مكتب المالكي العسكري يستنكر تسليح قوات البيشمركة

رغم إشادته بجهودها في تحرير سد الموصل

رئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي لدى استقباله وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل أمس (إ.ب.أ)
TT

فيما حذر مكتب القائد العام للقوات المسلحة في العراق، رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي، الدول التي باتت تسرع بإرسال أسلحة إلى قوات البيشمركة الكردية دون أن يسميها فإنه ومن خلال الناطق العسكري الفريق قاسم عطا أشاد بجهودها في تحرير سد الموصل.

وقال مكتب القائد العام في خبر عاجل بثه التلفزيون الرسمي العراقي «نحذر كل الدول من استغلال الوضع الأمني في شمال العراق واختراق السيادة الوطنية وتزويد جهات محلية بالأسلحة والأعتدة دون موافقتنا». وأكد المكتب العسكري أن «هناك طائرات عسكرية اخترقت الأجواء العراقية وقامت بتسليم تجهيزات عسكرية دون موافقة الحكومة العراقية»، فيما شدد على ضرورة احترام سيادة العراق. وأضاف أنه في «في الوقت الذي نرحب بالموقف الدولي الداعم للعراق في حربه ضد الإرهاب نؤكد ضرورة احترام سيادة العراق».

وكان قد زار العراق مؤخرا عدد من وزراء الخارجية العرب والأجانب من أجل تقديم الدعم للعراق في حربه ضد داعش آخرهم أمس وزيرا الخارجية اللبناني والسويدي. غير أن اللافت للنظر أن المالكي لم يعد يستقبل هؤلاء الوزراء الذين يغادر بعضهم إلى أربيل للقاء المسؤولين الأكراد.

في سياق ذلك أكد كل من رئيس الوزراء المكلف حيدر العبادي ووزير الخارجية بالوكالة حسين الشهرستاني أهمية تضافر الجهد الدولي لمساعدة العراق في محاربة «داعش». وقال العبادي في بيان صدر عن مكتبه أثناء استقباله وزير الخارجية اللبناني إلى إن «خطر الإرهاب لا يهدد العراق وحده فحسب بل يهدد جميع دول المنطقة والعالم وعلى الجميع التكاتف لطرد هذا الخطر الحقيقي والقضاء عليه»، مشيرا في ذات الوقت إلى وجود استيعاب دولي حقيقي لهذا الخطر ونأمل أن يكون هناك تعاون أكبر من خلال تشكيل منظومة استخبارية عالمية لتتبع عصابات داعش الإرهابية ومن يمولها والقضاء عليها.

من جهته، أكد القيادي بالتحالف الكردستاني عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية السابق شوان محمد طه في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «هناك تناقضا بين ما تعلنه الحكومة العراقية بشأن الإشادة بالبيشمركة، التي تقاتل الآن بإمكانيات بسيطة نيابة عن العراق والعالم هجمة إرهابية شرسة، وبين التحذير للدول من عدم بيع الأسلحة للبيشمركة»، مؤكدا أن «ما حصل في الموصل بدا وكأنه مدبر ضد البيشمركة حيث إن بغداد لم تسلح البيشمركة وفي نفس الوقت تطالبها بتسليم أسلحة الجيش السابق بينما 6 فرق عسكرية عراقية سلمت أسلحتها الثقيلة إلى داعش وهو ما يعني هناك خطة لإضعاف البيشمركة ويأتي اليوم المكتب العسكري للمالكي لكي يحذر الدول من مغبة تسليح البيشمركة عشية تحرير أهم سدود العراق والتقدم نحو مناطق أخرى».

وردا على سؤال فيما إذا كانت عملية تحرير السد تمت من خلال إمكانات البيشمركة والغارات الأميركية أم أن هناك جهدا للطيران العراقي، قال طه إن «هناك جهدا جويا عراقيا لكنه قليل أولا وليس هو من حسم الأمر بل هي قوات البيشمركة والغارات الأميركية». أكد وجود «تنسيق مع بغداد بشأن العمليات الجارية لكنه متأخر وليس بالمستوى المطلوب خصوصا أن المالكي يبدو إنه متفرج أو غير مرتاح لتسليم البيشمركة من قبل الدول الأوروبية في حين هي قوات عراقية دستورية وتسليحها دستوري وتحافظ على نحو 20 في المائة من حدود العراق».