الخطة الأمنية تتجه إلى شرق لبنان بعد سجن رومية.. وحزب الله وفر الغطاء السياسي

تقارير: «بريتال» تؤوي خارجين عن القانون ومطلوبين للقضاء اللبناني

TT

تتجه السلطات لاستكمال الخطة الأمنية في كافة المناطق اللبنانية، من بلدة بريتال في شرق لبنان، بعد إنهاء غرفة العمليات التي كان يديرها متشددون في سجن رومية، فيما يبدو أنه أول ثمار الحوار الثنائي بين حزب الله اللبناني الذي يتمتع بنفوذ واسع في شرق لبنان، وتيار المستقبل الذي يعد وزير الداخلية نهاد المشنوق قياديا بارزا فيه. وأعلن المشنوق أمس قبيل دخوله اجتماع الحكومة اللبنانية، أن «الخطة الأمنية في البقاع، أولها بريتال»، في إشارة إلى البلدة التي تقول تقارير عدة بأنها تؤوي في جرودها خارجين عن القانون ومطلوبين للقضاء اللبناني، وتسكنها أغلبية شيعية. وتأتي الحملة الأمنية إلى البقاع، بعد الحملة الأمنية التي نفذتها القوى الأمنية في سجن رومية، الاثنين الماضي، وهي أولى الحملات الشاملة التي تنفذها السلطات اللبنانية بعد جلستين من الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل.

ويربط مراقبون بين نتائج الحوار الذي جرى الاتفاق في جلسته الثانية على دعم استكمال تنفيذ الخطة الأمنية على كل الأراضي اللبنانية، والتطورات الأمنية، رغم أن حزب الله، يكرر تأكيده الترحيب بالخطة الأمنية وتعاونه مع الأجهزة الأمنية في توفير غطاء سياسي للخطة الأمنية الحكومية. وأكد مصدر مطلع على موقف الحزب لـ«الشرق الأوسط» أن الغطاء السياسي وفره الحزب للخطة الأمنية «عاما، ولم يتطرق إلى تفاصيل في جلسات الحوار الثنائية» التي انعقدت في مقر إقامة رئيس البرلمان نبيه بري. وشدد المصدر على أن تنفيذ الخطة الأمنية «يحتاج فعلا إلى غطاء سياسي عام من كل الأطراف، وحزب الله بدوره وفر هذا الغطاء سواء في البقاع أو في أي منطقة لبنانية أخرى».

ويعود الربط بين العمليتين في رومية وبريتال، إلى طبيعة الهدف وانتمائه الطائفي، إذ يغلب على الأشخاص الذين استهدفتهم العملية الأمنية في رومية، طابع الانتماء إلى الطائفة السنية، بينما يغلب على الأشخاص الذي ستستهدفهم العملية الأمنية في بريتال، انتماؤهم إلى الطائفة الشيعية.

وتعد هذه العملية التي تنوي القوى الأمنية تنفيذها، الثالثة منذ إعلان الحكومة اللبنانية عن أن الخطة الأمنية الحكومية ستشمل منطقة البقاع في شرق لبنان، علما بأن القوى الأمنية، تنفذ عمليات خاطفة وسريعة في البلدة، وكان آخرها عملية القبض على المتهم بعملية قتل مساء أول من أمس. وأعلنت قوى الأمن الداخلي في بيان، أن شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي ألقت القبض على شربل جورج خليل في بريتال، وهو المشتبه فيه بقتل الشاب إيف نوفل في منطقة كفردبيان.

وتؤوي بلدة بريتال الحدودية مع القلمون السورية، عددا من المطلوبين للسلطات اللبنانية بتهم مرتبطة بالخطف مقابل فدية، وسرقة السيارات. وكان وزير الداخلية اللبنانية نهاد المشنوق وصف هذه المنطقة في الربيع الماضي بـ«مربع الموت»، وذلك قبل أن تدخلها القوى الأمنية بموجب الخطة الأمنية التي أقرتها الحكومة للبقاع (شرق لبنان)، في 10 أبريل (نيسان) الماضي، وتنفيذ أعمال دهم وتوقيف مطلوبين.

وكانت القوة الأمنية نفذت أولى العمليات الأمنية الواسعة في بريتال في شهر أبريل الماضي، قبل أن تنفذ حملة أخرى في سبتمبر (أيلول) الماضي. وتشير معلومات أمنية إلى أن 13 شخصا من أهالي بريتال، يعتبرون من أبرز المطلوبين للأجهزة الأمنية والقضاء اللبناني.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني أن مديرية المخابرات «أحبطت مخططا لتنفيذ سلسلة عمليات انتحارية أعقبت تفجيري جبل محسن، فأوقفت كلا من بسام حسام النابوش وإيلي طوني الوراق (الملقب أبو علي) والسوري مهند علي محمد عبد القادر، الذين كانوا يتحضرون للقيام بعمليات إرهابية تستهدف مراكز الجيش وأماكن سكنية، ويتجولون ببطاقات سورية وفلسطينية مزورة».

وأشارت قيادة الجيش إلى أن التحقيقات «أظهرت انتماء الموقوفين لمجموعة المطلوبين الفارين أسامة منصور وشادي المولوي، ومبايعتهم لتنظيمات إرهابية، ومشاركتهم في القتال في سوريا وفي الاعتداءات على الجيش والاشتباكات بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة».