العراق يتجه لإقامة علاقات استراتيجية مع الأردن لمواجهة «داعش»

العبادي والنسور يناقشان التعاون في مكافحة الإرهاب

رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي ونظيره الأردني عبد الله النسور في مؤتمر صحافي في بغداد أمس (رويترز)
TT

أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن لدى حكومته توجها باعتماد سياسة خارجية تقوم على أساس تقوية العلاقات مع دول العالم، وفي المقدمة منها دول الجوار، في وقت تتجه فيه بغداد لتحصين جبهتها الغربية بالتنسيق مع الحكومة الأردنية في مواجهة تنظيم داعش الذي لا يزال يستخدم محافظة الأنبار المترامية الأطراف ملاذا آمنا له لتهديد باقي مناطق البلاد.

وقال بيان صادر عن مكتب العبادي، لدى استقباله رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور أمس في بغداد، إن «العبادي والنسور ناقشا التعاون الثنائي في مجال مكافحة الإرهاب وفي قطاعات الاقتصاد والتجارة والزراعة والصناعة والقطاعات الأخرى». وأشار العبادي، بحسب البيان، إلى «أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين بما يخدم مصلحة الشعبين الشقيقين، إذ إن الحكومة العراقية لديها توجه باعتماد سياسة خارجية تقوم على أساس تقوية العلاقات مع دول العالم ودول الجوار وتعتمد على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية».

من جانبه، أعرب رئيس الوزراء الأردني عن دعم الأردن وتضامنه مع العراق في حربه ضد عصابات «داعش» الإرهابية، وأن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني «حملنا رسالة دعم للعراق ولحكومتكم».

على صعيد متصل، فقد أعلن رئيس الوزراء الأردني عبد الله النسور، خلال مؤتمر صحافي مع نظيره العراقي حيدر العبادي، أنه جاء «لتوصيل رسالة مفادها أننا مع العراق ومع الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة العراقية». وأضاف أن العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني يؤيد الإصلاحات التي تقوم بها الحكومة العراقية، كاشفا عن قيام الأردن بتدريب 64 ألف شرطي مع الاستعداد لتدريب المزيد، فيما أوضح وجود 22 سجينا أردنيا في العراق. من جهته، وفيما عبر العراق عن استعداده لتبادل السجناء مع الأردن، فإن العبادي أعلن أن المتورطين بالإرهاب غير مشمولين بتبادل السجناء بين البلدين.

وعلى صعيد الأزمة الاقتصادية التي يمر بها العراق، قال العبادي خلال المؤتمر الصحافي إن «العراق ليس بلدا مفلسا وفيه إمكانات اقتصادية، لكن لدينا مشكلة مالية وربما تمتد لعام 2016 إذا ما استمر انخفاض أسعار النفط». وفي سياق محاربة «داعش» قال العبادي إن الجانبين عقدا اجتماعات مطولة لمناقشة مختلف القضايا الخاصة بمحاربة الإرهاب و«داعش»، معتبرا أن «التعاون مع الأردن سوف يكون له دور كبير في هزيمة (داعش) بمحافظة الأنبار».

وكان الملك الأردني عبد الله الثاني، وبالتزامن مع زيارة رئيس وزرائه إلى العراق، أعلن من جانبه أن خطر تنظيم داعش بعيد عن الحدود الأردنية، ومع ذلك يسعى الأردن وبالتعاون مع مختلف الأطراف لدعم العشائر في العراق وسوريا، لمواجهته والدفاع عن أراضيهم ضد هذا التنظيم. وطبقا لوكالة «بترا» للأنباء فإن الملك عبد الله أشار إلى وجود «استراتيجية أمنية لمواجهة هذه التحديات ضمن برامج لدى القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية»، لافتا إلى أن «تنظيم داعش الإرهابي هو خطر يتجاوز سوريا والعراق ويستهدف جميع الدول».

من جانبهم، عبر ممثلو كتل سياسية في العراق عن تفاؤلهم بما يشهده البلد من حراك سياسي إيجابي على صعيد علاقاته العربية بعد القطيعة التي شابت تلك العلاقات خلال السنوات الماضية. وقال عضو البرلمان العراقي عن تحالف القوى العراقية ظافر العاني، ويشغل عضوية لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، إن «التحرك الحالي للحكومة العراقية باتجاه دول الجوار والمحيط العربي أمر مهم من شأنه أن يكسر العزلة التي فرضتها الحكومة السابقة التي ترأسها نوري المالكي لا سيما على العلاقات بين العراق ومحيطه العربي». وأضاف العاني أن «الانفتاح على الدول العربية مثل المملكة العربية السعودية والإمارات وقطر وغيرها بعد قطيعة استمرت سنوات لهو أمر مهم، وكذلك على صعيد تنمية العلاقات مع الأردن الذي يحتل أهمية خاصة بالنسبة للعراق نظرا لما يمثله من عمق في كل الميادين».

من جانبه، أكد عضو البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار فارس طه الفارس، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «الأوضاع في محافظة الأنبار لا تزال خطيرة، والأمر يحتاج إلى تنسيق على أعلى المستويات، لأن تنظيم داعش يقوم بحرب إبادة ضد أهالي الأنبار». وأوضح الفارس أن «تأمين الحدود مع دول الجوار يعد عاملا أساسيا في تحقيق الانتصار ضد تنظيم داعش، وبالتالي فإن العمل بهذا الاتجاه وبالتنسيق مع أبناء المحافظة من شأنه أن يسرع من عملية هزيمة (داعش)».