اليمين الإسرائيلي يضع مكافحة قيام دولة فلسطينية على رأس أجندته الانتخابية

ليبرمان: لا سلام من دون تصفية حماس وأبو مازن

TT

في وقت أشارت فيه استطلاعات الرأي إلى أن قائمة تحالف يتسحاق هيرتسوغ وتسيبي ليفني ستتغلب على قائمة الليكود برئاسة بنيامين نتنياهو، خرجت أحزاب اليمين المتطرف بحملة دعائية ضد قيام الدولة الفلسطينية.

وقال أفيغدور ليبرمان، وزير الخارجية الإسرائيلي، في الافتتاح الرسمي لحملته الانتخابية، إنه لن يجري السلام من دون تصفية حماس، والتخلص من الرئيس محمود عباس. كما أعلن نفتالي بنيت، رئيس حزب المستوطنين (البيت اليهودي)، خلال احتفاله بانتخاب قائمة حزبه، إنه يفتخر بأن حزبه هو الوحيد الذي يقول إنه ضد قيام دولة فلسطينية جهارا وبلا ثأثأة، وأضاف موضحا: «قبل سنتين فقط كانوا يقولون بأننا لن نتجاوز نسبة الحسم، ولكننا فزنا بـ12 مقعدا. واليوم تعطينا الاستطلاعات 17 - 18 مقعدا. وصرنا الحزب الثاني من حيث عدد الأعضاء المنتسبين. ونحن نقترب من تولي الحكم. والسبب في هذا هو وضوحنا ومثابرتنا على رفض الدولة الفلسطينية».

وركز ليبرمان على رفض القيادة الفلسطينية بشقيها، حماس وفتح، وقال بهذا الخصوص: «نحن الوحيدون الذين نتحدث عن حل واقعي للصراع، مبني على قيام دولة فلسطينية، ولكن بشروط مختلفة. دولة نتبادل فيها المستوطنات مع العرب في إسرائيل، بحيث تكون أرئيل لإسرائيل (مدينة استيطانية قامت على أراضي نابلس في الضفة الغربية) وأم الفحم لفلسطين (وهي مدينة عربية في إسرائيل تقع في منطقة المثلث، التي ينادي ليبرمان بضمها إلى فلسطين مقابل ضم إسرائيل للمستوطنات). وراح ليبرمان يهاجم قادة الأحزاب العربية الوطنية في إسرائيل بقوله: «لن يكون أحمد الطيبي وحنين زعبي مواطنين إسرائيليين حسب برنامجي».

وكان حزب الليكود قد هاجم أيضا النواب العرب، واستخدمهم أداة لمهاجمة قوى الوسط واليسار في إسرائيل، وكمثال على ذلك فبسبب انتخاب الصحافي العربي زهير بهلول في قائمة هيرتسوغ - ليفني، عدها الليكود «قائمة يسارية متطرفة تهدد أمن إسرائيل».

وجاء في الرد الرسمي لحزب «الليكود» على نتائج الانتخابات الداخلية في حزب العمل أن «حزب العمل اختار قائمة يسارية متطرفة»، مع ذكر اسم بهلول في القائمة، وأنها قائمة «تهدد أمن الدولة وعديمة الخبرة ومعادية للدين». وأضافت ميري ريغيف، النائبة عن حزب «الليكود»، أن «حزب العمل أصبح حزبا غير طبيعي؛ لأن زهير بهلول يشعر بأنه عربي أكثر منه يهوديا».

وسلط «البيت اليهودي» الضوء على تصريحات سابقة لبهلول قائلا إن حزب العمل اختار قائمة يندرج فيها أشخاص دعموا «أسطول مرمرة»، في إشارة إلى بهلول، ووصف الحزب القائمة بأنها «قائمة تمثل حركة ما بعد الصهيونية»، أي أنها تناهض القيم الصهيونية التي قامت عليها دولة إسرائيل.

ومن جهته، رد زهير بهلول بالقول إن مهاجمته تستهدف عودة العزف على أوتار الخوف من العرب لكي يستقطب مزيدا من الأصوات، لكنها «استراتيجية فاشلة تؤدي إلى نتائج معكوسة، وتظهر اليمين على أنه يخاف من المواطنين العرب في إسرائيل ويهاجمهم فقط لأنهم عرب».

يذكر أن الشرطة الإسرائيلية قتلت شابا عربيا، الليلة قبل الماضية، بحجة أنه حاول الهرب منها، وذلك خلال عملية اقتحام لأحد الأحياء في قرية رهط بدعوى التفتيش عن مخدرات، وبعد أن اصطدمت باحتجاج من بعض الأهالي، أطلقت الرصاص، وقتلت على الفور الشاب سامي العجار. واتهمها العرب بأنها تضغط بسهولة على الزناد عندما يكون الضحية عربيا.

وتجدر الإشارة إلى أنه منذ سنة 2000 قتل 49 مواطنا عربيا برصاص الشرطة الإسرائيلية.