استغاثات من «اليرموك» بعد نفاد المواد الغذائية ومصادرة المساعدات

النظام يستهدف مواقع داخله ويقصف درعا والغوطة الغربية وحي جوبر

TT

وجّه العشرات من سكان مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق، يوم أمس الأربعاء، نداء استغاثة بعد نفاد المواد الغذائية منه، ومصادرة المساعدات عند مداخله.

وأظهر فيديو نشرته «الهيئة السورية للإعلام» العشرات من اللاجئين رافعين الأعلام الفلسطينية، فيما تلا أحدهم بيانا توجه فيه للمنظمات الدولية مؤكدا نفاد المواد الغذائية من داخل المخيم، واضطرار سكانه إلى أكل الحشائش في ظل فقدان المياه الصالحة للشرب وانقطاع التيار الكهربائي وانعدام المحروقات للتدفئة والطهي والأدوية واللقاحات وحليب الأطفال، «وإيقاف توزيع المساعدات الإنسانية بعد حجزها خارجا».

وقال ناشطون إن المؤسسات والفعاليات والهيئات الأهلية الوطنية داخل مخيم اليرموك أقامت اعتصاما جماهيريا أمام مركز دعم الشباب تحت عنوان «أنقذوا أهالي مخيم اليرموك من الجوع والبرد والعطش»، جرى خلاله مناشدة المجتمع الدولي والمنظمات والهيئات الإنسانية الدولية ومنظمة التحرير الفلسطينية «العمل سريعا على وقف نزف الموت الذي أصبح يعود مجددا نتيجة توقف تدفق المساعدات الغذائية إلى المخيم».

ويقع «مخيم اليرموك» منذ سنتين تحت سيطرة المعارضة السورية، بينها فصائل إسلامية متشددة، بينما يمنع النظام دخول المساعدات إلى العائلات فيه، وتتولى المهمة بشكل أساسي فصائل فلسطينية.

ويعد مخيم اليرموك في دمشق، الذي أنشئ عام 1957، أكبر تجمع للفلسطينيين في سوريا، ويرجح أن لا يتخطى عدد اللاجئين الذين ما زالوا في داخله 15 ألفا بعدما هرب منه نحو 175 ألفا منذ اندلاع الأزمة.

وكانت وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» نقلت عن مدير الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية في سوريا السفير أنور عبد الهادي قبل يومين، تأكيده إدخال نحو 60 ألف سلة غذائية وإخراج نحو 7 آلاف حالة مرضية من المخيم، لافتا إلى أن «التنظيمات الإرهابية التكفيرية تمنع منذ 5 أسابيع إدخال المساعدات إلى المخيم في محاولة يائسة منها للضغط على الأهالي واتهام منظمة التحرير الفلسطينية بالتقصير في أداء واجباتها تجاه اللاجئين الفلسطينيين والضغط على الحكومة السورية».

وقالت «حملة الوفاء الأوروبية» في بيان في وقت سابق، إنها تتابع الأوضاع الإنسانية المتردية للاجئين في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق بعد توقف المساعدات عنه وزيادة الأوضاع سوءا بعد العاصفة الثلجية، وهو ما يفاقم الحالة الصعبة القائمة.

وأعربت الحملة عن قلقها بصفة خاصة على الأطفال والنساء وكبار السنّ في هذه الظروف المأساوية، مؤكدة أنها ستواصل ما بدأته من عملية الإغاثة للمدنيين بعد توقف المساعدات الإنسانية، وإحجام عدد من المؤسسات عن تقديم المساعدات بسبب الأحوال الجوية وتدهور الأوضاع الأمنية.

في هذا الوقت، استهدفت قوات النظام التي تحاصر المخيم، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، المخيم بقذائف هاون، مما أدّى لسقوط عدد من الجرحى، فيما نفذ الطيران الحربي 6 غارات على مناطق في حي جوبر، وقصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة مناطق في أطراف مخيم خان الشيح بالغوطة الغربية، كما تعرضت مناطق في مدينة الزبداني، ومناطق أخرى في جرود فليطة بالقلمون، لقصف من قبل قوات النظام.

وأفاد المرصد بارتفاع عدد القتلى نتيجة قصف طائرات النظام الحربية والمروحية على مناطق في مدينة درعا وريفها إلى 16.

وقال «مكتب أخبار سوريا» إن «جبهة النصرة» نجحت مساء أول من أمس في السيطرة على قرية تل سلمو المحاذية لمطار أبو الظهور العسكري النظامي بريف إدلب الشرقي، بعد اشتباكات مع القوات النظامية، استمرت قرابة 6 ساعات متواصلة. ونقل المكتب عن أحد النشطاء قوله إن «القوات النظامية انسحبت على الفور إلى داخل المطار».

وتحدثت وكالة «سمارت» للأنباء عن مقتل 9 من عناصر قوات النظام خلال كمين نصبه مقاتلو «ألوية صقور الشام» قرب قرية كفر زيبا بمحافظة إدلب.