مؤسس «الحراك التهامي» لـ «الشرق الأوسط»: نطالب الرئيس اليمني بإشراك أبناء تهامة في العملية السياسية

القائد الميداني لـ«الحراك» يؤكد عدم اعتراف أهل الحديدة باتفاق السلم والشراكة المبرم في صنعاء

حوثيون يقفون أمام بناية تعرضت لهجوم من مقاتلين منهم في صنعاء بداية الشهر الحالي (رويترز)
TT

طالب أبناء تهامة جماعة الحوثي المسلحة بالإفراج الفوري عن المختطفين الذين ما زالت تحتجزهم في مبنى نادي الضباط في مدينة الحديدة، غرب البلاد، الذي كانت قد استولت عليه الجماعة في منتصف أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، كما طالبوا بخروج جميع الميليشيات المسلحة من المحافظة، ممن وصفوهم بميليشيات الاحتلال، وذلك في الوقت الذي يستمر «الحراك التهامي السلمي» في مسيراته التصعيدية المطالبة بطرد الحوثيين من تهامة.

ومنذ بداية الأسبوع تستمر المسيرات التصعيدية المطالبة بخروج المسلحين الحوثيين بمشاركة الآلاف من سكان مدينة الحديدة بعد تجمعهم في ساحة التغيير بالمدينة من أمام قلعة «الكورنيش» التاريخية على ساحل البحر الأحمر، ويندد المشاركون في المسيرات بممارسات جماعة الحوثي المسلحة في تهامة ويقولون إنهم لن يتراجعوا عن مطالبهم بطرد الحوثيين وجميع الميليشيا المسلحة، وسيواصلون نضالهم السلمي من أجل إخراجهم من الحديدة ومن تهامة ككل.

وطالب القائد الميداني لـ«الحراك التهامي»، عبد الرحمن شوعي حجري، عبر «الشرق الأوسط»، الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بعدم «ضم الميليشيا الحوثية إلى قوام الجيش والأمن وعدم تقديم تنازلات لهم، خصوصا في محافظة الحديدة، لأن أبناء تهامة يرفضون الاحتلال حيث تعمل السلطة المحلية بالمحافظة على تقديم فروض الطاعة والتنازلات للحوثيين»، مؤكدا رفضهم التبعية للمركزية في صنعاء وبأن شعب تهامة «هذا الشعب المغبون المقصي من كل شيء جاء اليوم ليطالب بالحصول على حقوقه كاملة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو غير ذلك». وحول قبول «الحراك التهامي» باتفاق السلم والشراكة الوطنية والسياسية في اليمن، قال القائد الميداني للحراك عبد الرحمن شوعي لـ«الشرق الأوسط»: «إنهم كحراك غير معترفين باتفاقية السلم والشراكة لأنها شراكة مع من؟! ونحن مقصيين منها. لذلك نحن نعلن رفضنا لاتفاقية السلم والشراكة ولا نعترف بها، لأننا غير موقعين عليها، لأن تهامة مقصية من اتفاقية السلم والشراكة، ولا تعني الاتفاقية شيئا لتهامة». وأكد شوعي أن «(الحراك التهامي) مستمر في مطالبه بطرد من وصفهم بـالمحتلين الحوثيين لتهامة، والتمسك بإقليم تهامة بحدوده التاريخية، وبأن الحوثيين هم مجموعة محصورة ومعزولة ويريدون التدخل في جميع المرافق الحكومية ليظهروا أنفسهم أنهم موجودون على كل الأصعدة»، محذرا الرئيس عبد ربه منصور هادي وجماعة الحوثي المسلحة من التمادي بالبحر الأحمر وبسواحله، وبأنهم «لن يسمحوا بذلك، لأن أمن واستقرار البحر هو من استقرار أبناء تهامة».

