حصاران أنهكا سكان غزة

الأول مالي.. والثاني أشمل بعد سيطرة حماس على القطاع

TT

يعد إنهاء الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة أحد المطالب الأساسية إن لم يكن الأهم على الإطلاق لحركة حماس خلال مفاوضات القاهرة الحالية للتهدئة ووقف العدوان الإسرائيلي.

وكانت إسرائيل فرضت خلال العقد الأخير الحصار مرتين على القطاع فأنهكته تماما. في المرة الأولى كان الحصار جزئيا واقتصر على تضييق مالي، وفي الثانية كان شاملا وطال جوانب متعددة.

وفيما يلي تفاصيل الحصارين:

الحصار الأول: بدأ في 19 مارس (آذار) 2006 عندما شكلت حركة حماس أول حكومة فلسطينية في تاريخها بعد اكتساحها انتخابات المجلس التشريعي. ورفضت إسرائيل الاعتراف بالحكومة الفلسطينية آنذاك على الرغم من أنها عرفت بحكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وهو الذي كلف حماس بتشكيلها. وفرضت إسرائيل فورا حصارا ماليا على الحكومة تسبب في عجزها عن سد احتياجاتها ودفع رواتب موظفيها في غزة والضفة كذلك، وكانت هذه مقدمة للحصار الشامل على القطاع.

الحصار الثاني: بدأ منتصف يونيو (حزيران) 2007 بعدما سيطرت حركة حماس على قطاع غزة، وضربت إسرائيل حصارا «كامل الأوصاف» على القطاع، جوي وبري وبحري، منعت بموجبه تحويل الأموال وإدخال بضائع رئيسية إلى القطاع، وقننت في أخرى من بينها المحروقات والكهرباء، ولم تسمح بالطبع لأي طائرات أو سفن أو حتى سيارات من العبور إلى غزة أو مغادرتها.

وأحكمت إسرائيل سيطرتها على القطاع الصغير من خلال مراقبة البحر والبر، وإغلاق جميع المعابر الإنسانية والتجارية التي تتحكم بها، ووضع آلية لمنع تحويل أموال إلى غزة.

وخلال سبع سنوات لم تسمح الدولة العبرية تحت الضغط الدولي سوى لأصناف محدودة بالدخول إلى غزة، من بين الآلاف التي كان يحتاجها القطاع، وبعض هذه المواد خضعت لـ«كوتا» محددة خشية أن تستخدم لأغراض عسكرية. وتصر إسرائيل من خلال المفاوضات التي تجري في القاهرة على إبقاء الحصار عبر آلية مراقبة دولية. ورفضت إقامة مطار وإنشاء ميناء، وقالت إنها تسمح بحركة الأفراد وإدخال البضائع والأموال إلى غزة، لكن تحت رقابة دولية شديدة، إضافة إلى تقييد المواد المزدوجة الاستعمال.

وتريد إسرائيل اليوم عودة السلطة الفلسطينية إلى غزة وتسليمها المعابر بما فيها معبر رفح مع مصر، كما تريد آلية رقابة دولية على كل ما سيدخل إلى غزة.

لكن الفلسطينيين يطمحون إلى ما هو أكثر من ذلك ويريدون رفعا كاملا للحصار دون شرط أو قيد. ويقف مصير غزة الآن على مسألة رفع الحصار، فإذا توصل الطرفان إلى اتفاق، فإن الحرب ستنتهي حتى وقت طويل، وإذا فشلوا فإنها قد تستأنف مجددا.