ناحية البغدادي المحاصرة تستغيث بالحكومة قبل سقوطها بيد المسلحين

سكانها يقاومون الجوع والأمراض ورجالها يقاتلون رغم قلة السلاح

TT

مضت 7 أشهر وهم يتصدون لهجمات مستمرة من قبل مسلحي تنظيم داعش للحيلولة دون سقوط مدينتهم بيد المسلحين، قدموا خلالها الكثير من الضحايا وتعرضوا لحصار خانق. 50 ألفا من سكانها المدنيين يقاومون الجوع والأمراض، ومئات من المقاتلين الشجعان تركوا بيوتهم وأهلهم وتمركزوا على حدود المدينة يقاتلون ببسالة رغم قلة السلاح والنقص في العتاد والتموين والأرزاق، يقودهم شيوخ عشائرهم وتساندهم قوات من الجيش والشرطة بقيت صامدة بوجه الهجمات اليومية لمسلحي «داعش».

ويقول الشيخ مهدي السمرمد، شيخ عشائر العبيد في الأنبار وأحد قادة مقاتلي العشائر، إن على الحكومة «أن تمد لنا يد العون فورا ولا تقف موقف المتفرج على ما يجري في مناطقنا.. نحن منذ شهور نتصدى لهجمات متتالية لمسلحي تنظيم داعش على ناحية البغدادي وقضاء حديثة بهدف السيطرة على آخر مدينتين من مدن محافظة الأنبار، والسؤال المحير هو: لماذا هذا الصمت وكأننا لا ندافع للحفاظ على جزء من وطننا؟». وتابع: «لم نتلقَّ من الحكومة أي دعم أو إسناد رغم وجود مطار في قاعدة الأسد يمكن أن تصل عن طريقه الإمدادات من بغداد إلينا». ومضى قائلا: «إذا كانت الحكومة لا توافق على تجهيزنا بالأسلحة خشية وقوعها بأيدي المسلحين مثلما تقول فلماذا لا تقر قانون الحرس الوطني الذي سيكون تحت إشراف الحكومة؟».

المقاتل في صفوف العشائر الملازم سعود حرب سعود، 40 سنة، يقول: «على مدى أشهر ونحن نقاتل المسلحين جنبا إلى جنب مع قوات الجيش والفوج 14 قوات طوارئ، فقدنا فيها الكثير من المقاتلين وكلما سقط منا مقاتلون نقوم بتدريب شباب جدد من أهالي المدينة. عشرات الهجمات شنها مسلحو تنظيم داعش للسيطرة على ناحية البغدادي، لكننا نقف لهم وقفة رجل واحد.. والعالم كله صار يعرف منطقة البغدادي وصمودها، لكن ما يصيبنا بالذهول هو لماذا لا تقف الحكومة معنا».

بدوره، قال رئيس المجلس البلدي لناحية البغدادي، الشيخ مال الله برزان العبيدي، لـ«الشرق الأوسط»: «نحن الآن ننتظر زيارة الوفد العشائري لواشنطن بعد استحصال موافقة الحكومة العراقية على سفر الوفد لطلب تسليح العشائر والدعم من الجانب الأميركي. سننتظر عودة الوفد ونتمنى أن تكون الرحلة موفقة». وأضاف: «أنا أجدد النداء عبر منبركم الكريم مطالبا الحكومة العراقية بإنقاذ أهالي ناحية البغدادي عبر إسقاط مساعدات غذائية وطبية عن طريق الجو إذا لم تتمكن من إيصال المساعدات برا، وهذا أبسط ما تقدمه لشعبها المحاصر في ناحية البغدادي».

من جانبه، قال عضو مجلس محافظة الأنبار أركان خلف الطرموز إن تنظيم داعش «يدعو الشباب من سكان المناطق التي يسيطر عليها إلى القتال معه ويجهزهم بالسلاح والمال، وشباب هذه المناطق صاروا يمثلون ما نسبته 90 في المائة من مسلحي التنظيم الذي يستغل عدم جدية الحكومة في تسليح العشائر رغم أن العشائر تقاتل بقوة بما تمتلك من أسلحة وإمكانيات ذاتية وعملية عزل الأنبار توحي بأن هناك أجندة تشترك فيها كل الأطراف تستهدف المحافظة وتعمل وفق مخطط لتدميرها». وعن زيارة وفد المحافظة إلى واشنطن، قال الطرموز: «أنا متشائم ومتأكد أن الزيارة لن تحقق أي هدف من أهدافها، والزيارة ما هي إلا فبركة إعلامية ومناسبة بروتوكولية فقط.. فالجانب الأميركي لو كانت لديه الجدية في محاربة (داعش) لما احتجنا إلى زيارة واشنطن أصلا لطلب المساعدة».