مادورو يواجه طوابير انتظار المواد الغذائية بمسيرة مؤيديه أمام القصر الرئاسي

الرئيس الفنزويلي يعد بـ«استثمارات» بعد عودته من جولة خارجية

الرئيس الفنزويلي يلوح لمؤيديه وهو يقود حافلة لدى عودته الى كاراكاس (أ.ف.ب)
TT

استقبل الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بمسيرة حافلة، إثر عودته من رحلة استمرت أسبوعين، هدفها مواجهة الأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلاده وتزيد من معاناة الشعب الفنزويلي. وسعيا إلى إظهار الجولة الخارجية التي شملت عددا من الدول المصدرة للنفط، مثل السعودية وروسيا، وحلفاء استراتيجيين مثل الصين، دعت الحكومة إلى المسيرة الحافلة، حيث رقصت حشود من مؤيدي الحكومة، وأمسكت ببالونات ذات ألوان زاهية على خلفية من الهتافات التشجيعية لدى وصول الزعيم الاشتراكي وسائق الحافلة السابق إلى قصره الرئاسي وهو يقود بنفسه الحافلة التي تتقدم موكبه.

ودعت الحكومة إلى إقامة الاحتفالات ترحيبا بعودة مادورو من جولته من أجل الحصول على المزيد من القروض، وإقناع الدول الأخرى المنتجة للنفط بالتعاون مع بلاده من أجل منع انخفاض أسعار النفط الخام. وكان لانخفاض الأسعار عواقب كارثية على اقتصاد فنزويلا، الذي يواجه بالفعل مصاعب، حيث تمثل عائدات تصدير النفط 96 في المائة من حجم اقتصاد البلاد.

وقال مادورو إنه أنجز ما كان لازما، متشدقا بـ«تدفق الاستثمارات» من الصين والتحالف المالي الجديد مع قطر.

وفي وسط مدينة كاراكاس اصطفت الحشود على جانبي الطريق، أول من أمس، حاملين لافتات تحمل صورا لمادورو، وهو يصافح قادة العالم ومكتوب أعلاها عبارة «رحلة ناجحة».

مع ذلك كانت تفاصيل الاتفاقيات الجديدة شحيحة، وكان موقف الدول الأعضاء في منظمة الدول المصدرة للنفط صارما، في رفض طلب فنزويلا خفض الإنتاج.

وبينما كان مادورو في طريقه للعودة بعد مد فترة رحلته لمرتين على الأقل، طبقت محلات التابعة للدولة نظام ترشيد جديد للسيطرة على الصفوف، وبدأ متظاهرون شباب يقطعون الطرق في حوادث متفرقة، وزادت دعوات قادة المعارضة إلى إجراء تغيير فوري، وحتى مؤيدي الثورة الاشتراكية التي دخلت عامها الـ15، والتي قادها الرئيس الراحل هوغو شافيز، سخروا واستهزأوا، يوم السبت، من المسيرة، قائلين إن الانتظار طويلا تحت أشعة الشمس المحرقة للمشاركة في تجمع عند قصر الرئاسة يشبه الصفوف التي يقف فيها المتسوقون لساعات أمام محال السوبر ماركت في مختلف أنحاء فنزويلا، أملا في شراء سلع تزداد صعوبة الحصول عليها يوما بعد يوم، مثل ورق التواليت ومساحيق الغسيل. وكان النائب البرلماني ريكاردو سانغينو من الذين أومأوا برؤوسهم في موافقة متحمسة على هذا الطرح.

ومثّل أكثر مؤيدي شافيز، يعتقد سانغينو أن أعداء النظام المتحالفين مع الولايات المتحدة هم من يثيرون المشاكل في البلاد. وقال في تصريحات نقلتها وكالة «أسوشييتد برس» إن «هذا الحدث مهم للغاية، لأننا بحاجة إلى توضيح أن الشعب لا يزال يؤيد ويناصر مادورو، رغم صعوبة الوضع هذه الأيام».

ودعت الحكومة الناس إلى الاصطفاف على طول طريق المطار، وأخذ بضع مئات من المؤيدين في ملابسهم الحمراء، وأكثرهم من موظفي الحكومة، يلوحون إلى رجال مادورو، وهم يمرون بعدد من نقاط التجمع المحددة سلفا. وعند وصول مادورو إلى القصر الرئاسي قاد مؤيديه في مسيرة مناهضة للولايات المتحدة، وأثنى على الخطوات التي اتخذتها حكومته في غيابه، ومنها اعتقال بعض المحتجين الشباب.

وأدان القطاع الخاص «الطفيلي»، وزعم أن أعداء النظام تلاعبوا عمدا بالمعروض من السلع في فنزويلا.