الحوثيون يهددون باجتياح مأرب.. وقبائلها تستعد بـ13 ألف مقاتل

هادي: تمزيق اليمن سيكون كارثة للمنطقة * إصابة 5 جنود في انفجار بحضرموت

TT

هددت جماعة أنصار الله الحوثية أمس باجتياح محافظة مأرب النفطية شمال شرقي اليمن، بدعوى وجود عناصر من تنظيم القاعدة فيها، بينما حذرت قبائل المنطقة الحوثيين من أي تقدم إلى المحافظة، مؤكدة وجود 13 ألف من مقاتليها على أهبة الاستعداد لوقف زحف الحوثيين. وحذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، من تمزق بلاده في حال عدم تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اختتمت فعالياته قبل عام، مؤكدا أن آثاره الكارثية ستعم المنطقة.

ونشرت الجماعة تهديداتها باجتياح مأرب في رسالة وجهتها إلى الرئيس هادي، والحكومة اليمنية، والقوى السياسية. وقالت الجماعة، في الرسالة التي نشرت في صفحات أعضاء المكتب السياسي لأنصار الله على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» إن «بعض القوى تسعى إلى تأجيج الصراع في محافظة مأرب، وتمكين العناصر الإجرامية والتخريبية من السيطرة على مقدرات الوطن الحيوية فيها». وتابعت: «وقد بدت ملامح المؤامرة من خلال التواطؤ الواضح وغض الطرف عن المعسكرات التدريبية لتلك العناصر في نخلا والسحيل ومنطقة اللبنات والتي يوجد فيها المئات من العناصر الإجرامية المسماة (قاعدة)». وأشارت إلى أنه في حال تنصلت الجهات الرسمية عن القيام بمسؤوليتها، ولم تدرك القوى السياسية خطورة التباطؤ والتثاقل في تنفيذ اتفاق السلم والشراكة وملحقه الأمني، وعلى وجه الخصوص المتعلق بمأرب، فإن «شعبنا اليمني لن يقف مكتوف الأيدي أمام تمكين هذه العناصر من السيطرة على المحافظة، التي سيتضرر منها كل أبناء شعبنا وسيقف جنبا إلى جنب مع أبناء مأرب وسيتخذ كل الخيارات المتاحة».

من جهته قال صالح لنجف أحد المشايخ المرابطة في مطارح نخلا، لوكالة الأنباء الألمانية إن قبائل مأرب تحذر الحوثيين من أي تقدم إلى المحافظة. وأوضح أن قبائل مأرب في حالة استنفار قصوى في الوقت الراهن ولديهم 13 ألف مقاتل في الصفوف الأمامية و460 دورية عسكرية بمختلف الأسلحة الثقيلة والمتوسطة. وأشار لنجف إلى انضمام الكثير من القبائل من محافظة الجوف والبيضاء وغيرهما من المحافظات اليمنية الأخرى للوقوف إلى جانب قبائل مأرب لمواجهة الحوثيين. وبخصوص وجود تنظيم القاعدة في مأرب يقول لنجف: «لا يوجد عناصر تابعة لتنظيم القاعدة في مأرب، فجميع من فيها هم أبناؤها الذين استعدوا للقتال لحماية مدينتهم من سيطرة الحوثيين». وكانت قبائل مأرب قد وجهت رسالة إلى الرئيس اليمني وحكومته، أكدت من خلالها أن المحافظة تمر بمرحلة خطيرة، وذلك بسبب تهديد الحوثيين باجتياحها. وتعتبر محافظة مأرب من المناطق الغنية بالنفط، ويقع فيها خط أنابيب مأرب، وهو الخط الرئيس للنفط في اليمن.

