السيسي يدعو البرلمان الإثيوبي لإصدار قرار بحق مصر في مياه النيل

الأزهر يرسل وفدا لحل أزمة مسلمي أفريقيا الوسطى

TT

دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الوفد الشعبي الإثيوبي الذي يزور مصر حاليا، إلى قيام البرلمان الإثيوبي بإصدار قرار يشير فيه إلى حق الشعب الإثيوبي في التنمية، وإلى حق الشعب المصري في مياه النيل وفي تأمين مصالحه المائية، مؤكدا أن المؤسسات الدستورية، ومن بينها البرلمانات، تعد جهات مسؤولة عن تحقيق مصالح الشعوب وتعميق العلاقات بين الدول الصديقة. في حين قالت مصادر مسؤولة في مشيخة الأزهر، إن «شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وعد بإرسال وفد من بيت العائلة المصرية إلى أفريقيا الوسطى لحل مشكلة المسلمين والمسيحيين، وذلك خلال لقائه أمس رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى كاترين سامبا بانزا». واستقبل الرئيس السيسي بمقر الرئاسة في مصر الجديدة، وفدا إثيوبيا شعبيا موسعا، برئاسة رئيس البرلمان الإثيوبي وعضوية عدد من ممثلي مختلف أطياف الشعب الإثيوبي والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، بحضور سامح شكري وزير الخارجية، والسفير محمد إدريس سفير مصر في أديس أبابا، والدكتور محيي الدين عفيفي الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية بالأزهر، والأنبا بيمن ممثلا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ومن الجانب الإثيوبي حضر سفير إثيوبيا في القاهرة. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة، إن «الرئيس استهل اللقاء بتأكيد أن مصر تبدأ حقبة جديدة للانفتاح على أفريقيا، ولا سيما مع إثيوبيا، كما نوه إلى استعداده لزيارة البرلمان الإثيوبي ومخاطبة نواب الشعب الإثيوبي، لتأكيد أن مصر تتمنى لإثيوبيا ولشعبها الصديق كل التوفيق والتنمية والازدهار، ومنوها بضرورة التعاون من أجل الإعمار والبناء والتغلب على التحديات التي تواجه الشعبين المصري والإثيوبي.

وأشار الرئيس المصري إلى اللقاء السابق الذي جمعه برئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، والذي شهد تأكيدا على أن الجانب المصري لا يمكن أن يقف في وجه حق الشعب الإثيوبي في التنمية، وتشديدا من الجانب الإثيوبي على الحفاظ على حق المصريين في الحياة والحفاظ على مصالحهم المائية، مع تأكيد أن نهر النيل وإن كان يمثل للإثيوبيين مصدرا للتنمية فإنه بالنسبة للمصريين مصدر للحياة وليس فقط للتنمية، فحصة مصر من المياه ظلت ثابتة عند 55.5 مليار متر مكعب منذ أن كان تعداد سكانها أقل من 20 مليون نسمة ووصل الآن إلى 90 مليون نسمة. ونوه الرئيس المصري إلى ثقته الكاملة بأن أبناء الشعب الإثيوبي لن يقوموا بإلحاق الضرر بأشقائهم المصريين ولو عن طريق نقص قطرة واحدة من مياه النيل، وقد شدد الرئيس على أن الإرادة السياسية والنيات الطيبة يجب أن يتم إثباتها من خلال إجراءات عملية تحيل التوافقات السياسية إلى حقائق واقعية.

وتأتي زيارة وفد إثيوبيا الشعبي لمصر في وقت تجري القاهرة مفاوضات مع دولتي إثيوبيا والسودان، للوقوف على احتمالية وجود أضرار قد يتسبب فيها سد النهضة الإثيوبي على دولتي المصب (مصر والسودان)، وعقدت في أغسطس (آب) الماضي جولة من المفاوضات في الخرطوم ضمت وزراء الري والموارد المائية من مصر والسودان وإثيوبيا بشأن أزمة سد النهضة، وتم الاتفاق على تكليف مكتب استشاري لإعداد دراسة تفصيلية حول تأثيرات السد على مصر والسودان، على أن يتم حسم الخلاف في مدة أقصاها 6 أشهر تنتهي في مارس (آذار) المقبل، وتكون نتائجها ملزمة للجميع.

وأضاف المتحدث باسم الرئاسة المصرية، أن الرئيس السيسي أكد أنه لا يتعين اختزال العلاقات المصرية - الإثيوبية في موضوعات مياه النيل، إذ إن هناك الكثير من الفرص الواعدة للتنمية بين البلدين، كما يتعين تكثيف التعاون بين البلدين في مجال مكافحة الإرهاب، لا سيما في ضوء انتشاره في عدد من الدول الأفريقية، مؤكدا أن سبل مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تقتصر على الجوانب العسكرية، وإنما تتم أيضا من خلال تحقيق التنمية ومكافحة الفقر.

من جانبه، نقل رئيس البرلمان الإثيوبي تحيات وتقدير رئيس الوزراء الإثيوبي، مشيدا بالمنحى الإيجابي لمصر في إدارتها علاقاتها مع إثيوبيا، مشيرا إلى أن البرلمان الإثيوبي يدعو الرئيس السيسي لزيارته ومخاطبة نواب الشعب الإثيوبي.

وأكد رئيس البرلمان الإثيوبي أن الشعب الإثيوبي لا يفكر إطلاقا في إلحاق الضرر بأشقائه المصريين، وإنما تنحصر أهدافه فقط في تحقيق التنمية، ليس فقط لإثيوبيا ولمصر وإنما للقارة الأفريقية بأكملها، وذلك عبر التعاون والعمل المشترك مع مصر.

وأكد أعضاء الوفد الإثيوبي أن «نهر النيل سيظل مصدرا للتفاهم والتعاون والعمل المشترك.. ولن يكون أبدا نقطة للخلاف».

في غضون ذلك، استقبل الدكتور الطيب شيخ الأزهر، رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى كاترين سامبا بانزا، والوفد المرافق لها بمقر مشيخة الأزهر أمس، وأكد الطيب ضرورة إيجاد صيغة مناسبة تحقق التعايش السلمي بين أطياف ومكونات شعب أفريقيا الوسطى حتى ينعم بالأمن والاستقرار، والأزهر يمكنه المساهمة في تحقيق ما يؤدي إلى السلام بين كل أبناء شعب أفريقيا الوسطى، مضيفا أن «المسلمين والمسيحيين على أرض مصر عاشوا معا أكثر من 14 قرنا، ولم يسجل التاريخ حدوث مواجهات بينهم بسبب الدين»، وقالت مصادر مسؤولة في مشيخة الأزهر إن «شيخ الأزهر وعد بإرسال وفد من بيت العائلة المصرية إلى أفريقيا الوسطي لحل مشكلة المسلمين والمسيحيين».

من جانبها، أكدت كاترين سامبا بانزا، أن «مجتمع أفريقيا الوسطى كان ينعم بالسلام والاستقرار، يعيش فيه المسلمون والمسيحيون معًا؛ إلا أن هناك من ساعد في إشعال الصراع بين أبناء شعبنا»، مضيفة أنها «تعمل من أجل استعادة الأمن والاستقرار في البلاد بمساعدة الأمم المتحدة والدول الأفريقية حتى بدأت الأوضاع بالهدوء».

وأشارت رئيسة جمهورية أفريقيا الوسطى إلى أنها تنتهز فرصة وجودها هنا لتعلن للعالم أنها حضرت للأزهر ليبارك الله مهمتها في عملها على استتباب الأمور وعودة الاستقرار إلى بلادها.