إيزيديون أفرج عنهم تنظيم «داعش» لا يصدقون أنهم نجوا من بطشه

مسنة لـ «الشرق الأوسط»: أخذوا 9 نساء وفتيات وأطفالا من عائلتي

إيزيديات يجلسن عند نقطة تفتيش قرب كركوك بعد أن أفرج عنهن تنظيم داعش أول من أمس (إ.ب.أ)
TT

نقلت حكومة إقليم كردستان العراق أمس نحو 200 من كبار السن والمرضى الإيزيديين إلى محافظة دهوك بعد إطلاق سراحهم من قبل تنظيم داعش خلال اليومين الماضيين. والتقت «الشرق الأوسط» بعضهم وتحدثوا عن معاناتهم خلال أسرهم من قبل التنظيم المتطرف.

وقالت خاتو أولو، 70 سنة، إنها «بعد معاناة ومشقة تمكنت مع أقرانها من الوصول إلى نقطة (مكتب خالد) الفاصلة بين قوات البيشمركة ومسلحي (داعش) بالقرب من كركوك». وأضافت هذه السيدة التي بدا على وجهها التعب: «اعتقلنا من قبل (داعش) في أغسطس (آب) من العام الماضي، عندما هاجموا مجمعنا (سولاغ) التابع لقضاء سنجار، وأخذوا شبابنا ورجالنا إلى مكان مجهول ولا نعلم مصيرهم لحد الآن». وتابعت «أما نحن النساء والأطفال والفتيات فأخذونا إلى قضاء تلعفر (غرب الموصل). كان عددنا 20 فردا وتم سجننا نحن النساء في مدرسة ثم نقلونا إلى سجن بادوش (قرب الموصل) حيث بقينا عدة أيام ومن ثم أعادونا إلى تلعفر مرة أخرى وبقينا هناك نحو شهرين. كانوا يعتدون علينا يوميا ويغتصبون الفتيات والنساء، كانوا يمنعون عنا الطعام لأيام واقترفوا بحقنا جرائم بشعة كثيرة».

وتابعت أولو: «بعدها نقلونا إلى الموصل حيث أخذوا فتياتنا ونساءنا الشابات والأطفال والشباب إلى سوريا، وأبقونا نحن المسنين فقط. أخذوا بناتي الاثنتين مع أطفالهما.. التنظيم أخذ 9 فتيات ونساء وأطفالا من عائلتي إلى سوريا ولا أعرف مصيرهم».

وقبل إطلاق سراحهم وحسب أحاديث بعض المفرج عنهم فإن التنظيم المتطرف أخذهم في البداية باتجاه الحدود العراقية - السورية ومن ثم غيروا الوجهة وعاد بهم إلى خط التماس بين التنظيم وقوات البيشمركة بالقرب من محافظة كركوك.

وكانت ناحية ألتون كوبري (35 كم جنوب أربيل) المحطة الأولى لهؤلاء الإيزيديين بعد دخولهم إلى محافظة كركوك. ويعاني الكثير من المفرج عنهم حالات مرضية غالبيتها كانت أمراضا جلدية وسوء تغذية وهاجس «داعش» يلاحقهم، إذ لا يزال أكثرهم لا يصدق أنه نجا من بطش التنظيم المتطرف.

ويقول شرو حجي صالح، 90 سنة، إن «التنظيم اعتقله مع عائلته في قضاء القحطانية»، وتابع «أخذوا مني 3 حفيدات إحداهن قطعت شريان يدها انتحارا أما الأخريان فقد أخذهما التنظيم إلى سوريا». ومضى قائلا: «أمضينا في سجون (داعش) 6 أشهر، ذقنا فيها كل أنواع العذاب. كنت مسجونا مع 2500 إيزيدي آخر في مقر قيادة قوات نينوى.. كانوا يقتلون من يريدون ويغتصبون النساء».

طريقة إطلاق سراح هؤلاء الإيزيديين ما زالت مجهولة، لكن القادة الإيزيديين يشيرون إلى أن «داعش» تخلص من هؤلاء العجزة بإطلاق سراحهم لأنه لا يستطيع تحمل مسؤولية حمايتهم وإيوائهم. وقال محما خليل، القيادي الإيزيدي في قوات البيشمركة، لـ«الشرق الأوسط» إن «الدفعة التي نقلت أمس إلى دهوك تضم 196 شخصا من مجموع 375 شخصا أفرج عنهم التنظيم المتطرف». واستبعد القيادي أن تكون عملية إطلاق سراح الأسرى جرت بموجب صفقة مع «داعش» أو بسبب صراعات داخل التنظيم، مبينا أن المفرج عنهم «كبار في السن ويعانون من عاهات وأمراض و(داعش) فقد إمكانياته اللوجيستية والمادية».