اتساع رقعة المعارك بين «النصرة» و«شهداء اليرموك» في درعا

العداوة بين الفصيلين بدأت بعد إعلان «داعش» نيته التمدد في الجنوب

TT

تصاعدت حالة القلق في محافظة درعا (جنوب سوريا) أمس، نتيجة اتساع رقعة المواجهات العسكرية بين «جبهة النصرة» من جهة، و«لواء شهداء اليرموك» الذي أعلن بيعته لتنظيم داعش، من جهة ثانية، وسقط على أثرها عدد من القتلى من الطرفين خلال الأيام الخمسة الماضية في منطقة وادي اليرموك جنوب غربي درعا.

وقال مصدر عسكري من «الجيش الحر» لـ«الشرق الأوسط»، إن المواجهات بين التنظيمين امتدت إلى قرى «الشجرة» و«سحم» و«نافعة»، ووصلت حتى مشارف «جملة»، وهي قرية قائد «لواء شهداء اليرموك» أبو علي الخال، بعد أن كانت اندلعت في 13 من هذا الشهر على خلفية اتهامات متبادلة، حين أقدم «لواء اليرموك» على اعتقال 3 رجال وامرأة واتهامهم بالتخطيط لاغتيال قائد اللواء أبو علي البريدي الملقب بـ«الخال» لصالح «جبهة النصرة».

وجاء هذا القتال بعد إعلان عناصر في «لواء اليرموك» مبايعتهم تنظيم داعش، ليكون أول خرق يتحقق في الجبهة الجنوبية التي تعد معقلا لـ«جبهة النصرة»، ولطالما كان «داعش» بعيدا عنها.

وتتخوف أوساط عدة داخل حوران من أن تكون الحرب بين «النصرة» و«لواء شهداء اليرموك» «محاولة لخلط أوراق القوى العسكرية في المنطقة الجنوبية من جديد، خاصة بعد التطور الأخير الذي حصل جراء توقيع اتفاقية الدفاع المشترك للجبهة الجنوبية التي جمعت بين أكثر من 50 فصيلا عسكريا، لا وجود لأي فصائل إسلامية ضمنها، وتضم قرابة 35 ألف مقاتل».

وتصاعدت العلاقة العدائية بين كل من «جبهة النصرة» و«لواء شهداء اليرموك» بصورة واضحة منذ أن أعلن تنظيم داعش نيته التمدد في الجنوب السوري، الأمر الذي يوحي باختلاف العلاقة بين «داعش» و«النصرة» داخل درعا عما هي عليه في مناطق أخرى من سوريا. ويعتقد أن ذلك مرده «إلى شخص أبو ماريا القحطاني لما يحمله تجاه (داعش) من حساسية مفرطة، حيث كان القحطاني أميرا في المنطقة الشرقية حين أقدم (داعش) على اجتياح دير الزور»، كما قال مصدر معارض في درعا لـ«الشرق الأوسط».

ولا يستبعد المصدر أن ترخي الحرب التي بدأت، بظلالها على التنظيمين، و«تشهد تصاعدا سريعا في المرحلة المقبلة». ورغم ما يبدو أن ظاهر تلك الحرب يرتبط بخلاف عقائدي بينهما، «فإن ذلك الصراع في حقيقته هو صراع على الموارد بشكل رئيسي، المتمثلة بالمنافذ الحدودية غير النظامية مع الأردن في المنطقة الجنوبية الغربية، التي يتجاور فيها التنظيمان». وتعد أراضي منطقة وادي اليرموك أهم تلك الموارد، كونها الأرض الزراعية المروية في درعا، ولا تزال تعد المصدر الأكبر لطعام سكان محافظة درعا من الزراعة.

واتهمت «النصرة» اللواء بمبايعة تنظيم داعش، وحشدت قواتها في اليوم التالي باتجاه قرية «سحم». وطالبت اللواء بتسليم معتقلي «النصرة» وتسليم قيادات اللواء بمن فيهم أبو علي الخال إلى المحكمة الشرعية الموحدة «دار العدل»، حيث رفعت الجبهة شكوى تنص على مبايعة اللواء لـ«داعش».

وأكد مصدر عسكري في الجيش السوري الحر بدرعا لـ«الشرق الأوسط» صحة اتهامات مبايعة «شهداء اليرموك» «داعش»، إذ «أثبت أن كتيبة قوامها 150 مقاتلا تابعة للواء قامت فعلا بمبايعة التنظيم ورفعت أعلام (داعش) في قرية (جملة)». إلا أن اللواء حاول التنصل من تلك الاتهامات بوضعه شروطا تعجيزية على «النصرة»، تظهر أنه على استعداد لقبول التحكيم لدى دار العدل في حوران، واستعداده لتسليم قادة اللواء بمن فيهم أبو علي الخال «على أن يبقوا في منطقة البصيرة تحت حماية فرقة الحمزة التي تدخلت للوساطة». كما اشترط اللواء أن تسلم «جبهة النصرة» قادتها للمحكمة ذاتها، وهم: أبو ماريا القحطاني أمير «النصرة» في المنطقة الجنوبية، وأبو جليبيب أمير حوران، وسامي العريدي الملقب بأبو معاذ الأردني وهو الشرعي العام لـ«جبهة النصرة» في درعا، على أن يجري ذلك خلال مدة لا تتجاوز 24 ساعة.