وصول 800 حاج يمني للأراضي السعودية

قدمت لهم كل التسهيلات في المنافذ الحدودية

TT

وصل للأراضي السعودية قرابة 800 شخص من الجنسية اليمنية، من إجمالي 19404 أشخاص حصلوا على تأشيرات لأداء مناسك الحج، توافقا مع تخفيض الكوتة التي أقرتها وزارة الحج السعودية لجميع الدول الإسلامية بنسبة 20 في المائة، وذلك لأعمال التوسعة التي يشهدها الحرم المكي الشريف.

وقدمت الجهات المختصة في المنفذ الحدودي بمحافظة ظهران الجنوب في منطقة عسير جنوب غربي السعودية، كل التسهيلات لإنهاء إجراءات دخولهم من خلال منظومة عمل متكاملة تبدأ من لحظة الوصول إلى حين مغادرة الحاج للمشاعر المقدسة متجها إلى بلاده، وذلك بعد أن تثبت الجهات المعنية من الأفراد وخلوها من الأمراض الوبائية.

ومع توافد الحجاج من جميع دول العالم، وتحديدا الدول التي تشهد صراعات مسلحة، وانفلاتا أمنيا في المنطقة العربية، ترتفع درجة التوجس والمخاوف من القيام بأعمال مخلة في المشاعر المقدسة من بعض الخارجين عن الدين، والتي أشار إليها إمام وخطيب الحرم المكي الشريف في آخر جمعة من شهر ذي القعدة الماضي، بجعل المشاعر المقدسة مكانا للمظاهرات والمسيرات والتجمعات، قائلا: «إن الحج ليس مكانا للمظاهرات أو المسيرات والتجمعات أو المناظرات أو المساجلات أو الجدال والملاسنات، بين المسلمين القادمين لتأدية الركن الخامس من الإسلام».

وشدد حينها الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس في خطبته، أن المنافع الحقيقية من الحج تتمثل في الاعتصام بالكتاب والسنة، والتحلي بالوسطية والاعتدال وتعزيز الأمن بكل صوره وأشكاله، بعيدا عن الغلو والتشدد والإيذاء، والحقد والكراهية، لافتا إلى دور القادة والعلماء، في توحيد كلمة أبناء الأمة للانتصار لقضاياهم ومنها قضية فلسطين والمسجد الأقصى، وبلاد الشام والرافدين.

هذه المخاوف، بددتها الأجهزة الأمنية المنتشرة في المشاعر المقدسة وفي كل من مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأكدت على أن الحكومة السعودية سخرت كل الإمكانيات لخدمة الحجاج، وستتعامل بكل شدة وقوة مع من يحاول أن يخرج عن الإطار العام لمناسك هذه الشعيرة.

وأوضحت مصادر لـ«الشرق الأوسط» أن الحجاج اليمنيين حصلوا على تأشيرات لدخول الأراضي السعودية لأداء مناسك الحج قبل الأحداث الأخيرة، ويتوقع أن يفد المزيد من الحجاج خلال الأيام المقبلة والذين حصلوا على تأشيرات لأداء فريضة الحج، فيما شددت تلك المصادر على أن قوات حرس الحدود السعودية تعمل على الحد من تسلل المخالفين إلى الأراضي السعودية، مؤكدة أنها تتعامل مع الحجاج بغض النظر عن جنسياتهم وأعراقهم أو توجهاتهم السياسية على حد سواء وفق الأنظمة والقوانين التي شرعتها الحكومة السعودية.

وكان اللواء جمعان الغامدي، مساعد قائد قوات أمن الحج لشؤون الأمن أكد في وقت سابق لـ«الشرق الأوسط»، أنه لا يوجد لدى منسوبي الأمن أي سوء نية حيال أي حاج، إلا حينما يظهر من الشخص ما يؤكد ذلك، وسيجري التعامل معه حسب الموقف الذي يقوم به، ولدينا سيطرة على كل المواقع في المشاعر المقدسة، سواء من خلال الرصد التوثيقي أو الرصد الإحصائي، لافتا أن الأجهزة الأمنية تأمل من كل القادمين لأداء مناسك الحج أن يمتثلوا لقول الله بعدم الرفث أو الفسوق أو الجدال في الحج.

وبالعودة للحجاج اليمنيين فإنه تقع مخيماتهم بالقرب من الجمرات، خلافا لما كان عليه وضعهم في السنوات الماضية في حي العزيزية، فيما تعاقدت البعثة اليمنية للحج مع 3 شركات لتوفير ما يقارب (120) باصا لنقل للحجاج اليمنيين من وإلى الأماكن المقدسة.

وقال بدر بن عبد الرحمن بن فاهدة رئيس مركز علب، بأن الإدارات الحكومية في المركز تعمل على تقديم جميع الخدمات اللازمة، لتسهيل دخول ضيوف بيت الله الحرام وتقديم التسهيلات اللازمة لهم، من خلال عمل المحجر الصحي المستمر طوال العام على خدمة القادمين إلى المملكة والمغادرين، لافتا أن الاستعدادات الصحية بدأت قبل أسابيع، إذ وفرت العيادات الطبية وسيارات إسعاف مجهزة، وفريق طبي مكون من (14) شخصا ما بين أطباء وممرضين ومراقبين صحيين وفنيين.

ولفت رئيس مركز علب، أن الوقاية تشمل تطبيق الاشتراطات الصحية لمعرفة التطعيمات ومن ثم تزويد الحاج بمطويات توعوية تشرح مخاطر الازدحام والافتراش وضربات الشمس، وهناك الخدمات العلاجية التي تقدم بأسرع وقت لمن يطلبها، موضحا أنه لم تسجل أي أمراض وبائية أو أمراض معدية.

من جهته قال أحمد سعد دمنهوري ممثل وزارة الحج في منفذ علب، أن الوزارة تعمل على حصر أعداد الحجاج وتوزيعهم، وذلك وفق آلية موحدة تسهل للحاج الوصول إلى المشاعر المقدسة، وهو إجراء تعمل عليه الوزارة لتسهيل انتقال الحجاج من موقع إلى آخر.