لبنان يحصل على وعد من تركيا بالمساعدة في ملف العسكريين المختطفين

مظاهرات مؤيدة لـ«داعش» و«النصرة» في عرسال.. و«الجبهة» تلوح بحرب

TT

أعلن وزير الشؤون الاجتماعية وائل أبو فاعور أنّ الحكومة اللبنانية حصلت على وعد من الرئيس التركي رجب طيب إردوغان للمساعدة في قضية العسكريين المختطفين لدى تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة» منذ معركة عرسال في أغسطس (آب) الماضي، فيما استمرّ الأهالي في تحركاتهم المتنقلة وإقفال الطرقات الرئيسة في عدد من المناطق مطالبين السلطات بالعمل للإفراج عن أبنائهم.

وأرسلت «جبهة النصرة» أمس، رسائل مسجلة من الجنود المخطوفين إلى ذويهم، يطمئنونهم عبرها أنهم بخير ويطلبون منهم مواصلة التحرك لحل قضيتهم عبر إرسال مفاوض جدي للتفاوض على المطالب. وكان أبو مالك الشامي أمير «جبهة النصرة» في القلمون والمعروف باسم أبو مالك التل، هدّد لبنان بالقول في تسجيل صوتي بثّ ليل أمس، «الحرب تلوح ولدينا مجاهدون بالآلاف في كل لبنان ينتظرون الإذن للمعركة».

في موازاة ذلك، أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّه «لأسباب أمنية وإن لم نتفاهم على إنشاء المخيمات سنقيمها بكل الأحوال لأنني لا أستطيع تحمل أن يعرّض مزاج سياسي البلد كله للخطر»، في إشارة إلى اعتراض التيار الوطني الحر الذي يترأسه النائب ميشال عون على إقامة مخيمات. من جهته، أعلن وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد درباس أن وجود النازحين السوريين في لبنان بهذه الأعداد الكبيرة غير قابل للاحتمال. وأضاف «من هنا كان القرار الحازم الذي اتخذناه بأننا لن نقبل مزيدا من النزوح واتخذنا قرارا آخر بأن كل من يذهب إلى سوريا يفقد صفته كنازح، كما اتخذنا قرارا أيضا بالتدقيق بحالة النازحين ومدى انطباق الشروط عليهم كنازحين».

وتابع درباس: «لا داعش ولا غير داعش قادر على الدخول إلى البلد، لكن عندما يسقط سقف الدولة تنفتح الأمور على المجهول وهذا ما لا يريده أحد».

وفي عرسال حيث نفّذ الجيش اللبناني أوّل من أمس عمليات دهم طالت مخيمات النازحين نتج عنها توقيف عشرات الشباب، وأدّت إلى ردود فعل مستنكرة، خرج أمس أهالي المنطقة واللاجئون السوريون في مظاهرات دعت إليها هيئة العلماء المسلمين مطلقة عليها «جمعة لا لذبح عرسال»، «درءا للفتنة في البلدة»، وقد أظهرت مقاطع فيديو نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، شعارات وهتافات رفعت خلال المظاهرات مؤيدة لـ«داعش» و«النصرة».

وكذلك في طرابلس خرج المصلون عقب صلاة الجمعة من مسجدي الجهاد وحمزة في باب التبانة والقبة، وانطلقوا بالعشرات في شوارع المنطقة، رافعين رايات التوحيد، ورددوا هتافات مستنكرة لما حصل في عرسال.

وكان وزير الصحة العامة وائل أبو فاعور التقى أهالي العسكريين المخطوفين، صباحا. وشدّد بعد اللقاء، على أنه «تحرك بتكليف من النائب وليد جنبلاط (زعيم الحزب التقدمي الاشتراكي)». وأوضح أنه تحدث في الموضوع مع رئيس الوزراء تمام سلام، وأن الأخير «حصل من إردوغان على وعد للمساعدة في هذه القضية». ولفت إلى أن «القرار يعود لأهالي العسكريين المخطوفين بفتح طريق ضهر البيدر أو إبقائه مقطوعا»، داعيا «باسم جنبلاط إلى حسم أمورنا كسلطة سياسية واعتماد مبدأ المقايضة في ملف العسكريين المخطوفين».

من جهتهم، أكد الأهالي أنهم مستمرون في قطع الطريق ويناشدون الجميع التحرك لهذا الملف بأسرع وقت ممكن.

وبينما أشارت المحطة اللبنانية للإرسال (إل.بي.سي) إلى أنّ الموفد القطري في قضية العسكريين وصل إلى بيروت لكنّه لم يعاود مهمّته، قال أمير «جبهة النصرة» في القلمون «إن معركة الجبهة مع حزب الله لم تعد مقتصرة على الحدود والجبال»، مضيفا في تسجيل له نُشر موقع يوتيوب: «إننا استطعنا اختراق الأطواق الأمنية في كل المناطق في لبنان». وتوجه إلى السجناء الإسلاميين في سجن رومية وباقي السجون، الذين وصفهم بـ«الأسرى المسلمين»، بالقول: «قلوبنا عندكم وما هي إلا أيام معدودة وتفرج بإذن الله الكربات».