مصادر: انقسامات داخل حماس بشأن المصالحة.. وفتح تتهمها بمحاولة إسقاط الحكومة

اتهامات جديدة لوزير داخلية الحركة السابق بقيادة تيار متشدد ضد السلطة

TT

قالت مصادر إسرائيلية وأخرى فلسطينية إن حركة حماس تشهد انقساما بشأن التعامل مع ملف المصالحة الفلسطينية، حيث يرغب بعض قادتها في المضي قدما بهذا الملف وتصحيح الأوضاع مع حكومة التوافق الوطني، بينما تعارض قيادات أخرى هذا التوجه.

ونشر موقع «واللا» الإسرائيلي عن هذه المصادر قولها إن «التيار الذي يرغب في المصالحة يدفع باتجاه اعتماد سياسة تصالحية مع حركة فتح والسلطة، بينما يرفض التيار الآخر ذلك، ويتبنى خطا أكثر عدوانية». وبحسب هذه المصادر، فإن فتحي حماد، وزير الداخلية السابق لحكومة حماس في غزة، يقود التيار المتعصب ضد المصالحة، وهو المسؤول عن التفجيرات المتتالية التي ضربت العام الماضي منازل قادة فتح، وبنوكا وأهدافا أخرى هذا العام.

واتهمت المصادر حماد بأنه يقود مجموعات سرية لإفشال المصالحة، وقالت إنه «لا ينصاع لتوجهات قيادات أخرى في حماس يسعون لتعزيز المصالحة»، مؤكدة أن «قيادة القسام مطلعة على التفاصيل جميعها، لكن دون أي تدخل في أي اتجاه»، وشددت على أن الخلافات تتسع داخل قيادة حماس، دون وجود اتفاق على توجه محدد.

وجاءت الاتهامات لحماد بعد ساعات من إعلان حركة فتح أن حماس تخطط بشكل ممنهج لتعطيل حكومة التوافق الفلسطينية في غزة، وتشكيل حكومة فعلية بديلة لها.

وفي هذا الصدد قال أسامه القواسمي، المتحدث باسم حركة فتح، إن حركته «حصلت على مراسلات داخلية لبعض قيادات حماس تؤكد أن ما يجري في قطاع غزة من قبل حماس عمل ممنهج يهدف إلى تعطيل حكومة الوفاق الوطني بكل الأشكال، وأن عملية تحميل المسؤوليات والردح الإعلامي اليومي لقيادات حماس ضد الرئيس والحكومة، ما هي إلا عملية مبرمجة ومتفق عليها سلفا، وأن المظاهرات التي يقوم بها عناصر حماس تحت اسم (نقابة الموظفين)، ما هي إلا إحدى أدواتهم في تنفيذ المخطط، وأن منع الوزراء من القيام بعملهم، سواء من خلال التفجيرات الأخيرة والتهديدات للوزراء ولمقرات القطاع الخاص المختلفة، أو من خلال التفجيرات لبيوت قيادات حركة فتح في غزة قبيل إحياء ذكرى الشهيد ياسر عرفات، التي منعت، والتي كانت أيضا قبيل زيارة الرئيس وأعضاء حكومة التوافق لغزة، ومنع الوزراء من الالتقاء بالموظفين أثناء زيارتهم الأخيرة، ووجود حكومة الظل التي أنكرتها حماس كعادتها، كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالا للشك بأن حماس خططت منذ اليوم الأول لتشكيل حكومة الوفاق، وذلك بإفشال عمل الحكومة وتحميل المسؤولية على الآخرين».

وأضاف القواسمي أن ذلك «يبرهن تماما أن حماس هي التي تتاجر بمعاناة أهلنا في القطاع، وتمعن في إذلالهم وتعذيبهم، ومنع تقديم الخدمات لهم بهدف إبقاء تلك المعاناة كذريعة للهجوم على الآخرين الوطنيين، وعدم إعطاء حكومة الرئيس أي إنجاز حتى ولو على حساب القهر والظلم والمعاناة لأهلنا وشعبنا».

وتعهد القواسمي بكشف «كل من تسول له نفسه بالعبث والمتاجرة بمعاناة الناس أمام شعبنا الفلسطيني»، وأضاف موضحا: «لن يوقفنا بالمطلق هذا المخطط الشيطاني لإكمال واجبنا الوطني، من إنقاذ أهلنا وشعبنا في القطاع وتكريس الوحدة الوطنية، بل على العكس تماما، حيث سنصر أكثر من أي وقت مضى على الاستمرار في محاولات إعادة الإعمار وحماية كل إنجاز صنعناه، إيمانا من فتح بأن معركتها هي مع المحتل، وليس مع أي طرف فلسطيني». كما طالب القواسمي كل الفصائل الفلسطينية بإعلاء أصواتهم أمام هذا المخطط، الذي يستهدف الفلسطينيين والمشروع الوطني.

وهذه ليست أول مرة يوجه فيها أصبع الاتهام لفتحي حماد باستهداف حركة فتح في غزة، ففي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، طالب عضو اللجنة المركزية لحركة فتح جمال محيسن حركة حماس برفع الغطاء عن فتحي حماد، بصفته «المسؤول عن تفجيرات غزة التي استهدفت منازل ومكاتب قادة فتح ومنصة إحياء الذكرى العاشرة لرحيل ياسر عرفات»، كما قال توفيق الطيراوي، عضو اللجنة المركزية للحركة ومسؤول المخابرات السابق، إنه «لا أحد في حماس يستطيع الوقوف في وجه حماد».

وكانت حركة فتح قد اتهمت حماس بالوقوف وراء التفجيرات. لكن حماس نفت ذلك، وقالت إنها ستفتح تحقيقا بالأمر، معبرة عن رفضها للاتهامات تجاه حماد.