البيت الأبيض يرسل كيري إلى باريس

بعد انتقادات لغياب أوباما عن المسيرة المليونية

وزير الخارجية الأميركي جون كيري يغادر مطار أحمد آباد في طريقه إلى العاصمة إسلام آباد سيتوجه بعد ذلك إلى العاصمة باريس (أ.ف.ب)
TT

انتقد أمس قادة الحزب الجمهوري وعدد من قادة الحزب الديمقراطي، وصحافيون وخبراء، غياب الرئيس باراك أوباما عن المسيرة المليونية في باريس، أول من أمس، تضامنا مع ضحايا الهجوم على الصحيفة الفرنسية «شارلي إيبدو»، وإدانة للإرهاب والإرهابيين. وسارع البيت الأبيض وأعلن أن جون كيري، وزير الخارجية، سيزور باريس، في طريق عودته إلى الولايات المتحدة من زيارة رسمية إلى الهند.

وكانت الخارجية الأميركية أعلنت، يوم السبت، أن السفيرة الأميركية لدى فرنسا، جين هارتلي، ستمثل الولايات المتحدة في مقدمة مسيرة أول من أمس قادها الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، وأكثر من 40 من قادة العالم؛ منهم قادة ألمانيا، وإيطاليا، وبريطانيا، وتركيا، وإسرائيل، بالإضافة إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وقال معلقون إنها أضخم مسيرة تشهدها باريس منذ تحريرها من ألمانيا النازية عام 1944.

وفي بيان على لسان كيري أصدرته الخارجية الأميركية أمس، قال: «لن يمنع أي عمل إرهابي منفرد، ولا اثنان ببنادق كلاشنيكوف، ولا احتجاز رهائن في متجر بقالة، الملتزمين بمسيرة الحرية»، وأضاف: «علاقتنا مع فرنسا ليست مرهونة بيوم، أو بلحظة خاصة. إنها علاقة متواصلة، تمد جذورها عميقا في القيم المشتركة، وخصوصا الالتزام بحرية التعبير».

وصباح أمس، امتلأت نشرات الأخبار الصباحية بانتقادات غياب أوباما. وقال فريد زكريا، معلق تلفزيون «سي إن إن» المعتدل، إن «خطأ لا بد ارتكب في البيت الأبيض»، وتساءل إذا ما كان سيعلن البيت الأبيض صاحب القرار النهائي في غياب أوباما، وإذا ما كان أوباما شخصيا قرر ذلك. ومن تلفزيون «فوكس» اليميني، كتبت المعلقة ريتا فان سوسترن تغريدة قالت فيها: «هذا محرج حقا. أين الرئيس أوباما؟ لماذا لم يذهب؟»، وقال آخر، في القناة نفسها: «حتى إرسال جون كيري متأخر وقليل. لن يغفر الناس لنا ما فعلنا، أو، في الحقيقة، ما لم نفعل».

وقال نوت غينغريتش، الرئيس السابق لمجلس النواب الذي ترشح، ثم انسحب، باسم الحزب الجمهوري في انتخابات الرئاسة عام 2012: «أؤمن بأنه شيء حزين أن يظهر 50 من زعماء العالم تضامنا في باريس، لكن يرفض الرئيس أوباما المشاركة. الجبن مستمر».

وكتبت صحيفة «نيويورك ديلي نيوز» على صفحتها الأولى قاصدة أوباما: «خذلت العالم»، وقال مراسل قناة «سي إن إن» جايك تابر خلال تغطيته المسيرة في باريس: «بصفتي أميركيا، كنت أرغب أن نكون ممثلين بشكل أفضل في هذه المسيرة الجميلة».

وكان وزير العدل الأميركي إريك هولدر موجودا في باريس يوم الأحد، لكنه لم يشارك في المسيرة، رغم أنه اشترك في اجتماعات مسؤولين غربيين كبار لمواجهة الإرهاب والإرهابيين.