التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن)، أمس، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في مقر قصر الاتحادية الرئاسي بالقاهرة، عشية الاجتماع الوزاري الطارئ الذي سيعقد بمقر الجامعة العربية اليوم.
وقالت مصادر فلسطينية لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس عباس سوف يقدم للاجتماع شرحا مفصلا لكل الخطوات التي قامت بها السلطة الفلسطينية، وسيدعو الدول العربية لتقييم الموقف، والعمل على تنفيذ مبادرة السلام العربية، من خلال تشكيل لجان وزارية عربية تعمل في هذا السياق، والتفكير في العودة إلى مجلس الأمن مرة أخرى.
ومن جهة اخرى يقوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارته الرسمية الأولى من نوعها إلى دولة الإمارات يومي 18 و19 يناير (كانون الثاني) الحالي، وتأتي الزيارة في إطار العلاقات التي تجمع بين البلدين على كل الأصعدة، وستشهد الزيارة أيضا مشاركته في «القمة العالمية لطاقة المستقبل».
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية أمس إن زيارة السيسي للإمارات تشكل مناسبة لتسجيل تقدير وامتنان مصر للمواقف الداعمة والمساندة التي أبدتها الإمارات، قيادة وشعبا، إزاء مصر، ووقوفهم بجانبها في أعقاب ثورة 30 يونيو (حزيران)، تنفيذا لتوجيهات الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.
وسيشارك السيسي خلال تلك الزيارة في افتتاح «القمة العالمية لطاقة المستقبل»، التي تُقام ضمن أسبوع أبوظبي للاستدامة، تلبية للدعوة الموجهة له من الفريق أول الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي ونائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بدولة الإمارات.
من جهة أخرى، في زيارة لم يعلن عنها سلفا، يصل سامح شكري وزير الخارجية المصري إلى المغرب اليوم (الخميس) حيث يلتقي عددا من المسؤولين المغاربة لبحث العلاقات الثنائية بين البلدين. وقالت مصادر دبلوماسية لـ«الشرق الأوسط» إن «اللقاء يهدف إلى إزالة التوترات التي شهدتها العلاقات السياسية بين القاهرة والرباط أخيرا»، على خلفية إذاعة التلفزيون المغربي تقريرا وصف فيه ما حدث في مصر في 30 يونيو بأنه «انقلاب عسكري».
وقال الدكتور أحمد إيهاب جمال الدين سفير مصر في الرباط أمس إن زيارة شكري ستستمر يومين، حيث سيقوم خلال الزيارة بنقل رسالة شفهية من الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الملك محمد السادس عاهل المملكة المغربية، وسيجري مباحثات مع نظيره المغربي صلاح الدين مزوار.
وأوضح جمال الدين في تصريحات له نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط (الرسمية)، أن زيارة شكري تأتي ردا على زيارة الوزير المغربي للقاهرة في يوليو (تموز) الماضي التي نقل خلالها رسالة للرئيس السيسي من العاهل المغربي تتعلق بدفع العلاقات الثنائية بين البلدين.
وأكد السفير المصري في الرباط اهتمام الجانبين بأن تشهد المرحلة المقبلة نقلة نوعية في العلاقات الثنائية ترتقي بها إلى المستوى المرموق الذي يتطلع إليه الشعبان الشقيقان ويعكس أواصر المحبة والأخوة التي تجمعهما.
وكانت القناة الأولى المغربية التابعة للتلفزيون الرسمي قد بثت مطلع شهر يناير الحالي، تقريرا بعنوان «الآثار السياسية للانقلاب العسكري في مصر»، تبنت فيه وجهة نظر جماعة الإخوان المسلمين «الإرهابية» في مصر والرئيس الأسبق محمد مرسي. وعقب السفير المغربي في القاهرة محمد سعد العليمي على التقرير بقوله إن «ما بثه التلفزيون الرسمي المغربي هو محاولة من شخص غير معروف للوقيعة بين مصر والمغرب».
وأثار التقرير غضبا في الأوساط السياسية المصرية، دون أن يخرج تصريح رسمي يعلق على الموقف. وقال مراقبون إن الموقف المغربي (غير الرسمي) جاء ردا على التقارب الذي تشهده العلاقات المصرية - الجزائرية منذ تولي الرئيس السيسي السلطة وقيامه بزيارة الجزائر.