بريطانيا ترفع مستوى التهديد إلى «خطير»

اسكوتلنديارد: إجراءات لتعزيز أمن الجالية اليهودية.. وتوقيف فتاة في لندن بتهمة الإرهاب

تعزيز وجود قوات شرطة اسكوتلنديارد في العاصمة لندن والمدن الداخلية («الشرق الأوسط»)
TT

رفعت السلطات البريطانية مستوى التهديد الذي يواجه قوات الشرطة إلى «خطير»، وهو رابع أعلى مستويات التهديد الإرهابي في البلاد المكون من 5 مستويات.

وذكرت صحيفة «الغارديان» البريطانية صباح أمس، أنه «جرى وضع قوات الشرطة في حالة تأهب قصوى، والتحذير من أنه قد يجري استهدافها في أعقاب إحباط مؤامرة إرهابية في بلجيكا ضد قوات الشرطة من قبل متطرفين يرتبطون بالصراع في سوريا». ورفعت السلطات مستوى التهديدات إلى «خطير»، وهو أعلى مستوى جرى الوصول له حتى الآن، حيث يدرس قادة الشرطة نشر دوريات إضافية مزودة ببنادق الصعق الكهربائي كإجراء أمن إضافي. ونقلت الصحيفة عن مصدر أمني قوله: «نتخذ أقصى درجات الحذر والإجراءات الأمنية قبل أن يحدث أي شيء».

وتشمل الإجراءات زيادة عدد الدوريات المسلحة، إضافة إلى انتشار الضباط في مجموعات لحماية بعضهم بعضا».

من جهته، قال ستيف وايت، رئيس اتحاد الشرطة في إنجلترا وويلز: «لا يمكن التقليل من مستوى الإرهاب الذي نواجهه على نطاق دولي، وجهاز الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى تقوم بكل ما تستطيع القيام به».

وكانت الحكومة البريطانية أعلنت أنها كثفت أمن الحدود عند الموانئ والنقاط الأمنية التي تديرها على الأراضي الفرنسية بعد الهجوم المميت على مقر مجلة «شارلي إيبدو» في باريس الأسبوع الماضي.

وأضافت المتحدثة باسم رئيس الوزراء ديفيد كاميرون للصحافيين: «على أساس احترازي كثفنا الأمن على الحدود، على سبيل المثال في الموانئ، وسيشهد الأشخاص الذين يمرون منها عمليات تفتيش مكثفة للسيارات والشاحنات».

وفي السياق نفسه، قالت شرطة اسكوتلنديارد إنها ألقت القبض على فتاة تبلغ من العمر 18 عاما في مطار بلندن للاشتباه في أنها كانت تعد لأعمال إرهابية وبانتمائها إلى تنظيم محظور». وألقي القبض على الفتاة أول من أمس لدى وصولها جوا إلى مطار ستانستيد، وتوجد صلة بين اعتقالها وتحقيق سابق أسفر عن اعتقال شاب يبلغ من العمر 21 عاما في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وقالت اسكوتلنديارد في بيان إن «الفتاة نقلت إلى مركز شرطة في لندن حيث ستبقى رهن الاحتجاز».

واعتقال الفتاة هو أحدث حلقات سلسلة اعتقالات نفذها مسؤولو مكافحة الإرهاب في بريطانيا منذ رفع مستوى الإنذار في البلاد في أغسطس (آب) إلى ثاني أعلى مستوى له بسبب خطر مقاتلي تنظيم داعش العائدين من سوريا والعراق، ومعظم أوروبا حاليا في حالة تأهب أمني مرتفعة بعد أعمال قتل في باريس هذا الشهر، ومداهمات في بلجيكا قتل فيها مسلحان.

في غضون ذلك، أعلنت الحكومة البريطانية أمس أنها تبحث في تعزيز إجراءات أمن الجالية اليهودية في المملكة المتحدة تجنبا لهجمات مماثلة كالتي وقعت في باريس الأسبوع الماضي. وقال مساعد قائد «اسكوتلنديارد» المسؤول عن وحدة مكافحة الإرهاب مارك راولي في مؤتمر صحافي أول من أمس: «إن الهجوم على محل يهودي في باريس وتزايد الخطابات المتطرفة المعادية لليهود زادت من حدة المخاوف الأمنية على الجالية اليهودية في بريطانيا».

وأضاف أن «الصورة العامة للنشاطات الإرهابية حول العالم تزيد من قلقنا حول المخاطر والتهديدات التي قد تلحق بيهود بريطانيا»، مؤكدا أن أجهزة الأمن تعمل مع قادة هذه الجالية لبحث أفضل الإجراءات الكفيلة بتعزيز أمنها، من بينها زيادة دوريات الشرطة في الأماكن المهمة.

وشدد راولي على أن الشرطة البريطانية ستبقى يقظة بشأن أمن الجاليات الأخرى، ومن ضمنها الجالية المسلمة، موضحا أنه «سيجري التعامل مع أي شخص أو جهة تحاول استغلال الأوضاع الراهنة لإشاعة الخوف وسط مسلمي بريطانيا».

وعلى صعيد متصل، قال راولي إن هجمات باريس أظهرت حجم التهديدات التي بات يواجهها رجال الأمن في أوروبا والعالم، مبينا أنه «جرى اتخاذ إجراءات إضافية لتعزيز أمن عناصر الشرطة في بريطانيا».

وكثفت شرطة اسكوتلنديارد من إجراءاتها الأمنية في الكثير من الأحياء في عموم بريطانيا، بعد هجمات الأسبوع الماضي في باريس التي أسفرت عن مقتل 17 شخصا. وأعلن متحدث باسم اسكوتلنديارد أن هناك خططا لنشر المزيد من الدوريات خلال الأيام المقبلة، مشيرا إلى أن «هذه الإجراءات الاستثنائية تهدف إلى ضمان الأمن».

وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أعلن الجمعة بعيد لقائه الرئيس الأميركي باراك أوباما أن بلاده ماضية في حربها على الإرهاب عبر سن تشريعات في هذا الشأن. وقال: «نحن بصدد مواجهة آيديولوجيا سامة من أشخاص يدعون اعتناق الإسلام، لكننا مع حلفائنا سنواجه هذه الظاهرة».

وأعلن بعيد اللقاء الأميركي - البريطاني عن الاتفاق على «رفع مستوى التنسيق الأمني بين البلدين بغية التصدي للتطرف ومواجهة المتشددين واستعمالهم للإنترنت».