إسرائيل تقرر سحب جواز السفر من فلسطينيي 48 الذين ينضمون لـ«داعش»

الخالدي أصيب بجراح خلال معارك ويعالج حاليا في أحد مستشفيات إسطنبول

TT

قرر وزير الداخلية الإسرائيلي، غلعاد أردان، الامتناع عن تجديد جواز سفر الشاب مهران خالدي (مواطن عربي في إسرائيل)، الموجود حاليا في تركيا. وادعى أردان أن الخالدي موجود في العراق وانضم إلى تنظيم داعش هناك.

وأوضح أردان، أن الحكومة قررت أن تنتهج سياسة جديدة في هذا المجال، حيث كان متبعا في السابق تجديد جوازات سفر المواطنين الإسرائيليين الذين وجدوا في سوريا، واعتقالهم والتحقيق معهم بعد عودتهم إلى البلاد. وقد بلغ عدد الشبان العرب من إسرائيل الذين انضموا إلى «داعش» ووصلوا إلى سوريا والعراق، 45 شخصا، عاد منهم 7 أشخاص يخضعون، حاليا، للمحاكمة. ولكن السياسة الجديدة للحكومة في سحب جواز سفرهم ونزع المواطنة عنهم، لا تنسحب على الذين عادوا في الشهور الماضية، بل على الخالدي ومن يعود إلى إسرائيل من الشبان الباقين.

وكان الخالدي، وهو من سكان الناصرة، قد ترك البلاد في مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وقطع الاتصال مع أسرته، التي شككت بأنه مثل غيره من الشبان الذين سبقوه، سافر إلى تركيا وانضم إلى «داعش» ثم ذهب إلى العراق. وقال أحد أفراد عائلة الخالدي، في حديث مع «الشرق الأوسط»، أمس، إنه بعد جهود كبيرة، تمكنت العائلة من الاتصال بابنها وأقنعته بالعودة إلى تركيا كي تعيده إلى إسرائيل. ولكنه عندما عاد إلى تركيا تبين أنه أصيب بجراح بالغة خلال المعارك كما يبدو. وهو يعالج حاليا في أحد مستشفيات إسطنبول، من دون أي وثائق رسمية أو جواز سفر.

ومن المعروف من حالات سابقة، أن الشبان العرب في إسرائيل الذين انضموا إلى «داعش»، قاموا بإحراق وثائقهم الرسمية، إما بشكل سري، كي لا يتم ضبطها ومعرفة هويتهم الإسرائيلية، أو بشكل علني في إطار التظاهر والتبجح. وهناك من يدعي أن التنظيم يأخذ جوازات سفرهم كي يمنعهم من الهرب.

وكان والد الشاب قد توجه إلى إسطنبول قبل أسبوعين لإعادة ابنه، وتوجه إلى السفارة الإسرائيلية طالبا الحصول على جواز سفر بديل لأبنه، لكن طلبه لم يلق ردا حتى أمس، رغم تبليغه من قبل السفارة بأنه تم إعداد المستندات كافة وإرسالها إلى الجهات المعنية في إسرائيل. وتوجهت العائلة بواسطة المحامي حسين أبو حسين، إلى المستشار القانوني لدائرة السكان ونيابة الدولة، طالبة إصدار جواز لابنها. وقالت وزارة الخارجية إنها تسلمت كل الأوراق المطلوبة، لكن مسألة التصديق على إصدار جواز سفر تعود إلى وزارة الداخلية. وهنا كانت المفاجأة، إذ أعلن وزير الداخلية غلعاد أردان، انه قرر سحب جواز الشاب. وأضاف: «سيتم استخدام إجراء سحب المواطنة ضد المتورطين في الإرهاب، وهذه هي سياستي. وأنا أنتظر الحصول على توصيات من جهات الأمن لفحص إجراء سحب المواطنة من خالدي قبل المصادقة على عودته إلى البلاد. فالحديث كما يبدو عن شخص تم تدريبه على قتل الناس من قبل أحد أقسى تنظيمات الإرهاب، وعليّ التفكير جيدا في مسألة السماح بعودته إلى البلاد».

وقال المحامي أبو حسين معقبا، إن أردان سارع بالتعقيب لوسائل الإعلام قبل أن يرد على توجهه هو إليه. وكشف عن أنه سيشتكي الوزير إلى المستشار القضائي للحكومة بتهمة استغلال الصلاحيات بشكل مرفوض خلال فترة الانتخابات.