نائب رئيس مجلس الأنبار لـ «الشرق الأوسط»: سد «حديثة» لا يقل خطرا عن نظيره في الموصل

العيساوي طالب بتدخل أميركي مباشر ضد «داعش» مع انضمام المزيد من العشائر للجهد الحكومي

عنصران في ميليشيا شيعية يتموضعان في مواجهة مسلحي «داعش» في منطقة جرف الصخر جنوب شرقي بغداد أمس (أ.ب)
TT

حذر مسؤول محلي في محافظة الأنبار من أن سد حديثة ليس أقل خطورة من سد الموصل في حال سيطر عليه مسلحو «داعش»، مشيرا إلى أن المحافظة تنتظر ردا أميركيا على طلبها أخيرا من الولايات المتحدة الأميركية توجيه ضربات جوية إلى مواقع مسلحي التنظيم المتطرف في المحافظة الغربية.

وقال فالح العيساوي، نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أمس إن «هناك تنسيقا بين مجلس المحافظة وإدارتها بشأن تقديم طلب للولايات المتحدة للتدخل ولو على مستوى الطيران بسبب المخاطر التي يمكن أن تترتب على سيطرة مسلحي (داعش) على سد حديثة على غرار سيطرتهم أخيرا على سد الموصل الأمر الذي استدعى تدخلا مباشرا من قبل الأميركيين لتحريره».

وأضاف العيساوي أن «المحافظ دعا قبل أيام إلى ذلك وكنا قد طلبنا قبل فترة من الحكومة المركزية المساعدة في ترويج هذا الطلب لأننا نعتقد أن الخطر المحدق بسد حديثة ليس أقل من الخطر الذي يتهدد سد الموصل لا سيما لجهة تأثيرهما المحتمل على العاصمة بغداد»، مشيرا إلى أن «سد الموصل سعته 11 مليار متر مكعب من الماء بينما سعة سد حديثة 8 مليارات متر مكعب في حين أن سد الموصل يبعد عن بغداد 400 كم بينما سد حديثة يبعد عنها بنحو 200 كم وهو ما يمثل تهديدا جديا للعاصمة وللكثير من المحافظات في المنطقتين الوسطى والجنوبية من البلاد، وبالتالي فإننا في مجلس المحافظة ندعم الجهود التي تقوم بها إدارة المحافظة في هذا الاتجاه وسنتبنى قرارا بهذا الاتجاه مع التأكيد على أن هذا الطلب يكون بالتنسيق مع الحكومة المركزية لأننا وبكل صراحة نقول إنه دون غطاء جوي أميركي لا يمكن تأمين سد حديثة بالكامل».

وأوضح العيساوي أن «القوات الموجودة لا تكفي لطرد مسلحي (داعش) من حيث أتوا كما أن المطلوب هو مسك الأرض». وكان محافظ الأنبار، أحمد خلف الدليمي، أجرى خلال الآونة الأخيرة لقاءات مع كبار المسؤولين في بغداد وفي مقدمتهم الرئيس فؤاد معصوم من أجل تأمين الدعم الحكومي اللازم للجهد العشائري الذي بدأ بالتحرك في الكثير من مناطق الأنبار. وأكد معصوم، طبقا لبيان رئاسي، أثناء استقباله الدليمي ورئيس مؤتمر صحوة العراق أحمد أبو ريشة دعمه «الكامل للمحافظة ومواطنيها في مواجهة الهجمة الإرهابية»، مشددا على «أهمية تعاضد الجهد الحكومي مع الجهد الشعبي الوطني في دحر الإرهاب الذي لم يعد خطره حصرا على العراق وإنما على عموم المنطقة والعالم، وهذا ما جعل العالم كله يقف معنا في مهمتنا لمواجهة الإرهاب وإنهائه». وفي سياق الجهد العشائري الجديد الذي بدا وكأنه بادرة حسن نية من عشائر الأنبار لرئيس الوزراء العراقي المكلف حيدر العبادي، قال العيساوي إن «أمورا كثيرة ستتغير على الأرض خلال الفترة المقبلة لا سيما بعد دخول المزيد من العشائر وانضمامها للجهد العسكري الذي تقوم به الحكومة وذلك من أجل طرد (داعش) وتأمين المحافظة خصوصا وأن أبناء المحافظة لمسوا بوادر إيجابية من الجهات الرسمية بتقديم المزيد من الدعم».

وكان قائد شرطة الأنبار اللواء أحمد صداك أعلن عن تحرير مناطق جديدة في محافظة الأنبار بجهد مشترك بين الحكومة وأبناء العشائر ومنها منطقتا البوعيثة والحامضية. كما جرى تطهير منطقة الكيلو 18 ومنطقة العقدة غربي الرمادي.

في سياق ذلك أكد عضو المجلس التأسيسي لأنباء العراق فارس إبراهيم في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «الجهد الحكومي والعشائري مستمر منذ فترة لكنه لم يكن بالفاعلية التي هو عليها اليوم لا سيما بعد أن بدأ المواطنون يلمسون الجرائم التي بات يرتكبها أفراد تنظيم (داعش)».

ووجه إبراهيم انتقادا إلى «القوات العسكرية التي نلاحظ أنها تباطأت كثيرا في مناطق مختلفة من الأنبار ولم تكن بالمستوى المطلوب وبمستوى ما تملكه (داعش) من قوات وإصرار». وردا على سؤال بشأن إعلان المزيد من العشائر انضمامها إلى الجهد الحكومي وما إذا كان ذلك رسالة إيجابية للعبادي الذي سيخلف نوري المالكي في رئاسة الوزراء، قال إبراهيم إن «علينا أن نفرق بين المزايدات السياسية والإعلامية وما يجري على الأرض، إذ إنه رغم أن الجهد الحكومي لم يكن بالمستوى المطلوب لكن هذا ليس ناتجا عن سلوك سياسي مسبق بل يكاد يكون قاعدة لا نعرف إن كانت ستتغير أم لا، لكن قناعتي هي أن الكثير من العشائر التي بدأت تنضم الآن إلى الجهد الحكومي إنما تبحث عن ذريعة لذلك بعد أن رأت بعينها ما باتت ترتكبه (داعش) من جرائم حتى بحق من هو معها ولكنه يختلف معها جزئيا بالرأي».