بان يزور الدول المتضررة بـ«إيبولا» دعما لجهود تطويق الوباء

الأمين العام للأمم المتحدة دعا إلى اتباع قواعد حذرة خلال دفن الضحايا لتفادي انتشار المرض

بان كي مون يخضع لقياس درجة حرارته أثناء وصوله إلى «مطار روبرتس الدولي» بالعاصمة الليبيرية أمس (رويترز)
TT

أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مستهل جولة بدأها أمس إلى دول غرب أفريقيا، حيث ينتشر إيبولا، التزام الأسرة الدولية بالسعي لتطويق الوباء، وحث السكان المحليين على اتباع القواعد الصحية وسط مؤشرات على أن إجراءات الدفن المتبعة في المنطقة لا تزال تسهم في نشر المرض.

وأوضح بأن بعد وصوله إلى ليبيريا، أمس، أن جولته تهدف لإبراز جهود مكافحة إيبولا، وتوجيه الشكر لمئات المنظمات وآلاف العاملين في قطاع الصحة الذين شاركوا فيها. وقال: «هدفنا هو أن نرى آخر حالة للمرض. نريد أن نقنع المجتمعات المحلية بأن هذه العملية مؤقتة، وأننا نحترم تماما التقاليد الثقافية، لكن في هذه الفترة من المهم التقيد بالقواعد الصحية».

وتشير التقارير إلى تقاليد الدفن في دول غرب أفريقيا، وما تتضمنه من تغسيل الميت، تسهم في نشر المرض. وقال تييري جوفو منسق عمليات الطوارئ التابعة لمنظمة الأمم المتحدة في سيراليون: «لا نزال بحاجة إلى تحسين الوعي بالمرض. التقط 70 في المائة من الأشخاص الذين نعالجهم في مركزنا في فريتاون العدوى خلال مآتم».

واجتمع بان أمس مع الرئيسة الليبيرية إيلين جونسون سيرليف، ثم مسؤولي بعثة الأمم المتحدة لمكافحة «إيبولا» وبعثة الأمم المتحدة في ليبيريا قبل أن يزور وحدة طبية يشرف عليها الجيش الأميركي. ثم توجه إلى فريتاون عاصمة سيراليون، البلد الذي سُجل فيه العدد الأكبر من الإصابات، وما زال يشهد عدوى كبيرة (أكثر من 8500، أي نحو نصف الإصابات). وتزامن وصول بان إلى هذا البلد مع بدء حملة تشمل كل منزل، ويُفترض أن تستمر حتى نهاية السنة في الغرب، المنطقة التي يسجل فيها أكبر انتشار للمرض من أجل «كسر سلسلة انتقال الفيروس». وكان بان بدأ جولته، مساء أول من أمس، من العاصمة الغانية، حيث يوجد مقر بعثة الأمم المتحدة لمكافحة إيبولا. وقال خلال لقائه مع الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما إن «الأمم المتحدة ستقف إلى جانب سكان المنطقة إلى أن نتأكد أنه ليست هناك إصابات» بـ«إيبولا». وتفيد آخر حصيلة نشرتها منظمة الصحة العالمية في 14 ديسمبر (كانون الأول) الحالي بأن موجة الوباء الحالية، وهي الأخطر منذ اكتشاف الفيروس في غرب أفريقيا في 1976، وبدأت في ديسمبر 2013 في جنوب غينيا أدت إلى وفاة 6913 شخصا من أصل 18 ألفا و603 أصيبوا بالمرض. وأكثر من 99 في المائة من هؤلاء موجودون في ليبيريا وغينيا وسيراليون. وما زال عدد الوفيات المسجلة أقل من الواقع حسب المنظمة التي قالت إن نسبة الوفيات تشكل 70 في المائة في الدول الـ3.

ويزور بان كي مون، اليوم (السبت)، كوناكري في غينيا، حيث دمر حريق لم يُحدد سببه، أول من أمس، مستودعا في المطار يضم مواد مخصصة لمكافحة إيبولا. وقال المستشار القانوني لشركة إدارة مطار كوناكري عبد القادر بامبونو إن الكارثة لوحظت «بعد أن كانت النيران قد دمرت جزءا كبيرا من المستودع».

وأضاف أن «كمية كبيرة من المواد المخزنة في المطار من قبل برنامج الغذاء العالمي تبخرت». وأكدت بعثة الأمم المتحدة لمكافحة إيبولا أن حريقا وقع في «مستودع في غينيا يحوي أدوية ومعدات مخبرية تستخدم في مكافحة إيبولا»، موضحة أنه «لم يسبب ضحايا بل خسارة مؤسفة في المخزون»، إلا أنه لم يصل إلى معدات الحماية المخزنة في مكان قريب.

ويختتم الأمين العام للأمم المتحدة جولته اليوم في باماكو بمالي، التي كانت آخر الدول التي وصل إليها المرض، لكن لم يعد فيها مصابون ولم تسجل فيها إصابات جديدة منذ أسابيع. ويُعدّ بان أرفع مسؤول يقوم بجولة في الدول التي ينتشر فيها «إيبولا» منذ بداية انتشار المرض. والرئيس غير الأفريقي الوحيد الذي توجه إلى المنطقة هو الفرنسي فرنسوا هولاند الذي زار غينيا في 29 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.