّه الغلاة هذه الدولة وهذه الخلافة، فستبقى راية التوحيد خفاقة وإن انحرف بها البعض إلى غير ما يريده الله».

واستطرد: «لقد تحولت الشعارات الإسلامية وراية التوحيد بحماقة بعض المسلمين وجهل وسفاهة بعض المنتسبين لتيار الجهاد إلى شعارات جاهلية، وهو ما لا يرضاه الله ورسوله».

وختم بالقول: «سنبقى حراسا لهذه الراية التي أصبح كل يرسمها على كيفه، لتدل على فئة بعدما كانت رمزا للتوحيد لكل مسلم».