ليبيا: الفريق أول حفتر يستبق تعيينه قائدا للجيش بالتأكيد على مكافحة الإرهاب

معلومات عن انشقاق نواب «فجر ليبيا» وانضمامهم للبرلمان في طبرق

قوات من «فجر ليبيا» خارج ميناء سدرة النفطي أول من أمس (رويترز)
TT

استبق أمس اللواء خليفة حفتر، قائد عملية الكرامة العسكرية ضد المتطرفين في ليبيا، قرارا متوقعا ورسميا من البرلمان الليبي بترقيته إلى رتبة الفريق أول وتعيينه قائدا عاما لقوات الجيش الوطني الليبي، بالتأكيد على أن الجيش هو الدرع الواقية للوطن والمواطن مما وصفه بـ«عبث العابثين وكيد الكائدين».

وقال حفتر، في سلسلة تغريدات له نشرها حسابه الرسمي على موقع «تويتر» للتواصل الاجتماعي «نتشرف بأن نقدم أرواحنا ليحيا الشعب ويعيش أبناء الوطن حياتهم الرغدة الكريمة، كما يختارون ويريدون. لا تستمعوا لقنواتهم وأكاذيبهم»، معتبرا أن «الفتن التي يبثها الأعداء تتم بمنتهى الدهاء ووفق مخططات نعرف مصدرها الأجنبي جيدا». وتابع «لقد أكمل الله لنا الدين، وأتم علينا نعمته، ولن نقبل من أحد بأن يأتينا بدين جديد يفرضه علينا بالتفجير وقطع الرؤوس ونشر الخراب.. ولن نرضخ له».

وقال حفتر «لن نرضى بغير الإسلام دينا.. الإسلام الذي جعل من قتل نفس واحدة كمن قتل الناس جميعا، وبالمقابل من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا». وخاطب مواطنيه قائلا «لا تسمحوا لهم بأن ينتصروا بالفتنة وأساليبها التي ينفخون فيها بينكم وبين بعضكم بعضا، أو بينكم وبين جيشكم ومؤسساتكم، بعد أن خسروا في ميادين الرجال». وشدد على أن «ليبيا لم ولن تكن يوما أرضا خصبة للإرهاب والتطرف كما يزعم البعض، فتاريخها يخبرنا عن تشربها لقيم الإسلام السمحة منذ أن اعتنقت هذا الدين العظيم»، لافتا إلى أن «ليبيا تفهم الإسلام على أنه بناء لا هدم، حب لا حقد، علم لا جهل، انفتاح لا انغلاق».

إلى ذلك، أعلنت مصادر في مجلس النواب الذي يتخذ من مدينة طبرق بأقصى الشرق الليبي مقرا مؤقتا له أن مجموعة من النواب المقاطعين لجلسات المجلس والمحسوبين على ما يسمى بعملية «فجر ليبيا» قد انشقوا عنها، وأن بعضهم وصلوا بالفعل إلى مدينة طبرق. ونقلت قناة «ليبيا الدولية» عن مصدر رفض تعريفه لأسباب أمنية عودة اثنين من نواب المقاطعة، بينما قالت مصادر أخرى إن ثلاثة نواب من الجنوب والغرب الليبي الموالين لـ«فجر ليبيا» قد وصلوا إلى مقر المجلس، مشيرة إلى أن عشرة نواب آخرين سيعلنون انشقاقهم أيضا الأسبوع المقبل.

من جهته، ندد تحالف القوى الوطنية مجددا بكل عمليات العنف الممارس ضد المدنيين خصوصا النشطاء والسياسيين والحقوقيين أصحاب الرأي والكلمة. وأعرب عن تخوفه البالغ من هذه العمليات التي تحولت إلى سلوك ممنهج تنتهجه الميليشيات والمجموعات المسلحة الإرهابية لإسكات صوت المخالفين لهم في الرأي.

واستنكر التحالف، الذي يقوده الدكتور محمود جبريل، في بيان أصدره أمس وتلقت «الشرق الأوسط» نسخة منه، محاولة اغتيال الدكتور فيصل الكريكشي، الأمين العام السابق للتحالف، و«الذي أرادت بعض الأيادي الآثمة أن تغتاله لمجرد أنه يختلف معهم فقط». ومن جهته، حل أمس عمر الحاسي، رئيس ما يسمى بحكومة الإنقاذ الوطني التي تسيطر بقوة السلاح على العاصمة طرابلس ولا تلقى أي اعتراف دولي، بشكل مفاجئ في مدينة مصراتة بغرب البلاد للوقوف على احتياجات المدينة، وتفقُد عدد من مؤسساتها المدنية والصناعية.

ونقلت وكالة الأنباء الموالية لحكومة الحاسي، في أول زيارة له إلى مدينة مصراتة منذ إعلان تشكيل الحكومة في بداية سبتمبر (أيلول) الماضي، عنه قوله إن حكومته لم تتسلم ميزانية حتى الآن، رغم تعهد محافظ مصرف ليبيا المركزي بصرف الربع الأخير من ميزانية عام 2014 للحكومة في حال حكمت المحكمة الدستورية بحل مجلس النواب. وزعم الحاسي أن العالم بدأ الآن يتوافد على حكومته ويُقدم عروض خدماته، مشيرا إلى أن حكومته التقت أول من أمس وفدا أميركيا في لقاء وصفه بـ«الأكثر من جيد»، من دون أن يعطي مزيدا من التفاصيل.

من جانبها، أعلنت المؤسسة الوطنية للنفط أنها ستبقى مستقلة، وطمأنت مشتري النفط الأجانب بأنها ستنأى بنفسها عن الصراع الدائر في البلاد، مشيرة في بيان لها إلى أنها باعتبارها الكيان الشرعي الوحيد الذي يمثل ويتصرف بالنيابة عن قطاع النفط والغاز الليبي فإنها ستواصل شراكاتها مع شركات النفط الدولية.

وتزامنت هذه التطورات مع دعوة المكتب الإعلامي لعملية «فجر ليبيا» لجنة الاقتصاد والمالية بالمؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية ولايته، ومصرف ليبيا المركزي وحكومة الحاسي، إلى سرعة وضع لجان أزمة مالية واقتصادية تعمل بأقصى سرعة لوضع حلول عاجلة لما قد يحدث من أزمة مالية وانهيار اقتصادي في ليبيا نتيجة لإيقاف تصدير النفط الخام على مدى أكثر من عام ونصف العام جراء حصار الموانئ والحقول النفطية. ودعا المكتب مصرف ليبيا المركزي وحكومة الحاسي إلى تتبع حالة أسعار العملة الصعبة بالسوق الموازية، محذرا من انهيار قيمة الدينار الليبي مقابل الدولار وحدوث غلاء رهيب في أسعار السلع وسط تدني مستوى الدخل للفرد.

إلى ذلك، أكد رئيس المجلس المحلي بسرت، ورئيس لجنة الأزمة، أن الأوضاع بالمدينة مستقرة وتسير بشكل طبيعي، نافيا ما يشاع عن وجود نقص في السلع الغذائية والمحروقات بالمدينة. كما نفى المجلس التسييري والشورى بمدينة الرابطة صحة بيان منسوب لكتيبة «شهداء الواجب» بالرابطة تعلن فيه انضمامها لعملية الكرامة، مشيرا إلى أنه لا توجد أي كتيبة بالرابطة تحمل هذا الاسم.