وفيما إذا كان «الحراك التهامي السلمي» قد التقى أو تقدم بمطالبه إلى محافظ الحديدة، العميد حسن أحمد الهيج، لطرد الميليشيا المسلحة ووقف العبث فيها، قال قائد «الحراك» عبد الرحمن شوعي لـ«الشرق الأوسط»، إن «محافظ الحديدة هو محافظ عميل لميليشيا الحوثيين، ولا يمثل أبناء تهامة، ونحن كحراك وأبناء تهامة غير معترفين به، كما أنه الخصم الأول للحراك وهو جاء كمحافظ للحديدة ليلبي مطالب الميليشيا الحوثية فقط، وليس ليلبي مطالب أبناء تهامة، وسيأتي اليوم الذي نحاسبه فيه. ونرفضه كمحافظ للحديدة».

من جهته، طالب مؤسس «الحراك التهامي»، العميد خالد خليل، الرئيس عبد ربه منصور هادي، بإشراك أبناء تهامة و«الحراك التهامي» ضمن القرار السياسي واحتوائهم ضمن اتفاق السلم والشراكة، لأنهم مقصيون من جميع القرارات السياسية. وقال في تصريح خاص لـ«الشرق الأوسط»: نطالب «الرئيس هادي بإشراك أبناء تهامة بالقرار السياسي أسوة بالمكونات السياسية الموجودة في الساحة السياسية، وكذا بخروج الميليشيا المسلحة من محافظة الحديدة، وإنهاء الفوضى الموجودة في المؤسسات العسكرية والمدنية، وفرض دولة مدنية خالية من السلاح والميليشيا المسلحة، وضرورة تحقيق الأمن والسلام». مؤكدا «عدم اعتراف (الحراك) باتفاقية السلم والشراكة، لأنهم غير موقعين عليها ومقصيين من كل القرارات السياسية».

من ناحية أخرى، أقدم مسلحون حوثيون على اقتحام مكتب اللجنة النقابية لمالكي وسائقي شاحنات النقل الكبير بمحافظة الحديدة، وقاموا بالاستيلاء عليه بعد الاعتداء الجسدي (بالسلاح الأبيض) على رئيس النقابة، أنيس المطري، والموظفين، وإخراجهم بقوة السلاح من المكتب وتهديد رئيس النقابة بالقتل إذا دخل المكتب وزاول عمله. وقالت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط»، إن «جماعة الحوثي المسلحة قامت بإشهار السلاح الأبيض في وجه رئيس نقابة النقل الكبير في المحافظة، أنيس المطري، ووجهوا له عدة طعنات بسبب رفضه للابتزازات وعرقلة سير النقابة التي يقوم بها الحوثيون، وذلك بعد تهديده بالقتل إذا دخل المكتب، بالإضافة إلى العبث بمحتويات المكتب ونهبوا كل ما فيه من مبالغ مالية».

وقال رئيس نقابة النقل الكبير في المحافظة، أنيس المطري، في تصريح صحافي، إن «تلك الميليشيا الحوثية المسلحة توجد في المكتب منذ أكثر من شهر بحجة حفظ الأمن والنظام، لكنها تمادت في الفترة الأخيرة وتدخلها في شؤون الإدارة وصل إلى قيامها بمنعي من مزاولة عملي ومطالبتها لي بتسليمها الأمور المالية، الأمر الذي تم رفضه بالإجماع من قبلي وأعضاء اللجنة النقابية».

وفي بيان صادر عن النقابة، قالت فيه إن «ميليشيا الحوثي مستمرة في تهديداتها للموظفين وتدخلاتها المفروضة على النقابة والعمل النقابي، وإن تلك الجماعات المسلحة تقوم بالتدخل في كل ما يخص العمل الإداري وحركة النقل والشؤون المالية للنقابة، وإصدار أوامر تخص الحركة بحجز شاحنات السائقين، وإصدار أوامر الصرف أو إيقاف الصرف من صندوق النقابة والتدخل المباشر في كل اختصاصات اللجنة النقابية وعملية النقل، ولم تكتفِ الميليشيات المسلحة بذلك، بل قامت أيضا بالتهديد المباشر بالسلاح لمحصلي النقابة، وتسلموا منهم المبالغ التي تحصلوها إلى الصندوق، إلى جانب احتجازهم لسيارة النقابة وعدم إرجاعها منذ أكثر من شهرين من قبل ممثل آخر لـ(أنصار الله)، وإلى الآن لم يتم إرجاعها».