دول غرب أفريقيا تدرس تشكيل قوة إقليمية لمواجهة «بوكو حرام»

تشاد تنضم عمليا إلى الكاميرون ونيجيريا للتصدي للجماعة المتشددة

TT

يعتزم قادة دول غرب أفريقيا بحث تشكيل قوة عسكرية إقليمية لمواجهة جماعة «بوكو حرام»، في حين أقرت دولة تشاد أمس إرسال قوات إلى الكاميرون ونيجيريا لمقاتلة مسلحي الجماعة المتشددة.

وقال الرئيس الغاني جون ماهاما الذي يتولى حاليا الرئاسة الدورية لـ«المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا» (إيكواس)، أمس، إن قادة المجموعة سيعقدون قمة الأسبوع المقبل لمناقشة الموضوع تشكيل قوة عسكرية إقليمية مهمتها مواجهة «بوكو حرام». وأضاف ماهاما، أن مجموعة الإيكواس ستسعى للحصول على دعم الاتحاد الأفريقي لخططها. وتابع الرئيس الغاني في مؤتمر صحافي، أن نيجيريا اتخذت إجراءات عسكرية، بينما انخرطت الكاميرون في قتال عناصر «بوكو حرام»، لكنه شدد على الحاجة للنظر في «تشكيل قوة إقليمية أو متعددة الجنسيات» لمواجهة «بوكو حرام». ومضى قائلا: «هذا ما نريد بحثه في الاتحاد الأفريقي، إذ يجب أن نحصل على تفويض يسمح لمثل هذه القوة بالعمل إذا تحقق هذا الأمر». وجاء هذا الإعلان بعد تكثيف جماعة «بوكو حرام» هجماتها وقتلها آلاف المدنيين في شمال شرقي نيجيريا، تزامنا مع استعداد البلاد لتنظيم انتخابات رئاسية حاسمة في 14 فبراير (شباط) المقبل. كما نفذت الجماعة خلال الأسابيع الماضية هجمات في مناطق حدودية مع الكاميرون والنيجر المجاورتين، مما دفع الحكومة إلى نشر الآلاف من القوات بما في ذلك القوات الخاصة.

وتحسبا لتوسع هذه الهجمات، أقرت تشاد أمس إرسال قوات لمساعدة الكاميرون ونيجيريا على التصدي للجماعة المتشددة. وصوت برلمان تشاد بالإجماع أمس على قرار «إرسال قوات مسلحة وأمنية تشادية لمساندة القوات الكاميرونية والنيجيرية التي تقاتل في الحرب ضد الإرهابيين في الكاميرون ونيجيريا». وفور صدور القرار، غادر رتل يضم عشرات المدرعات التشادية العاصمة أنجامينا أمس باتجاه الجنوب لمساعدة القوات الكاميرونية في مقاتلة مسلحي «بوكو حرام»، وفق ما أفادت به وكالة الصحافة الفرنسية.

وأعلن الرئيس التشادي إدريس ديبي، أنه يريد استعادة مدينة باغا النيجيرية على ضفاف بحيرة تشاد والتي وقعت في أيدي «بوكو حرام»، وحيث أفاد شهود بأن الجماعة المتطرفة خطفت مئات النساء بعد الهجوم الذي أوقع مئات، لا بل آلاف القتلى، وفق الروايات المختلفة والذي يعتقد أنه الأعنف منذ 6 سنوات. وقال الرئيس ديبي في رسالة للنواب، إن الدول الأعضاء في مجموعة حوض تشاد، وهي النيجر ونيجيريا وتشاد والكاميرون، ستقوم بعمليات مشتركة لاستعادة باغا. وقال إن «تحرير باغا التي تعد محور مبادلاتنا الاقتصادية أمر أساسي لاستئناف حركة البضائع والناس بأمان». وكان رئيس الكاميرون بول بيا استبق القرار التشادي وأعلن مساء أول من أمس أن أنجامينا سترسل عددا كبيرا من الجنود إلى بلاده لمساعدتها في التصدي للهجمات المتزايدة من جماعة «بوكو حرام» والتي تشنها انطلاقا من الأراضي النيجيرية. وقال بيا في بيان نشر على الموقع الإنترنت للرئاسة، إن رئيس تشاد إدريس ديبي «قرر إرسال فرقة كبيرة من القوات المسلحة التشادية لمساعدة القوات المسلحة الكاميرونية في مواجهة الهجمات المتكررة من جماعة (بوكو حرام) الإرهابية». ويطالب بيا بمساعدة عسكرية دولية لقتال «بوكو حرام» التي استولت على مساحات من شمال نيجيريا وتهدد الدول المجاورة للمناطق الشمالية التي تسيطر عليها الحركة. ولم تتعرض تشاد لهجمات «بوكو حرام»، لكن شريطا في أقصى شمال الكاميرون بعمق 50 كيلومترا فقط يفصل بين أنجامينا وولاية بورنو النيجيرية معقل الحركة المتشددة. واعتبر وزير الخارجية الأميركي جون كيري الخميس والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس في تصريحين منفصلين، أن «بوكو حرام» ترتكب «جرائم ضد الإنسانية». ودعا هولاند إلى رد «جماعي» و«حازم» في مواجهة الإرهاب.

أما مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى غرب أفريقيا محمد بن شمباس (الغاني الجنسية) فقد حث أول من أمس نيجيريا والكاميرون وتشاد والنيجر وهي الدول الـ4 في المنطقة المهددة بشكل مباشر من «بوكو حرام» على تنحية الخلافات والاتفاق على هيكل قيادة واستراتيجية من أجل تشكيل قوة إقليمية لهزيمة المتشددين.