من جهة ثانية حذر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، أمس، من تمزق بلاده في حال عدم تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل الذي اختتمت فعالياته قبل عام من الآن عقب أشهر من النقاشات بين معظم المكونات السياسية. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية «سبأ» عن هادي قوله في كلمة له، خلال مراسم تأدية خالد اليماني اليمين القانونية كمندوب دائم لليمن في الأمم المتحدة، إن «تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الشامل بكل مصفوفاته وجوانبه هو المخرج لأزمات البلاد التي تعاني منها في الوقت الحالي». وأشار إلى أن نتائج مؤتمر الحوار تحمل في طياتها معالجات حقيقية موضوعية لمعالجة القضية الجنوبية وقضية صعدة، وفقا لما تم الاتفاق عليه في الحوار.

ومضى قائلا إنه «من دون ذلك لا يمكن أن يكون شمال البلاد كما كان ولا جنوب البلاد كما كان أيضا، وهو ما يعني تشظي اليمن والخروج عن سيطرة الدولة والمجتمع»، حسب تعبيره. وحذر هادى من أن ذلك سيمثل كارثة، ليس على اليمن وحده وإنما على المنطقة كلها، وتضرر المصالح الدولية بصورة كبيرة نظرا لحيوية المنطقة ومكانتها الجغرافية.

ودعا الرئيس اليمني كل القوى السياسية والمجتمعية والثقافية إلى استلهام هذه الفرصة (الحوار الوطني) وتوظيفها بصورة تخدم المصلحة الوطنية العليا للبلاد على غيرها من المصالح الضيقة والأنانية. وكان مؤتمر الحوار الوطني الذي بدأ في مارس (آذار) 2013 قد اختتم فعالياته في يناير (كانون الثاني) من العام الماضي وخرج بنتائج كثيرة، أبرزها معالجات للقضية الجنوبية وقضية صعدة وقرار تقسيم اليمن إلى 6 أقاليم (4 في الشمال و2 في الجنوب) وإقرار صياغة الدستور الجديد بناء على هذه النتائج. في غضون ذلك أصيب 5 جنود يمنيين صباح أمس إثر انفجار عبوة ناسفة بوادي حضرموت شرق البلاد. وقال مصدر أمني يمني إن عبوة ناسفة انفجرت خلال مرور دورية عسكرية تابعة للمنطقة العسكرية الأولى بشبام حضرموت، ما أدى إلى إصابة 5 جنود تم نقلهم على إثرها إلى المستشفى. وأوضح المصدر أن عناصر يشتبه في انتمائها إلى تنظيم القاعدة هي من نصبت ذلك الكمين على الطريق الرابط بين مدينة شبام، وسيئون بوادي حضرموت، غير أنه لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الانفجار. يذكر أن تنظيم القاعدة استهدف عدة دوريات عسكرية ومقرات أمنية في الآونة الأخيرة في وادي حضرموت، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.

إلى ذلك انتقدت منظمة «هيومان رايتس ووتش» التقاعس عن إجراء أي تحقيق حول ظروف مصرع الناشط الجنوبي خالد الجنيدي، الذي أطلقت عليه النار من الخلف في 15 ديسمبر (كانون الأول) بعدما اعتقله عناصر من الشرطة. وقالت سارا ليا ولسون مديرة «هيومان رايتس ووتش« للشرق الأوسط وشمال أفريقيا إن «التقاعس عن إحقاق العدالة في مقتل خالد الجنيدي لن يؤدي إلا إلى زيادة الاستياء الشعبي من الحكومة وتوجيه رسالة مهمة تفيد بأن القانون لا يطبق على قوى الأمن». وأضافت أن السلطات سمحت بإجراء تحقيق لكنها لم توقف أحدا، ولم تسفر عن نتيجة تحقيقات أخرى حول تجاوزات قوى الأمن. وأوضحت «هيومان رايتس ووتش» أن الناشط خالد الجنيدي المؤيد لاستقلال الجنوب قتل برصاصة في الظهر بعدما أوقفه عناصر من الشرطة. وكان يشارك في ذلك اليوم في مظاهرة أجريت في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، للمطالبة باستقلال هذه المنطقة التي كانت دولة مستقلة حتى 1990. وقد أفرج عن هذا الناشط لتوّه آنذاك بعدما أمضى في السجن 5 أشهر بسبب أنشطته الانفصالية.