عبد الله بها الرجل الحكيم وظل ابن كيران

عبد الله بها
TT

ولد الراحل عبد الله بها، الذي عد دائما رجلا حكيما، وظل رفيق دربه عبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة المغربية، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ذي المرجعية الإسلامية، وسط عائلة سوسية (منطقة سوس) سنة 1954 بمنطقة أفران (الأطلس الصغير) بإقليم كلميم، وتابع دراسته الابتدائية بمجموعة مدارس أفران بمسقط رأسه، وحصل على شهادة الباكالوريا (الثانوية العامة) سنة 1975 بثانوية يوسف بن تاشفين بأكادير، وبعد ذلك تابع تكوينه العالي بمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، وحصل على دبلوم مهندس تطبيق في التكنولوجيا الغذائية سنة 1979. واشتغل أستاذا بالمعهد ذاته منذ تخرجه إلى غاية سنة 2002.

وتقلد الراحل في مساره السياسي، منصب عضو الأمانة العامة لحزب الحركة الدستورية الديمقراطية منذ 1996، وشغل منذ سنة 2004 منصب نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية. وفاز بها بمقعد انتخابي بدائرة الرباط - شالة سنتي 2002 و2007. بينما لم يقدم ترشيحه في الانتخابات التشريعية ليوم 25 نوفمبر (تشرين الثاني) 2011. كما شغل منصب رئيس لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب ما بين 2002 و2003. ورئيس فريق العدالة والتنمية من سنة 2003 إلى غاية 2006. واختير نائبا لرئيس مجلس النواب في الفترة الممتدة من سنة 2007 إلى سنة 2008.

وشارك الراحل في الكثير من المحطات السياسية والدعوية، خاصة في حركة الإصلاح والتجديد، ثم حركة التوحيد والإصلاح، قبل تدشين مسار الانضمام إلى حزب الراحل عبد الكريم الخطيب في نهاية عقد التسعينات من القرن المنصرم.

وحسب رفاقه فقد كان بها يتميز بمواقفه المعتدلة والبعيدة المدى في العمل السياسي، إذ كان يعتبر أن المشاركة هي الأصل، والممانعة هي الاستثناء، ويؤكد أنه من الواجب على الحزب أن يمارس تدبير الشأن العام لأن هدفه هو خدمة المجتمع وإصلاح أحواله، وما دام المجتمع تعدديا فالحزب السياسي مطالب بالسعي إلى التدبير المشترك، بينما الدعوة تتجه، في نظره، إلى التعريف بالدين ودعوة الناس إليه.

خاض بها مجال التأليف والبحث، وتشهد له في ذلك مجموعة المقالات والدراسات التي كان ينشرها في جريدة «الإصلاح» التي كان رئيس تحريرها، تحت عنوان «سبيل الإصلاح»، علاوة على مداخلاته في مختلف الملتقيات والمنتديات الحزبية والجمعوية.

وكان أعضاء حزب العدالة والتنمية يطلقون على بها «الرجل الحكيم» الذي يحظى بمكانة خاصة لدى ابن كيران، الذي رافقه منذ منتصف السبعينات. كما كان بها يلقب بأنه العلبة السوداء لابن كيران و«رجل الظل»، و«المهادن»، و«رجل التوافق والحوار»، و«رجل التوازنات» داخل الحزب.