بري: المستقبل وحزب الله اتفقا على الأمن الوطني اللبناني

قال لـ «الشرق الأوسط»: لسنا جاهزين لحوار موسع.. وأفكر في «التضييق»

نبيه بري
TT

أبدى رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري ارتياحه الشديد للحوار، برعايته، الدائر بين تيار المستقبل الذي يرأسه الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري وحزب الله، مؤكدا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» أن هذا الحوار «ليس فلكلوريا وليس لخفض التشنج السني - الشيعي، بل حقق نتائج مهمة، وهو مرشح لتحقيق المزيد».

وحذر رئيس بري من مساع لتفجير الوضع الداخلي اللبناني، والتأثير على الحوار الدائر بين تيار المستقبل وحزب الله. وقال إن هذه التفجيرات تأتي كرد على فشل محاولات الوقيعة بين السنة والشيعة من خلال اللعب على التوتر الطائفي مجددا، داعيا إلى التنبه من مخاطر هذه المحاولات، بتأكيد التضامن الداخلي في مواجهة الإرهاب.

وقال بري ردا على سؤال لـ«الشرق الأوسط» إنه لا يفكر حاليا في توسيع الحوار ليشمل أطرافا سياسية أخرى في الشارع اللبناني، رغم إشادته بأي حوار بين الأطراف اللبنانية، على غرار الحوار الدائر بين الزعيمين المسيحيين، ميشال عون وسمير جعجع، معتبرا أن الظروف غير مؤاتية لحوار شامل على غرار الحوار الذي دعا إليه في عام 2006. أو الذي جرى خلال عهد الرئيس ميشال سليمان.

وأوضح أنه، على العكس، قد يفكر في التصغير بدلا من التوسيع، «بحيث إذا دعت الضرورة تتم حوارات بين شخصيتين فقط»، موضحا أنه لا يتدخل في تفاصيل الحوار، إلا من خلال رعايته اللقاءات. وقال: «منذ اللحظة الأولى لبدء الحوار، كنت قد حرصت على وضع معايير تضمن نجاحه، وأولها أني طلبت عدم تغيير الوفد المحاور، لعدم إعادة الأمور إلى الوراء عند تبدل أي شخصية، والثاني أني أصررت على أن يكون دائما بين المتحاورين الأقرب إلى زعيمي التيارين، نادر الحريري مدير مكتب رئيس الحكومة السابق، وحسين الخليل المستشار السياسي لأمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله، وكلاهما من أشد المقربين».

وأشار إلى أنه رغم ترحيبه بالمتحاورين في مقر رئاسة مجلس النواب، وقوله لهم إنهم مرحب بهم دائما «حتى للنوم فيه»، إلا أنه يفضل أن يرى الحوار ينتقل إلى مقر أحد الطرفين مرة، والطرف الآخر مرة أخرى.

وأوضح بري أن الحوار حقق أكثر من مجرد اللقاء، وهو لا يهدف إلى تخفيف التشنج السني - الشيعي في البلاد فحسب، بل ذهب إلى أبعد من ذلك وحقق إنجازا مهما. وقال: «رغم أن مجرد الاجتماع، وهو ما حصل في اللقاء الأول، كان له مردود إيجابي جدا على صعيد تخفيف التشنج في الشارع اللبناني، فإن الجلسة الثانية للحوار كانت الأهم، وقد حققت أمرا حيويا». وقال: «طرحنا عليهم إعلان وقف الحملات الإعلامية، فأجابوني بعدم وجود ضرورة للإعلان عنه، لأنهم طبقوه ولا داعي لذلك». أما الأهم الذي تحقق، برأي بري، فهو اتفاقهما على «الأمن الوطني»، مشيرا إلى أن الاتفاق على أن يكون لمؤسسات الدولة الكلمة الأساس في أي موضوع أمني، خصوصا في البقاع حيث يقف الجميع وراء المؤسسات الأمنية. وقال: «إن ما جرى هو رفع غطاء شامل عن أي مخلين، ولن يكون من عذر للمؤسسات الأمنية أن تقول إنها ذهبت للقبض على مطلوبين ولم تجدهم، أو أن يتم نقل مطلوب بسيارة مسؤول في الدولة لضمان عدم التعرض له». وشدد بري على أنه كان أول من طلب من المتحاورين بحث الموضوع الأمني في البقاع حيث الأمور خطيرة ودقيقة وتحتاج إلى عناية خاصة.

وأوضح بري أن رمزية اختيار المحاورين كانت هامة جدا، حيث إن تيار المستقبل اختار للحوار شخصية من مدينة صيدا، وأخرى من مدينة بيروت، وثالثة من مدينة طرابلس، فيما اختار حزب الله شخصية من البقاع وأخرى من الجنوب وثالثة من الضاحية الجنوبية لبيروت حيث الثقل الطائفي لكل من الطرفين.