السيسي يزور جامعة القاهرة لأول مرة غدا منذ تسلمه السلطة

الأزهر يقترب من تسمية رئيس جامعته الجديد

الرئيس السيسي في طريق عودته إلى القاهرة (أ.ب)
TT

تستعد جامعة القاهرة، أعرق الجامعات في مصر، لزيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي غدا (الأحد)، في أول زيارة للجامعة منذ تسلمه السلطة رئيسا للبلاد، لتكريم أوائل الجامعات. وبينما قالت مصادر مطلعة في الجامعة، إن «الجامعة سوف تشهد احتفالية كبرى تقام في قاعة الاحتفالات، يعقبها اجتماع للرئيس السيسي مع رئيس الحكومة إبراهيم محلب ورؤساء الجامعات، لبحث استعدادات كل الجامعات لاستقبال العام الدراسي الجديد المقرر أن يبدأ في 11 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، وكيفية التصدي لأي أعمال عنف أو شغب من المتوقع حدوثها، إلى جانب استعراض كل الملفات الأمنية الخاصة بالجامعات»، أكد مصدر أمني في وزارة الداخلية، أمس، أن «الزيارة سوف تشهد تشديدات أمنية غير مسبوقة، حيث جرى تأمين المنطقة المحيطة بالجامعة، وتمشيط كامل حدائق الحرم الجامعي ومحيطها، وجرى الدفع بفرق مخصصة للكشف عن المتفجرات».

يأتي هذا بينما اقترب الأزهر من إعلان اسم رئيس جامعته الجديد في غضون بعد غد (الاثنين) على الأرجح، بعد أن استقر الدكتور أحمد الطيب على الاسم الذي سيقود الجامعة خلال الفترة المقبلة، والتي من المتوقع أن تشهد أحداث عنف وشغب مثلما حدث العام الماضي، حسب قيادات طلابية إخوانية.

وكان الرئيس السيسي قد أكد خلال اجتماعه برؤساء الجامعات أخيرا احترامه وتقديره للجامعات ودورها المهم في تنمية الشباب والطلاب ببرامج ثقافية واجتماعية وفنية لحمايتهم من اختطاف الجماعات المتطرفة، موضحا أن «الحكومة ملتزمة بحفظ الأمن داخل الجامعة بالتعاون مع رؤساء الجامعات».

وشهدت الجامعات خلال العام الماضي مظاهرات وأعمال عنف نظمها طلاب جماعة الإخوان المسلمين، للمطالبة بوقف الدراسة وعودة شرعية الرئيس الأسبق محمد مرسي، والإفراج عن الطلاب المقبوض عليهم في الأحداث التي شهدتها البلاد منذ عزل مرسي عن السلطة في يوليو (تموز) من العام الماضي، وسمحت السلطات المصرية لقوات الأمن بدخول الجامعات، لحماية وحراسة المنشآت، بعد 3 سنوات من إبعاد الحرس الجامعي التابع لوزارة الداخلية عن الجامعات، واستبدال الأمن الإداري به، لتحقيق الاستقرار ومنع الفوضى بين الطلاب.

ووافق مجلس الوزراء المصري قبل يومين على قرار رئيس الدولة بمشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون تنظيم الجامعات، وأتاح التعديل الجديد لرئيس الجامعة توقيع جزاء العزل على كل عضو من أعضاء هيئة تدريس يشارك في مظاهرات تؤدي لعرقلة العملية التعليمية، أو يدخل أسلحة أو ذخائر أو مفرقعات أو أي أدوات من شأنها أن تستعمل في إثارة الشغب والتخريب، أو يضر عمدا بالمنشآت الجامعية أو المباني التابعة، أو يحرض الطلاب على العنف وممارسة أعمال الشغب.

في غضون ذلك، تزينت جامعة القاهرة، أمس، لاستقبال الرئيس السيسي، وشهدت المناطق المحيطة بالجامعة أعمال تنظيف وتجميل، كما جرى الانتهاء من صيانة عدد من المباني في الجامعة، وقاعة الاحتفالات الكبرى. وقالت المصادر المطلعة في جامعة القاهرة، إن «الجامعة التي تعد الأعرق تفخر بزيارة الرئيس»، لافتة إلى أنه «جرى الانتهاء من جميع التحضيرات الخاصة بالاحتفالية التي من المقرر أن يشاهدها العالم كله»، موضحة أن «اختيار جامعة القاهرة لتكريم أوائل الجامعات يعد شرفا جديدا يضاف لسجلات الجامعة».

وكانت قاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، التي ستشهد لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الطلاب وأولياء أمورهم ورؤساء الجامعات، محط أنظار الملايين حول العالم قبل 5 سنوات، عندما اختارها الرئيس الأميركي باراك أوباما منبرا يخاطب من خلاله العالمين العربي والإسلامي بعد توليه منصبه بشهور، وكانت أيضا منبرا تحدث من خلاله الرئيس المعزول محمد مرسي عقب حلفه اليمين الدستورية في المحكمة الدستورية.

وشيدت قاعة الاحتفالات عام 1935 على مساحة 3160 مترا، تعلوها قبة على شكل نصف كرة ارتفاعها 52 مترا، والتي تعد رمز الجامعة، وجرى افتتاح جامعة القاهرة كجامعة أهلية في 21 من ديسمبر (كانون الأول) 1908 في عهد الخديو عباس حلمي الثاني، بينما كان أول رئيس للجامعة هو أحمد لطفي السيد.

في السياق ذاته، تعلن جامعة الأزهر اسم رئيسها الجديد على الأرجح بعد غد (الاثنين)، وقال قيادي مسؤول في الجامعة لـ«الشرق الأوسط»، إن «الملف الأمني هو الأبرز أمام رئيس الجامعة الجديد»، لافتا إلى أنه لن يسمح بتكرار ما حدث خلال العام الماضي، وسوف يواجه عنف طلاب «الإخوان» بقوة.

ويرى خبراء ومراقبون، أن «جامعة الأزهر تحتاج لشخص قوي وحازم في قراراته يستطيع أن يستوعب الطلاب ويعمل على حل مشكلاتهم وتكون له صفة القيادة»، قائلين إن «السلطة الحاكمة في البلاد سوف تضع ذلك في اختيارها رئيس الجامعة الجديد.. والتي تعد أخطر الجامعات، حيث إن بها حراكا واسعا على المستوى الطلابي والأساتذة لعناصر تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيا».