الفلسطينيون يعيشون على إيقاع «شائعات» سياسية

أبرزها إصابة الرئيس بجلطة واستقالة رئيس الوزراء وإقالة محافظ طولكرم

TT

عاش الشارع الفلسطيني هذا الأسبوع وسط سيل متدفق من الإشاعات التي استهدفت، بشكل أو بآخر، النظام السياسي الفلسطيني، حيث أظهرته كجهاز غير قادر على السيطرة على رجالاته، قبل أن يتضح أن الكثير منها لم يكن صحيحا.

وفي حين يبقى مطلق هذه الإشاعات غير معروف، إلا أن خلط أخبار صحيحة بأخرى كاذبة عززت الاعتقاد لدى عدد من المراقبين بأنها قد تأتي من داخل البيت نفسه، وهو ما قد يشير إلى خلافات حقيقية بين كبار المسؤوليين الفلسطينيين. وما يعزز هذه الفرضية هو أن السلطة الفلسطينية بكل مكوناتها، الرئاسة ورئاسة الوزراء وحركة فتح، اضطروا لنفي هذه الشائعات، التي اعتبرها مقر الرئاسة بأنها مدبرة وغير بريئة. وبهذا الخصوص قال المحلل السياسي هاني المصري لـ«الشرق الأوسط» إن «السلطة تعيش في أزمة شاملة، فالخيارات القديمة لم تعد نافعة، وهناك حالة ضعف عام، وهذا يخلف تناحرا داخليا، ويجعل من أي إشاعة قادرة على هز النظام السياسي».

ويعتقد المصري أن الشائعات جاءت من داخل البيت، وقال إنها «جاءت في وقت تعاني فيه السلطة من توتر وعدم ثقة في المستقبل، وهذا التوتر يتزايد في ظل فتح معركة خلافة الرئيس عباس، وعلى أبواب المؤتمر السابع، وبسبب توغل إسرائيل في فلسطين، واستمرار الانقسام والخلافات حول ذلك».

وكان «أسبوع الإشاعات» قد بدأ بنقاش متوتر على الهواء مباشرة، جرى بين عزام الأحمد، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس الوزراء رامي الحمد الله، حول تعيين وزيرة التربية والتعليم خولة الشخشير في حكومة التوافق، وذلك بعد أن أعلن الأحمد في لقاء على تلفزيون فلسطين الرسمي أن تعيين شقيقة زوجته خولة الشخشير في حكومة التوافق كان بطلب من الحمد الله، فاتصل الأخير بمبادرة شخصية منه على الهواء، ليكذبه وأوضح أنه لم يطلب تعيين الشخشير، وهو ما تطور إلى نقاش حاد بين الطرفين. لكن الأمور لم تنته عند هذا الحد، فمباشرة بعد ذلك سرت أخبار متتالية عن إصابة الرئيس عباس بوعكة صحية، واستقالة رامي الحمد الله إثر مشادة كلامية بينهما، قبل أن يضطر عباس للخروج في جولة إلى المواطنين، ردا على تسريب أخبار إصابته بجلطة. وفوجئ الفلسطينيون بالرئيس يتجول مشيا على الأقدام في شوارع رام الله، وهو ما وضع حدا للتكهنات والإشاعات حول صحته.

كما أصدر الحمد الله بيانا نفى فيه «صحة الأنباء التي تداولتها بعض وسائل الإعلام عن استقالة رئيس الوزراء رامي الحمد الله من منصبه».وبسبب تداول هذه الأخبار غير الدقيقة دعت الحكومة الفلسطينية في بيان «وسائل الإعلام إلى توخي الدقة والمهنية في تداول الأخبار الخاصة بحكومة الوفاق الوطني ورئيس وزرائها رامي الحمد الله، وبشكل خاص في ظل المرحلة الدقيقة والحساسة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية، والتحديات التي تواجهها الحكومة على صعيد عملية إعادة إعمار قطاع غزة، وتلبية احتياجات المواطنين في كل المحافظات».