فصائل سنية مسلحة تتفق مع إقليم كردستان على ضرب «داعش» من داخل الموصل

قيادات كردية: البيشمركة وحدها استعادت سد الموصل بإسناد جوي أميركي

الرئيس الأميركي باراك أوباما لدى اجتماعه بأعضاء مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض أمس لبحث الوضع في العراق (إ.ب.أ)
TT

أعلن فصيل سني مسلح أن عددا من الفصائل السنية في نينوى اتفقت على محاربة «داعش» وتحرير الموصل منه بمساعدة من إقليم كردستان، فيما قال قيادي كردي إن هناك رؤى لذلك الاتفاق، مبينا أن أي حركة لتحرير المناطق السنية من «داعش» بمساعدة السنة سيكتب لها النجاح.

وقال العقيد مازن السامرائي الضابط في الجيش العراقي السابق والمتحدث باسم جبهة الخلاص الوطني، وهو أحد الفصائل السنية، لـ«الشرق الأوسط»: «هناك اتفاق بين الفصائل السنية وحكومة الإقليم لطرد داعش من الموصل. داعش الآن بدأ يقتل الثوار السنة ويستهدفهم، لذا اتفقت الفصائل السنية مع حكومة الإقليم على تحرير مدينة الموصل من مسلحي داعش».

وتابع السامرائي أن «فصائل النقشبندية وكتائب ثورة العشرين وجيش الراشدين وجيش المجاهدين والجيش الإسلامي، وفصائل أخرى اتحدت تحت اسم فصيل واحد وهو (المجلس العسكري لثوار العشائر العام)، وهم الآن بصدد تحرير الموصل من (داعش) من الداخل بمساعدة من حكومة إقليم كردستان»، مبينا أن هذه الفصائل «تنتظر ساعة الصفر للتحرك ضد داعش»، نافيا في الوقت ذاته أي اتفاق مع الحكومة الاتحادية والولايات المتحدة بهذا الشأن.

بدوره، قال أثيل النجيفي، محافظ نينوى في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إنه «بعد تنحي المالكي وتشكيل الحكومة العراقية الجديدة سيكون هناك تنسيق عسكري بين بغداد والإقليم والفصائل السنية بمساعدة من أميركا لتحرير كافة المناطق التي سيطر عليها داعش». وأضاف النجيفي: «قدمنا مقترحا رسميا بتشكيل قوات جيش من أبناء المحافظات السنية تتولى حماية هذه المحافظات والحفاظ على الأمن فيها بعد التنسيق مع كافة الأطراف الموجودة في تلك المناطق لطرد داعش منها. قدمنا المقترح إلى الحكومة المقبلة، ونأمل أن يوافق عليه الجميع، وهناك موافقات أولية من كافة الأطراف العراقية ويجب على رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي أن يوافق على هذا الموضوع».

وفيما يخص استعادة سد الموصل من سيطرة «داعش»، نفى الجانب الكردي وعلى لسان عدد من مسؤوليه مشاركة أي وحدة من وحدات الجيش العراقي في الهجوم الذي شنته قوات البيشمركة أول من أمس في مناطق سد نينوى وأدى إلى استعادة السد بالكامل.

وقال القيادي السابق في التحالف الكردستاني، شوان محمد طه، الذي كان موجودا في الجبهة لـ«الشرق الأوسط»: «لم تشارك أي وحدة من الجيش العراقي في الهجوم الذي شنته قوات البيشمركة لاستعادة سد المواصل والمناطق الأخرى القريبة منه، فقط كان هناك إسناد جوي من قبل الطيران الأميركي».

وحول الأنباء التي أفادت عن وجود اتفاق بين واشنطن والإقليم والفصائل السنية لمحاربة داعش، قال طه: «هناك رؤى حول هذا الموضوع من الناحية الأمنية. كمراقب للوضع الأمني، فإن الهجوم على الموصل يحتاج إلى تعاون من قبل العرب السنة الموجودين في المنطقة، أي يجب أن يكون للعرب السنة دور بارز في تطهير هذه المناطق من (داعش)».

وعلى الصعيد الميداني، قال اللواء عبد الرحمن كوريني، آمر لواء «سبيلك» في قوات البيشمركة الموجودة في محور سد الموصل إن «البيشمركة تفرض الآن سيطرة كاملة على مناطق تلسقف وسد الموصل والقرى المحيطة»، نافيا أي تعاون عسكري عراقي في عملية استعادة السد.

بدوره قال سعيد مموزيني مسؤول إعلام الفرع الرابع عشر للحزب الديمقراطي الكردستاني في نينوى لـ«الشرق الأوسط»: «لم تشارك القوات العراقية في استعادة سد الموصل أو أي منطقة أخرى من مناطق سهل نينوى، بل إن قوات البيشمركة هي التي تحركت وبإسناد من الطيران الأميركي نحو هذه المناطق وحررتها»، مشيرا إلى أن قوات البيشمركة واصلت أمس تقدمها لاستعادة كافة المناطق الأخرى في سهل نينوى، وقال «سيطرت قوات البيشمركة على منطقة ناوران شرق الموصل وخمس قرى أخرى تابعة لها، أما تلكيف فانسحب منها (داعش)، لكن قوات البيشمركة لم تدخلها الآن لأن هناك معلومات عن تفخيخ عدد من مبانيها، فيما ذكرت مصادرنا الخاصة أن داعش دفن جثث أربعين من قتلاه في الموصل».

على صعيد آخر ذي صلة، وبينما قطع الرئيس الأميركي باراك أوباما عطلته ليجتمع في البيت الأبيض من فريقه للأمن القومي لبحث الوضع في العراق، أعلن الجيش الأميركي أن طائراته القتالية شنت 15 غارة جوية أمس ضد مسلحي «داعش»، مشيرا في بيان إلى أن المقاتلات والقاذفات والطائرات من دون طيار دمرت تسعة مواقع لتنظيم «داعش» وثماني عربات في المناطق المحيطة بسد الموصل. وجرى خلال الغارات تدمير تسعة مواقع وحاجز وست شاحنات مسلحة وعربة مدرعة ورشاش متنقل مضاد للطائرات، وقطعة أرض ملغمة بعبوات ناسفة مصنعة يدويا.