الهاشمي: يجب إشراك «البعث» في جهود الحل السياسي في العراق

نائب الرئيس السابق المحكوم غيابيا بالإعدام: الضربات الأميركية لن تجدي نفعا

طارق الهاشمي
TT

طالب طارق الهاشمي، نائب الرئيس العراقي السابق المطلوب في بلده بدعوى «الإرهاب»، بأن يكون لحزب البعث الذي كان يتزعمه صدام حسين دور لأجل التوصل إلى حل سياسي في العراق وحذر من أن الضربات الجوية الأميركية لن تجدي نفعا لإنهاء العنف.

وقال الهاشمي، الذي حكم عليه بالإعدام غيابيا في 2012 بعدما أدانته محكمة عراقية بإدارة فرق إعدام، في تصريحات لوكالة لرويترز بإسطنبول حيث يقيم «بلدي على شفا حرب أهلية وتقسيم».

وأضاف «تختصر الولايات المتحدة كل المأزق في مهاجمة (داعش) فقط. لن يحقق ذلك نهاية للقضية العراقية».

وقال الهاشمي إن الميلشيات الشيعية ارتكبت هي الأخرى أعمال إرهاب. وتابع «يجب ألا يركزوا على المتطرفين السنة وإنما يجب أن يضعوا في اعتبارهم الشيعة أيضا. إنهم إرهابيون أيضا وهم يقتلون الناس ويشردونهم ويتبنون نفس سياسة (داعش) واستراتيجيته».

واحتشدت جماعات سنية منها حزب البعث في البداية وراء «داعش» بسبب كراهيتهم المشتركة للحكومة التي يقودها الشيعة لكن توجد علامات متزايدة على اقتتال داخلي وخلاف بشأن رفض التنظيم الذي خرج من عباءة تنظيم القاعدة حدود العراق وأيضا بسبب تفسيره المتشدد للإسلام.

وقال الهاشمي إن «اجتثاث البعث» بعد الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في 2003 والذي أطاح بصدام حسين تسبب في فقدان العراق مهنيين مدربين جيدا يحتاجهم الآن بشدة. وقال إن إعادتهم إلى العملية السياسية أمر حيوي. وأضاف قائلا عن الحزب الحاكم السابق المحظور حاليا «إنهم مؤثرون سياسيا بل ولديهم جماعات مسلحة على الأرض.. إنهم نشطون جدا». وتابع «توجد طريقة واحدة فقط لاحتوائهم بدعوتهم إلى الجلوس للمائدة المستديرة ليكونوا شريكا في (إحياء) العملية السياسية.. في صياغة رؤية مقبولة للمستقبل».

ومنذ وقت طويل يتهم الهاشمي - الذي ينفي إدارة فرق إعدام حين كان نائبا للرئيس - رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بشن حملة مطاردة لمعارضيه السنة. وتنحى المالكي وهو شيعي الأسبوع الماضي بعد انتقاد لسياساته الطائفية على أساس أنها شجعت بعض أبناء الأقلية السنية على الانضمام إلى حملة تنظيم «داعش». وعين حيدر العبادي وهو شيعي أيضا لكن معروف بنزعة أقل نحو التصادم رئيسا للوزراء لمحاولة تشكيل حكومة تضم زعماء الأقليات الرئيسة في العراق.

ورحب الهاشمي بتعيين العبادي باعتباره «خطوة في الاتجاه الصحيح» لكن قال إنها ليست كافية ودعاه لأن يوقف على الفور عمليات عسكرية مثل الضربات الجوية للفلوجة غربي بغداد والتي قال إنها تقتل مدنيين أبرياء من السنة. وقال الهاشمي «إذا أراد أن يبعث برسائل إيجابية للسنة فلماذا يواصل القصف»، مضيفا «يجب أن يضع فورا نهاية للعدوان العسكري الذي بدأه نوري المالكي».

ودعا الهاشمي المجتمع الدولي إلى المساعدة تحت رعاية الأمم المتحدة في الإشراف على إحياء عملية سياسية في العراق بدلا من التركيز ببساطة على التهديد من مقاتلي «داعش» وهي استراتيجية قال إنها لن تحقق استقرارا على المدى البعيد. وقال إن تنظيم «داعش» هو «مجرد جزء من المأزق. ماذا عن الشيعة.. ماذا عن هذه العملية السياسية التي خطفها المالكي وانحرف بها؟». وتابع «ستكتشف الولايات المتحدة بعد برهة أنها لم تغير شيئا بتلك الضربات الجوية».