الأزهر يرفض الإساءة للنبي ويدعو المسلمين لتجاهل رسوم «شارلي إيبدو»

الطيب شكر ميركل لمشاركتها في «التنديد بالإسلاموفوبيا»

TT

أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن، خلال زيارته لشيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أمس، «الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء وسائر المقدسات والرموز والقيم الدينية العليا». كما أكد هو والدكتور الطيب نبذ العنف والإرهاب بكل أشكاله وصوره ومصادره.

وبينما رفض الأزهر ما أقدمت عليه مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية من مواصلة نشر الصور المسيئة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، وذلك بعدما نشرت مجددا صورة زعمت أنها للنبي صلى الله عليه وسلم، قال الدكتور عباس شومان الأمين العام لهيئة كبار العلماء بالأزهر (أعلى هيئة بالأزهر)، إن «ما قامت به المجلة لا يخدم مصلحة أحد؛ بل يزيد من الكراهية بين فئات المجتمع الواحد»، مطالبا المسلمين في كافة ربوع الدنيا بتجاهل الرسوم التي تنشرها المجلة الفرنسية، لافتا إلى أن الرد سيكون بإظهار سماحة الإسلام.

والتقى الدكتور الطيب بالرئيس الفلسطيني أمس، بمقر مشيخة الأزهر، وقد تناول اللقاء التأكيد على نبذ العنف والإرهاب بكل أشكاله وصوره ومصادره، وفي الوقت ذاته إدانة الإساءة إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء عليهم السلام وسائر المقدسات والرموز والقيم الدينية العليا.

وطالب شيخ الأزهر والرئيس الفلسطيني، الإعلام الغربي بالالتزام بحرية التعبير المسؤولة التي لا تسيء إلى مقدسات الآخرين ومعتقداتهم، مؤكدين أن التجاوزات في هذه القضية لن تخدم السلام الاجتماعي والحوار والتفاهم بين الشعوب والحضارات المختلفة.

من جهته، قال الأزهر في بيان له أمس، إنه «إذ يستنكر هذا الخيال المريض من المجلة الفرنسية؛ فإنه يدعو المسلمين إلى تجاهل هذا العبث الكريه؛ لأن مقام نبي الرحمة والإنسانية صلى الله عليه وسلم، أعظم وأسمى من أن تنال منه رسوم منفلتة من كل القيود الأخلاقية والضوابط الحضارية. طالب الأزهر في بيانه، كل عقلاء العالم وأحراره بالوقوف ضد كل ما يهدد السلام العالمي.

في السياق نفسه، شكر الأزهر المستشارة الألمانية ميركل، على مشاركتها في مظاهرات برلين مساء أول من أمس، والتي دعت لها منظمات إسلامية للتنديد بالإسلاموفوبيا (الخوف من الإسلام). وأكد الأزهر أمس، أن هذه الخطوة جاءت تأكيدا على ضرورة التعايش السلمي بين الجميع من أجل تعزيز السلام، وعلى أهمية عدم استغلال أي أحداث إرهابية من أجل إقصاء المختلف دينيا.

من جهتها، دعت دار الإفتاء المصرية إلى التعامل مع إعادة نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم في مجلة «شارلي إيبدو»، بالحكمة لا بالحماقة وبالأسلوب الهادئ لا بالاندفاع الزائد. وطالب الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي مصر في محاضرة ألقاها أول من أمس في كنيسة مارتن لوثر في ولاية نيويورك، بعدم تكرار سيناريو الدنمارك السيئ، الذي ما زلنا نعاني من تبعاته حتى الآن.

وقال مستشار المفتي إنه يجب أن يستمع العالم إلى العقلاء من أتباع الديانات المختلفة، وينصت إلى مطالبهم التي يكررونها عقب كل إساءة إلى الرموز والمعتقدات الدينية، بأنه يجب أن يصدر تشريعاً عن الأمم المتحدة يجرم كل إساءة للرموز والمعتقدات الدينية، بحيث نضمن أن لا تتكرر أحداث العنف المؤسفة، مؤكدا أن المسلمين يحبون الرسول الكريم ويتأسون به.