الجميل يدعو جعجع وعون للانسحاب من معركة الرئاسة ووضع «الأنانيات» جانبا

مصادر لـ«الشرق الأوسط»: مساع لحث حزب الله على وساطة مع زعيم «التغيير والإصلاح»

TT

دعا رئيس حزب الكتائب أمين الجميل، أمس، حليفه في قوى 14 آذار رئيس حزب «القوات» سمير جعجع ورئيس تكتل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون للانسحاب من معركة رئاسة الجمهورية وإخلاء الساحة لغيرهما، بعد 126 يوما على شغور سدة الرئاسة. جاء ذلك في وقت برز فيه الحديث عن مساع يجريها بعض الفرقاء لدى حزب الله للضغط على عون للقبول بمرشح توافقي والتخلي عن السياسة التي اتبعها منذ انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال سليمان في مايو (أيار) الماضي والقائلة بـ«أنا أو لا أحد للرئاسة».

وكشفت مصادر مطلعة على المفاوضات الحاصلة بموضوع الرئاسة أن «حزب الله بات يشعر بوجوب تحريك الملف سريعا نظرا للتداعيات الكبيرة التي يتركها على أكثر من قطاع وآخرها القطاع المالي»، لافتة إلى أن «المساعي بدأت تتركز على حث حزب الله على لعب دور الوسيط مع عون للتمني وإن اقتضى الأمر الضغط عليه للقبول بتسمية مرشح توافقي».

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط»: «برز أخيرا انزعاج في أوساط حزب الله من المراوحة القاتلة التي يشهدها الملف الرئاسي، وقد نقل مسؤولون في الحزب لبعض من التقوهم أخيرا هذا الانزعاج، ملمحين إلى دور جديد قد يقوم به الحزب في هذا الملف».

وتزامنت هذه المعلومات، التي كشفها المصدر، مع موقف أطلقه رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك أخيرا قال فيه إنه «آن الأوان لأن يلتقي السياسيون ويتحملوا مسؤولياتهم بانتخاب رئيس للجمهورية، كونه لا يعقل أن يكون جسد بلا رأس ودولة من دون رئيس».

وأرجأ رئيس مجلس النواب نبيه بري الثلاثاء الماضي، وللمرة 13 على التوالي، جلسة انتخاب رئيس الجمهورية بسبب تعطيل حزب الله وتكتل عون نصاب الجلسة، وحدد 9 أكتوبر (تشرين الأول) المقبل موعدا لجلسة جديدة.

وحثّ الجميل في مؤتمر صحافي، أمس، المرشحين للرئاسة على «إخلاء الساحة لسواهم»، قائلا: «فلنضع الأنانيات والمصالح جانبا ولنركز على موضوع انتخاب رئيس للجمهورية بأسرع وقت».

وفي المقابل، عد جعجع أن «أقوى رئيس جمهورية هو رئيسٌ تقفُ وراءه القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر وبقية الأحزاب المسيحية»، سائلا «لماذا نتأخر بعد؟» ولفت في تغريدات على صفحته على موقع «تويتر» إلى «إن مقاطعة انتخابات الرئاسة إذا استمرت ستؤدي إلى أضعف رئيس ممكن تصوره، فلنتفق باكرا واليوم قبل الغد على رئيس ولنذهب إلى مجلس النواب لانتخابه غدا قبل بعد غد».

وتتبنى قوى 14 آذار منذ انتهاء ولاية سليمان ترشيح جعجع للرئاسة، فيما تتمسك قوى 8 آذار بترشيح عون «غير المعلن». ويعد حزب «الكتائب» رئيسه مرشحا طبيعيا لمنصب الرئاسة.

وأطلقت قوى «14 آذار» أخيرا مبادرة لحل الأزمة الرئاسية، معربة عن استعدادها للتخلي عن ترشيح جعجع لصالح مرشح توافقي تجمع عليه كل القوى السياسية، إلا أن فريق «8 آذار» لم يستجب للمبادرة. وسبقت مبادرة 14 آذار مبادرة لعون دعت لانتخاب الرئيس مباشرة من الشعب لكنّها لم تلق التجاوب المطلوب.

وبالمقابل تعثر الملف الرئاسي، تقدم البحث بعقد جلسات تشريعية لإقرار مشاريع ضرورية وأبرزها سلسلة الرتب والرواتب التي من شأنها زيادة رواتب موظفي القطاع العام.

ومع تراجع «تيار المستقبل» و«حزب القوات» عن موقفهما السابق برفض التشريع في ظل غياب رئيس الجمهورية، مشددين على مشاركتهما فقط في جلسات تبحث مشاريع «ضرورية»، يبقى حزب «الكتائب» المقاطع الوحيد للتشريع.

وأشار الجميل إلى أن «كل كلام عن تشريع خارج انتخاب رئيس هو تشريع للفارغ»، مشددا على أن «التشريع الضروري هو انتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن». وأكد أنه «لن يحضر أي جلسة نيابية لا تكون مخصصة لانتخاب رئيس.. وكل ما تبقى من أمور تمر بعد انتخاب الرئيس وانتخابه هو المفتاح».

وأكد وزير العمل سجعان قزي، أحد وزراء «الكتائب» في الحكومة «تمسك حزبه بالموقف المبدئي الذي أعلن في وقت سابق لجهة رفض التشريع، والتشديد على أن المجلس النيابي في هذه المرحلة هيئة انتخابية استنادا للمواد 73 و74 و75 من الدستور».

وقال قزي لـ«الشرق الأوسط:» أبقينا باب التشريع مفتوحا تحت شعار الضرورات تجيز المحظورات، أي الموافقة على التشريع بحالات الطوارئ الأمنية والإنسانية وليس للبحث بمشاريع قوانين قد تحل خارج إطار التشريع المباشر».