سفينة سياحية تنقذ مئات اللاجئين السوريين في عرض البحر

طلبات اللجوء للدول الصناعية قد تصل إلى مستوى غير مسبوق منذ 20 عاما

TT

أنقذت سفينة سياحية أكثر من 300 لاجئ، معظمهم سوريون، وبينهم نحو 50 طفلا، قبالة سواحل قبرص، لكن لدى وصولهم إلى الجزيرة رفض نحو 280 منهم مغادرة السفينة مطالبين بنقلهم إلى إيطاليا، قبل أن يوافقوا بنهاية المطاف على النزول إلى ميناء ليماسول. وفي غضون ذلك كشف تقرير أعدته المفوضية العليا للاجئين أن عدد طالبي اللجوء إلى الدول الصناعية قد يصل في 2014 إلى مستوى غير مسبوق منذ 20 عاما، على خلفية الأزمة في سوريا والعراق.

وانتهت أزمة مئات اللاجئين السوريين على متن السفينة السياحية بعد مفاوضات مع السلطات القبرصية. وقال مساعد مدير الدفاع المدني مرينوس بابادوبولوس لوكالة الصحافة الفرنسية: «نزلوا جميعهم من السفينة. وذهبت الشرطة إلى الداخل، ولم تفعل شيئا (تفاوضت فقط)، وحصل كل شيء بهدوء، ووافقوا في النهاية على النزول».

وكان اللاجئون الذين انطلقوا على الأرجح من أحد مرافئ سوريا، بحسب وزارة الدفاع، طالبوا في البداية بالتوجه إلى إيطاليا. وبعد نزولهم من السفينة دخل اللاجئون إلى منشأة أعدتها السلطات لوصولهم، حيث يمكن أن تتوفر العناية لمن يحتاج لها ولتسجيلهم.

وكان عشرات منهم أنهوا الإجراءات نحو الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي (السادسة بتوقيت غرينتش). وقال بابادوبولوس: «إننا مستعدون لنقلهم في أول حافلتين» كي يتمكنوا من التوجه إلى معسكر كوكينوتريميثيا على بعد نحو 10 كيلومترات من العاصمة نيقوسيا، وهناك يمكنهم الاستحمام وتلقي ثياب نظيفة والاستراحة، بحسب الصليب الأحمر.

ولا يزال عشرات من اللاجئين يواصلون في الوقت نفسه الإجراءات التي يمكن أن تستغرق ساعات عدة، بحسب مصدر آخر في المكان طلب عدم كشف اسمه.

وأوضح هذا المصدر أن الصليب الأحمر الذي غادر خلال الليل بعد رفض اللاجئين الـ280 النزول من السفينة، عاد من جديد إلى المكان لمساعدتهم، وأضاف: «إن اللاجئين يبدون متعبين جدا».

وأنقذت السفينة «سالاميس فيلوكسينيا» المركب الذي كان يبحر على مسافة 50 ميلا بحريا في جنوب غربي مدينة بافوس الساحلية بعد إرساله نداء استغاثة، بسبب «الأحوال الجوية الرديئة»، بحسب وزارة الدفاع.

وصعد الركاب الـ345 المركب بينهم 52 طفلا، جاء معظمهم من سوريا، بحسب الشرطة، إلى السفينة التي يبلغ طولها 157 مترا. وعبر مسؤول مرفأ ليماسول جورج بورو عن ارتياحه لإنقاذ اللاجئين بعد حصول حوادث غرق دامية كثيرة في البحر المتوسط في الأشهر الأخيرة، مؤكدا أن جميعهم «في صحة جيدة».

لكن لدى وصولهم إلى الميناء القبرصي نحو الساعة 20:45 بالتوقيت المحلي (17:45 ت.غ)، وبعد مغادرة الركاب السفينة في ليماسول، وجهتهم الأساسية، وافق نحو 65 لاجئا فقط على النزول من السفينة، أما الآخرون فرفضوا مطالبين بنقلهم إلى إيطاليا، رغم رفض الشركة البحرية.

ولا تبعد جزيرة قبرص سوى مائة كيلومتر تقريبا عن الساحل السوري، إلا أنها كانت لا تزال في منأى عموما من تدفق اللاجئين الهاربين من النزاع الذي تشهده البلاد منذ مارس (آذار) 2011.

وفي سياق ذي صلة، أعلنت الأمم المتحدة أن طلبات اللجوء إلى الدول الصناعية شهدت ارتفاعا بنسبة 25% تقريبا في النصف الأول من 2014. لا سيما بسبب النزاعات في سوريا والعراق.

وقدم نحو 330700 شخص طلبات لجوء في إحدى هذه الدول بين يناير (كانون الثاني) ويونيو (حزيران) 2014، مما يعكس ارتفاعا بنسبة 24% على الفترة نفسها من العام الماضي، بحسب تقرير المفوضية العليا للاجئين في الأمم المتحدة، الذي يستند إلى بيانات من 44 بلدا صناعيا.

ويشكل السوريون النسبة الأكبر من طالبي اللجوء، حيث قدموا 48400 طلب في الأشهر الستة الأولى من العام، وهو عدد فاق بأكثر من الضعفين الأرقام المسجلة لعام 2013.

كما شكل النازحون جراء العنف في العراق الغارق منذ أشهر في أعمال عنف جديدة وهجوم جهادي، قسما كبيرا من طالبي اللجوء في النصف الأول من العام (21300 طلب). ويلي هؤلاء النازحون بسبب الاضطرابات في أفغانستان (19300 طلب) وإريتريا (18900 طلب)، بحسب المفوضية.

ولاحظ المفوض الأعلى للاجئين انتونيو غوتيريس في بيان أن هذه الفترة تشهد نشوء عدد كبير من النزاعات في العالم.

ولهذا قد يصل عدد طالبي اللجوء إلى الدول الصناعية هذا العام إلى مستوى غير مسبوق منذ 20 عاما (منذ حروب البلقان)، بحسب توقعات المفوضية العليا، التي تتوقع 700 ألف طلب.0