التونسيون في الخارج يتوجهون اليوم إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس جديد للبلاد

المرزوقي يعد بعدم الترشح لولاية ثانية في حال فوزه.. والجبهة الشعبية تدعو لقطع الطريق أمامه

مؤيدون للرئيس التونسي المؤقت والمرشح للانتخابات الرئاسية لمنصف المرزوقي يرفعون الأعلام وصوره في تجمع في مدينة سيدي بوزيد أول من أمس استعدادا للدورة الثانية من الأنتخابات (رويترز)
TT

تبدأ اليوم الانتخابات الرئاسية التونسية في دورتها الثانية في الدوائر الانتخابية بالخارج. وسيفصل التونسيون الموزعون على 7 دوائر انتخابية بين الباجي قائد السبسي رئيس حركة نداء تونس، والرئيس المنصف المرزوقي المرشح المستقل للانتخابات الرئاسية.

وحصل قائد السبسي على نسبة 39.46 في المائة من الأصوات فيما حصل المرزوقي منافسه المباشر على 33.43 في المائة من الأصوات، وهو ما تطلب دورة رئاسية ثانية للفصل بينهما والحصول على أكثر من 50 في المائة من الأصوات.

وتتواصل العملية الانتخابية خارج تونس إلى حدود يوم الاثنين المقبل، فيما تجري الانتخابات داخل تونس في 27 دائرة انتخابية وذلك يوم الأحد المقبل. وكشفت معظم استطلاعات الرأي التي تمنع من النشر وفق القانون الانتخابي التونسي عن تقارب ملحوظ في حظوظ المرشحين، وهو ما يعني أن معظم الناخبين لم يحسموا أمرهم نهائيا تجاه أحد المرشحين.

وقدرت مشاركة التونسيين بالخارج في الدور الأول من الانتخابات الرئاسية بنحو 29 في المائة، في حين أن نسبة المشاركة العامة كانت في حدود 61.8 في المائة. وحصل المرزوقي على أسبقية بين أصوات التونسيين في الخارج في منافسته مع قائد السبسي.

ولا يعول المرشحان كثيرا على أصوات الناخبين خارج تونس ولكن نسبة الإقبال وتوزيع الأصوات قد تكون مؤشرا نسبيا بشأن حظوظ المرشحين والنتائج النهائية للانتخابات الرئاسية.

في غضون ذلك، أعلن المنصف المرزوقي أنه لن يجدد الترشح لولاية رئاسية ثانية في حال جرى انتخابه لرئاسة الجمهورية. وقال: إن الشعب التونسي لن يسمح للثورة المضادة بأن تغتال الثورة التي دفع من أجلها ثمنا باهظا من دماء الشهداء بل يريد نجاح الثورة وتواصلها.

وأورد المرزوقي في تصريحات تلفزيونية أنه سيعمل على ضمان التوازن مع المؤسسة التنفيذية ممثلة في الحكومة المقبلة التي تقودها حركة نداء تونس الفائزة في الانتخابات البرلمانية، وقال: إنه مستعد للتعاون معها. وأضاف أن الاقتصاد ونتائج التنمية والتشغيل هي التي ستفصل بين كل الأطراف السياسية خلال السنوات الـ5 المقبلة.

وبشأن محاربة آفة الإرهاب، قال المرزوقي بأنه سيواصل تنمية قدرات الجيش والأمن ودعم التعاون بين المؤسستين ودعا إلى تجفيف منابع الإرهاب عبر دعم الاعتدال ودعم القدرة الشرائية للتونسيين ومحاربة الفقر.

ومن ناحيتها، عبرت مجموعة من الأحزاب السياسية ذات المرجعية القومية عن مساندتها لقائد السبسي، ودعوا للتصويت لفائدته في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية لتحقيق الحد الأدنى من الاستقرار السياسي والأمني وتجنب الأزمات السياسية (على حد ما ورد في بيان لتلك الأحزاب). ووجهت انتقادات حادة من تلك الأحزاب إلى المرزوقي بسبب قطعه العلاقات الدبلوماسية مع سوريا.

وأعلنت الجبهة الشعبية بتونس موقفها أمس بصفة نهائية والداعي إلى عدم التصويت للمرشح المرزوقي في الدور الثاني للانتخابات الرئاسية لكنها تركت الخيار الحر لأنصارها للتصويت للمرشح الآخر قائد السبسي من عدمه.

ووجهت الجبهة التي تمثل ائتلافا لعدد من أحزاب اليسار وسياسيين مستقلين نداء لعموم التونسيين للتصويت بكثافة في الانتخابات الرئاسية وقطع الطريق أمام صعود المرزوقي إلى سدة الرئاسة.

ويعد هذا الموقف تأكيدا لما أعلنت عنه الجبهة في مرحلة أولى يوم 11 من الشهر الجاري.

وأوضحت الجبهة التي فقدت قياديين اثنين في اغتيالات سياسية، في بيان لها أن المرزوقي كان مسؤولا ضمن الائتلاف الحاكم بقيادة حركة النهضة عقب انتخابات عام 2011 عن فشل الحكم وقيادة البلاد إلى حافة الهاوية.

وكانت الجبهة الشعبية حلت رابعة في الانتخابات التشريعية بفوزها بـ15 مقعدا في البرلمان، كما حل مرشحها حمة الهمامي في المركز الثالث في الدور الأول للانتخابات الرئاسية.

وكانت حركة النهضة التي لم تقدم مرشحا في الانتخابات الرئاسية قد أعلنت حيادها في الدور الأول، وحافظت حتى الآن على الموقف ذاته غير أن أنصارها وقواعدها على الأرض صوتوا بأغلبية واضحة للمرزوقي.

وتعد الجبهة الشعبية المرزوقي المرشح غير المعلن لخصمها اللدود حركة النهضة.