الحكومة والانفصاليون يتبادلون الاتهام حول هجوم على نازحين في شرق أوكرانيا

ميركل تدرس زيارة كييف لإجراء محادثات حول حل الأزمة

جنود أوكرانيون يستعدون لإطلاق صاروخ «غراد» خلال قتال مع انفصاليين موالين لروسيا في لوهانسك شرق أوكرانيا أمس (أ.ب)
TT

اتهمت أوكرانيا الانفصاليين الموالين لروسيا، أمس، باستهداف قافلة حافلات تنقل نازحين بصاروخ قرب مدينة لوجانسك في شرق البلاد، مما أسفر عن سقوط ضحايا حوصروا في الحافلات المحترقة، لكن المتمردين نفوا مسؤوليتهم عن الحادث.

وواصلت القوات الحكومية الضغط على الانفصاليين بمعارك طوال ليل أول من أمس وحتى أمس (الاثنين)، وحاصرت أو استعادت مواقع يسيطر عليها المتمردون، بعد إخفاق محادثات دولية في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار.

وقال متحدث عسكري أوكراني إن صاروخا أطلقه المتمردون على حافلات الركاب أسفر عن سقوط عدد غير معروف من الضحايا. وقال المتحدث أناتولي بروشين لقناة إخبارية أوكرانية: «ضربة مدفعية قوية أصابت قافلة للنازحين قرب منطقة خرياشتشوفاتي ونوفوسفيتليفكا. كانت شدة الهجوم على القافلة قوية جدا، مما أدى إلى احتراق أشخاص، وهم على قيد الحياة داخل المركبات، ولم يتمكنوا من الخروج».

ونفى قيادي بارز للانفصاليين في أوكرانيا، أمس، أن تكون لدى قواته القدرة على شن مثل هذا الهجوم على قافلة النازحين، واتهم الحكومة باستهداف المنطقة بانتظام، بأسلحة من بينها صواريخ «غراد» روسية الصنع.

وقال أندري بورجين نائب رئيس وزراء جمهورية دونيتسك الشعبية التي أعلنها الانفصاليون الأوكرانيون أنفسهم يقصفون الطريق باستمرار بالطائرات وصواريخ «غراد»: «يبدو أنهم قتلوا مزيدا من المدنيين، مثلما يفعلون على مدى أشهر الآن. لا نملك القدرة على إرسال صواريخ (غراد) إلى هذه المنطقة».

وجاءت التقارير حول النجاحات الجديدة للجيش الأوكراني بعد إحراز تقدم كبير في مطلع الأسبوع، عندما رفعت القوات الحكومية العلم الوطني في لوجانسك التي سيطر الانفصاليون الموالون لروسيا عليها منذ اندلاع الصراع في أبريل (نيسان).

ورغم العقوبات الغربية، لم يتسنّ التوصل لتسوية دولية بشأن الأزمة التي باتت الأسوأ بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة.

وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن كل المسائل المتعلقة بقافلة مساعدات إنسانية روسية لإغاثة المناطق المتضررة في شرق أوكرانيا حُلت في محادثات دولية في برلين.

لكنه أضاف أنه لم يتحقق أي تقدم في المحادثات مع وزراء خارجية أوكرانيا وألمانيا وفرنسا، بشأن التوصل لوقف لإطلاق النار أو حل سياسي.

وقال في مؤتمر صحافي: «لا نستطيع الحديث عن نتائج إيجابية بخصوص التوصل لوقف لإطلاق النار، وعلى صعيد العملية السياسية».

وتقول روسيا إنها تود التوصل لوقف لإطلاق النار للسماح بوصول المساعدات للأشخاص المحاصرين وسط القتال. وتقف قافلة أرسلتها روسيا، وتضم 280 شاحنة تحمل أطنانا من المساعدات الإنسانية بالقرب من الحدود الأوكرانية منذ الأسبوع الماضي، في ظل إصرار كييف على اتباع إجراءات رسمية، كي توزع هذه المساعدات بطريقة مناسبة من خلال الصليب الأحمر.

وفي ظل خسارة الانفصاليين بوضوح للأراضي أمام القوات الحكومية، يوما بعد يوم؛ فمن غير المرجح أن ترى كييف أي ميزة في التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار حاليا، خاصة في ظل حرص الرئيس بيترو بوروشينكو على تحقيق انتصار بحلول عيد الاستقلال، الأحد المقبل.

وقال متحدث عسكري في كييف إن القوات واصلت الضغط على الانفصاليين في معارك، وإنها طوقت بلدة هورليفكا التي يسيطر عليها الانفصاليون وتقع بين لوجانسك ودونيتسك، وسيطرت على مستوطنات صغيرة في شرق أوكرانيا.

وجاء في بيان عسكري أن الجيش يعتقد أن الانفصاليين ردوا بنظام صاروخي روسي الصنع «أوراغان» قرب قرية واقعة جنوب شرقي دونيتسك، وهذه أول مرة يستخدمون فيها هذا السلاح. ولم يشر البيان إلى وقوع خسائر في الأرواح على الجانبين ولم يصدر أي تعليق فوري من الانفصاليين.

في غضون ذلك، أعلنت المتحدثة باسم المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أن المستشارة تدرس تلبية دعوة تلقتها من الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو، لإجراء محادثات حول الأزمة في كييف.

وأوضحت المتحدثة أن مكتب ميركل يبحث ما إذا كان يمكن ترتيب برنامج للقيام بزيارة.

وكان متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية صرح بأن وزراء خارجية أوكرانيا وروسيا وفرنسا وألمانيا قد عقدوا محادثات، استمرت لخمس ساعات حول الأزمة في برلين، يوم أمس، مشيرا إلى عزمهم اللقاء مرة أخرى، بعد مشاورات مع حكوماتهم. ولم يشر المتحدث إلى موعد عقد اللقاء المحتمل.