تشكيلات عسكرية جديدة من النازحين السوريين والفلسطينيين لدعم قوات النظام

الجبهة الشعبية ـ القيادة العامة ستشرف على تشكيل «لواء اليرموك» بدعم إيراني

TT

أفادت مصادر إعلامية في دمشق بتشكيل «جيش الوفاء»، بهدف القتال إلى جانب قوات النظام السوري في مدينة دوما في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وقالت صحيفة «الوطن» الموالية للنظام إن عددا من أهالي مدينة دوما في الغوطة الشرقية، الذين أمن جيش النظام خروجهم في الشهر الماضي من الغوطة، شكلوا «جيش الوفاء» للقتال إلى جانبه، في منطقة دوما تحديدا. وأكدت صفحات موالية للنظام على شبكات التواصل الاجتماعي أن «جيش الوفاء» سيقوم، فضلا عن العمليات القتالية، بعمليات إنسانية، أهمها مساندة «الجيش في الإشراف على خروج عشرات العائلات من الغوطة الشرقية، كما فعل منذ يومين حين أشرف على خروجها عبر مخيم الوافدين بريف دمشق».

ويتشكل «جيش الوفاء» من شبان نزحوا من الغوطة الشرقية إلى مدينة دمشق هربا من الحصار الخانق المفروض على بلدات الغوطة، وقد تم اعتقالهم وتجنيدهم قسريا للقتال على جبهات الغوطة الشرقية، حسبما أفاد به ناشطون، الذين أشاروا إلى خروج نحو 30 عائلة محاصرة، عبر اتفاق مع الهلال الأحمر السوري، وتمت تسوية أوضاع بعضهم.

وفي السياق ذاته، قال ناشطون إن تنظيمات فلسطينية في دمشق تبحث تشكيل لواء عسكري من المقاتلين الفلسطينيين من كوادر القوى والفصائل الفلسطينية الموجودة في سوريا، إضافة لمتطوعين من أهالي مخيم اليرموك، للقتال في المخيم الواقع جنوب العاصمة دمشق، الذي تسيطر عليه كتائب المعارضة منذ أكثر من عامين، بعد أن فشلت جميع المساعي للوصول إلى حل توافقي يضمن تحييد المخيم وإعادة النازحين إليه، الذين يُقدر عددهم بنحو مليون نازح.

ويُشار إلى أن الجبهة الشعبية القيادة العامة بزعامة أحمد جبريل وحركة «فتح الانتفاضة»، وقفت بشكل كامل مع النظام السوري منذ اندلاع الثورة ضده، وشاركت ميلشياتهما في حصار مخيم اليرموك، ومن المتوقع أن تشرف الجبهة الشعبية - القيادة العامة على التشكيل الجديد، بدعم إيراني، حسبما أفادت به وسائل إعلامية، كشفت أخيرا عن أن النظام السوري يسعى لتشكيل فصيل عسكري من الأهالي النازحين من مخيم اليرموك، بالإضافة إلى عدد من مقاتلي بعض الفصائل الفلسطينية لاستعادة السيطرة عليه.

وقالت صحيفة لبنانية: «إن التشكيل العسكري الجديد سيحمل اسم (لواء اليرموك) ، وستكون مهمته اقتحام المخيم الواقع جنوب العاصمة دمشق، واستعادة السيطرة عليه من الكتائب المسلحة»، علما بأن النظام طبق الفكرة في الشمال الشرقي لمحافظة حلب، حيث شكلت عناصر فلسطينية موالية للنظام «لواء القدس» في مخيم النيرب، جنوب حلب، الذي يخوض معارك مع قوات النظام ضد قوات المعارضة في المنطقة.

وفي تطورات ميدانية أخرى، سمحت قوات النظام، يوم أمس (الاثنين)، بدخول شاحنتين محملتين بالمواد الغذائية إلى بلدة يلدا في ريف دمشق الجنوبي، عبر معبر ببيلا، سيدي مقداد. ويأتي ذلك بعد منع قوات النظام إدخال المواد الغذائية عبر المعبر لمدة 29 يوما، في خرق للهدنة المبرمة في المنطقة. وبث ناشطون صورا لسيارات الهلال الأحمر عند المعبر.

وسجل ناشطون وفاة الطفلة رؤى عدرا في مدينة دوما بريف دمشق، جراء نقص الغذاء والمواد الطبية والبرد الشديد، في ظل موجة الصقيع التي تشهدها البلاد، لتضاف إلى 7 أطفال آخرين قضوا منذ بداية عام 2015 في الغوطة الشرقية. وتتنوع أسباب وفاتهم بين سوء التغذية الناجم عن قلة المواد الغذائية، وارتفاع أسعارها جراء الحصار، وصولا إلى قلة الأدوية والمواد الطبية اللازمة للمرضى والحالات الحرجة، فضلا عن نقص المناعة والجفاف عند الأطفال والرضع، وعدم توفر الحليب لهم، ليضاف إليها البرد الشديد، وقلة وسائل التدفئة والمحروقات.

من جهة أخرى، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان وفاة 7 مواطنين داخل سوريا، نتيجة سوء أوضاعهم الصحية وسوء الأحوال الجوية وانعدام التدفئة، وهم طفل من مدينة البوكمال، ورجل من مدينة الميادين بريف دير الزور، وطفلتان توأم من حي الفردوس، ورجل من حي المغاير بمدينة حلب، وطفل من منطقة بيت سحم بريف دمشق الجنوبي، وطفل في ريف درعا، بالإضافة إلى مفارقة طفل للحياة جراء سوء الأوضاع الصحية ونقص الأدوية والعلاج اللازم في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في حين تم توثيق استشهاد طفل قضى متأثرا بإصابته في قصف لقوات النظام منذ نحو شهرين على مناطق في بلدة الشيفونية بريف دمشق، إضافة لطفل آخر استشهد قبل نحو يومين جراء إصابته برصاص قناص في غوطة دمشق الشرقية، بالإضافة لتوثيق استشهاد رجل من محافظة حماه في ظروف مجهولة قبل أيام، وتوثيق تفجير مقاتل لنفسه بعربة مفخخة بالقرب من مقر لوحدات حماية الشعب الكردي على طريق الحسكة - تل براك، ليكون هذا اليوم، هو الثاني منذ أكثر من 3 سنوات، الذي لا يتم فيه توثيق استشهاد أي مواطن جراء قصف لطائرات النظام الحربية والمروحية أو قصف أو قذائف أو رصاص قناصة، أو تحت التعذيب في معتقلات النظام الأمنية، فقد حدت الأحوال الجوية السيئة والعاصفة الثلجية التي تضرب مناطق واسعة في سوريا من الطلعات الجوية.