العاهل الأردني: خطر «داعش» بعيد عن حدودنا

أكد أن «الحرب ضد التطرف هي حربنا وليست حرب الغرب.. ولذا يجب محاربته في البيت والمدرسة وفي كل مكان»

الملك عبد الله الثاني
TT

أكد العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أن خطر تنظيم داعش بعيد عن الحدود الأردنية، ومع ذلك يسعى الأردن وبالتعاون مع مختلف الأطراف لدعم العشائر في العراق وسوريا، لمواجهة «داعش» والدفاع عن أراضيهم ضد هذه التنظيمات.

وقال الملك عبد الله الثاني، خلال زيارة تفقدية للبادية الجنوبية، إن «القوات المسلحة الأردنية تقوم بواجبها تجاه الأشقاء والجيران العرب، وبما يتوافق مع شعار (الجيش العربي) الذي يحمله منتسبوها، وهو واجب تاريخي وفخر للأردنيين، وليس من الصدفة أن جاء هذا الشعار الذي يعطي دورا إيجابيا كبيرا للأردن». وقال «هناك استراتيجية أمنية لمواجهة التحديات، ضمن برامج لدى القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية».

ولفت الملك عبد الله الثاني، خلال اللقاء الذي ضم وجهاء وشيوخ عشائر، أن تنظيم داعش الإرهابي هو خطر يتجاوز سوريا والعراق ويستهدف جميع الدول. وقال «أرى أن هناك تحديات داخل العالم العربي والإسلامي، وعلينا كعرب ومسلمين أن نتصدى لها، وهذا ما يتم الحديث عنه خلال زياراتي إلى الخارج، فاليوم حرب التطرف هي حربنا وليست حرب الغرب، ولذا يجب محاربة التطرف في البيت والمدرسة والشارع وفي كل مكان».

وبين الملك عبد الله الثاني أن «التطرف مشكلة كبيرة، خصوصا في ظل وجود فقر وبطالة، ولا يجوز أن نبقى نتحدث عن المشاكل خارج الأردن ونغفل الوضع الداخلي، ولذا سنركز باستمرار على الوضع الاقتصادي في الداخل، خصوصا مشكلتي الفقر والبطالة، وإيجاد فرص عمل جديدة».

وحول تداعيات الأزمة السورية، بيّن الملك عبد الله الثاني أن «الأردن مع الحل السياسي للأزمة السورية، ونحن نعمل بهدف التوصل إلى هذا الحل». وأكد العاهل الأردني اعتزازه العميق وفخره «بأهلنا في البادية الجنوبية»، الذين هم جزء أصيل وأساسي في نسيج المجتمع الأردني الواحد.

وشدد الملك عبد الله الثاني خلال لقائه، أول من أمس الأربعاء، على أن هذا اللقاء يأتي في إطار «التواصل الدائم مع أهلي وإخواني في البادية الجنوبية، وحرصي على الاستماع لهم في كل ما من شأنه خدمتهم وخدمة أردننا العزيز». وقال «فخور بأن أكون بين إخواني النشامى، إخواني بدو الجنوب، وأن أستمع منكم إلى التحديات التي تواجهكم، والتي تتمثل بالوضع الاقتصادي داخل البلد، لعلمي أنه يتصدر سلم الأولويات، خصوصا مشكلتي الفقر والبطالة، ولنتمكن من إيجاد حلول لها».

ولفت الملك إلى أنه «سيتم التركيز بشكل أكبر على المشاريع التنموية في الجنوب للحد من الفقر والبطالة، بالإضافة إلى توسعة فرص التجنيد في القوات المسلحة الأردنية والأجهزة الأمنية، وأتطلع لأن يكون عام 2015 بداية للتحسن على مختلف المستويات».

ووجه الملك عبد الله الثاني لتحسين الواقع التربوي في مناطق البادية الجنوبية، داعيا إلى ضرورة ربط التخصصات الجامعية التي يدرسها جيل الشباب بمتطلبات السوق لضمان حصول الخريجين على وظائف عمل تساعدهم في بناء مستقبلهم. وأوعز إلى تنفيذ عدد من المشاريع ذات الأولوية في قطاعات الصحة والتدريب المهني والإسكان والتعليم.

من جانبه، أكد العين محمد عودة النجادات على أن أبناء البادية الجنوبية كانوا على الدوام ولا يزالون عند حسن ظن قيادتهم الهاشمية جندا من جنود الوطن، ويقفون خلف الملك في السير بالأردن نحو المستقبل الأفضل.

وثمن مواقف الملك تجاه القضايا العربية والإسلامية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف، خصوصا المسجد الأقصى، والوقوف إلى جانب الأشقاء في مصر والعراق وسوريا. وأوضح النجادات أن «أبناء البادية الجنوبية يدركون حجم التحديات التي تواجه وطنهم، لا سيما خطر التطرف والتنظيمات الإرهابية، والتي تتحدث باسم الإسلام وهو منها براء»، مؤكدا أن الأردن كان وما زال وسيبقى البلد الآمن والمستقر بقيادة الملك وبهمة وعزيمة أبنائه.