«النصرة» تستولي على عتاد للجيش السوري وتتجه نحو مطار «أبو الظهور»

أكثر من 700 قتيل مدني إثر غارات جوية نفذتها طائرات النظام خلال شهرين

مقاتلون من جبهة النصرة لحظة استيلائهم على دبابة عسكرية من قوات النظام السوري في ريف حلب أول من أمس أ.ف.ب))
TT

بدأ تنظيم «جبهة النصرة» بحشد مقاتليه شرق مدينة إدلب في شمال سوريا، متوجها إلى مطار «أبو الظهور» العسكري الخاضع لسيطرة القوات الحكومية السورية، بعد أيام على استحواذه على 35 دبابة وعدد من الآليات العسكرية والذخائر والمدافع من قاعدتين عسكريتين بريف معرة النعمان جنوب إدلب.

وتأتي هذه التحركات، بموازاة توثيق مقتل وإصابة ما يقارب الـ3500 مدني في أنحاء سوريا، خلال شهرين، جراء القصف الجوي الذي اعتمدته القوات الحكومية خلال هذه الفترة، واستهدفت عدة مناطق في محافظات دير الزور، وحمص، ودمشق، وريف دمشق، واللاذقية، والقنيطرة، وحماه، وحلب، وإدلب، ودرعا، والحسكة والرقة.

وتطورت وتيرة العمليات العسكرية في ريف معرة النعمان في إدلب، بعد سيطرة «جبهة النصرة» وحلفائها من الكتائب الإسلامية على نحو 35 دبابة و20 ناقلة جند محملة بالذخيرة، وما لا يقل عن 1500 قذيفة دبابة، أثناء سيطرتها على معسكري وادي الضيف والحامدية في محافظة إدلب، كما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مشيرا إلى أن هذا الكم من الذخيرة «يمكنها من فتح جبهة قتال مع قوات النظام قد تستمر لأشهر».

ورصد ناشطون سوريون في الشمال أرتالا تابعة لتنظيم «النصرة» متوجهة شرقا، باتجاه مطار أبو الظهور العسكري الذي يعد أبرز معاقل النظام السوري في ريف إدلب، بعد فقدانه السيطرة على معسكري الحامدية ووادي الضيف مطلع الأسبوع الحالي. وقال ناشطون بأن التحركات العسكرية بالدبابات وناقلات الجند والمدافع الثقيلة «كانت تتجه شرقا، ما يعني أن الحشود العسكرية التابعة للنصرة تنوي التحضير لمهاجمة مطار أبو الظهور».

وتعززت هذه الفرضية، بإعلان المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الطيران الحربي نفّذ 5 غارات على مناطق في بلدة أبو الظهور وقرى الدبشية ورسم ززو والراعفية والمجرزة بمحيط مطار أبو الظهور العسكري، من غير الإشارة إلى سقوط قتلى.

ويشكك معارضون بأن تتمكن «النصرة» من مهاجمة مطار أبو الظهور العسكري، من غير تنسيق مع قوات تنظيم «داعش». وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن لـ«الشرق الأوسط» إن شن الهجوم من قبل «النصرة» أو «داعش»: «يستحيل تحقيقه دون تنسيق بين الفريقين كونهما يتقاسمان مناطق تحيط بالمطار»، موضحا أن داعش «تقدم من شرق سوريا إلى القرى المحيطة بمدينة خناصر عبر البادية الممتدة إلى ريف حمص ثم دير الزور». وقال: إن «الخلافات بين التنظيمين، تجعل من الصعب شن أحدهما الهجوم من غير تنسيق مع الآخر، منعا لوقوع اشتباكات داخلية»، علما بأن المطار «بات يقع بين مناطق تواجد التنظيمين».

ويتواجد مقاتلو «داعش»، بحسب عبد الرحمن، شرق مطار أبو الظهور العسكري، فيما يتواجد مقاتلو «النصرة» وحلفائها، غرب المطار. ويقع المطار في منطقة صحراوية، شرق مدينة سراقب التي خرجت عن سيطرة النظام منذ العام 2012. ويعتبر أكبر نقطة عسكرية مؤثرة للنظام في المنطقة. ويستخدم المطار بشكل أساس كقاعدة انطلاق للطائرات المروحية التي يعتمد عليها النظام بشكل كبير في الأشهر الأخيرة لقصف معاقل المعاقل في شمال سوريا.

وفي هذا السياق، وثّق المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس، تنفيذ القوات النظامية خلال الشهرين الماضيين، 2973 غارة جوية نفذتها طائرات النظام الحربية والمروحية على عدة مناطق في قرى وبلدات ومدن سورية. ونفذت طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 1611 غارة، استهدفت عدة مناطق في 12 محافظة سورية، بينما قصفت طائرات النظام المروحية بـ1362 برميلا متفجرا، عدة مناطق في محافظات حمص، حماه، إدلب، درعا، الحسكة، حلب، القنيطرة، اللاذقية وريف دمشق.

وقال المرصد السوري إن تلك الغارات أسفرت عن مقتل 735 مواطنا مدنيا، من بينهم 155 طفلا دون سن الثامنة عشرة، و133 مواطنة فوق سن الـ18، و447 رجلا، نتيجة القصف الجوي، إضافة إلى إصابة أكثر من 2800 آخرين من المدنيين بجراح، وتشريد عشرات آلاف المواطنين.

في غضون ذلك، أفاد ناشطون بالعثور على عدّة مقابر جماعية في معسكر وادي الضيف بريف إدلب الجنوبي، الذي سيطرت عليه المعارضة الأسبوع الماضي. ونقل «مكتب أخبار سوريا» عن الناشط الإعلامي المعارض علاء الدين الإدلبي، قوله إن قوات المعارضة «وجدت مقبرة جماعية عند حاجز الزعلانة في معسكر وادي الضيف تحوي جثثا لجنود تابعين للجيش السوري النظامي، تم التعرف عليهم من خلال زيهم العسكري، كما عُثر على بئر يحوي جثثا لمقاتلين من المعارضة تمت تصفيتهم خلال الاشتباكات التي كانت دائرة بين الطرفين في المعسكر».

ويقع معسكر وادي الضيف شرق مدينة معرة النعمان الاستراتيجية، بينما يقع الحامدية المحاذي لقرية الحامدية جنوب المدينة على طريق دمشق - حلب.

وتسبب سقوط معرة النعمان بقطع طريق أساسي للإمداد بين دمشق وحلب (شمال) على القوات النظامية. ومنذ ذلك الوقت، حاولت القوات النظامية مرارا استعادة المدينة، فيما سعت مجموعات من المعارضة المسلحة على مدى عامين إلى إسقاط المعسكرين، من دون أن تنجح في ذلك.